السبت، 12 مارس 2022

في تمام الساعة السابعة مساء بتوقيت لندن!

 واحدة من أسوأ الأشياء أن تبدأ نصا قاتما!

هل توصم النصوص بذلك؟

ربما، المهم أن هذا ما أشعر به الآن؛ فعندما يأتي "المثاء" بالثاء كما يقول عبدالوهاب، أسألوا الليل عن نجمي متى يظهر؟

النجوم كلها لن تظهر بسبب سماء لندن الملبدة بالغيوم! فبعد خمسة أيام مشمسة متواصلة، ستعلم كم هي عزيزة تلك الشمس، لكني أعرف هذه العلاقة التي فيها زهو على الآخر بالنفس!

المهم لم السابعة ستسألني؟

لأنه توقيت أسوأ من آذان فجر أحد الأيام الرمضانية؛ والسبب أن المدينة ستدخل في حالة من الجمود البارد وكأن هذه الجو المرافق لها هو من يسحب كل الطاقة فيها، أجواء كأنها تحضر لروح مصاص دماء قديم يشم رائحة البشر لبحث عن ذلك الدم الخاثر الدافئ لكي يرتوي!

لربما تنقص المدينة تفصيله أو اثنتين ليحضر دراكولا للوجود! فأجراس الكنائس في كل مكان، ورائحة الثوم تعج حولك بين جنبات المطاعم الفرنسية والإيطالية والشرق متوسطية، والطلبان متوفرة ومعلقة في كل مكان وزاوية وركن حتى داخل السيارات، والأبنية حجرية سقوفها قرميد ومدخلها خشبي، لا يكثر هذه الصورة الا طراز العمران وكوب الشاي الذي تعده كل يوم ورائحة السمك والبطاطس المنبعثة من البيوت!

المهم أن هذا السباق للعودة للبيت قبل السابعة يجعل لا مزية لأي يوم حتى لو كان نهاية الأسبوع، فالكل يريد العودة عند السابعة، وكأن من سيخرج بعد هذه اللحظة هم الموتى الأحياء المعتاشين على البقية الباقية ممن يتجول فيها!

وكأن أولئك المتشردين الذين يهربون منهم المارة صباحا بقساوة قلب منقطعة النظير وكأنهم جزء من ديكور المدينة وكل الكلاب التي تسير مع مالكيها وتنبح ليلا كأنها بلا ولي يتعهدها، سيتحول لعواء ويصبح أولئك المتشردين هم الأموات الأحياء داخل المدينة، ثم تنتظر في بيتك عند شرفتك وانت تشرب كأس الشاي بكل أرستقراطية وانت تنظر للقمر نصف مكتمل تحفه الغيوم ان يظهر دراكولا هكذا فجأة يقول: الموت للغزاة!

لكن الثوم المتصاعد والمقابر التي في الجواء ستحول بينه وبين كذل هذه اللحظة!

هنا تقول: الحمد لله أني ضمت عن ملذات المدينة عند السابعة!

وكأن الظلام يسقط على الأرض فجأة، وكأن ساعة منتصف الليل الصفرية اقتربت، لتزحف المخلوقات بحثا عن الدم ومن يوجد حينها سيواجه كلاب الجحيم حينها ستتعفن جثته!

إنها إثارة الليلة يا سادة! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق