الاثنين، 7 أغسطس 2023

قالت حين كذا ... الوداع!

 قالت حين كذا ... الوداع!



في خضم جلسة عمل مفاجأة، لم يقدر لها ان تستمر لحوالي الساعة، انتهت بالاتفاق على مشاريع الاعمال القادمة، ومع صوت الآذان، الكل هم بلملمة حاجياته للانصراف، فقالت هي الوداع!


كان وقع الكلمة غريب، وقد غلب على ظني انها اعادتها ايضا!


هل للمظهر الجديد الذي كان في هذا الاجتماع علاقة؟

أم هي مشاكسة؟


كانت كعين الشمس عند المغيب، بعبق من جنوبي البلاد، يضفي على هذه اللوحة رونقها، منذ ذاك الزمن، واللوحة هذه ترتسم وكأنها لحن للأخوين رحباني، يخفي خلفه سر مثل سر شادي.


وإن اشتدت حرارة الأيام، أو هظلت الثلوج، او غسلت الاراضي بالمطر، يظل الوداع مؤرق!


- إلى لقاء؟

- ‏إلى اللقاء!



وداعا الى اللقاء .. في موعدٍ جديد!


الأحد، 6 أغسطس 2023

في معنى الحقيقة!

 

في واحد مرة قال لي:

" حنا كل ما بدينا نمون على بعض، واحد ممنا يسافر "


اذكر انه قالها في حديث عابر، بيني وبينه، كان فيه بوح عن مجموعة من الاصدقاء بيننا قواسم مشتركة كثيرة، وكان ان قد كادت لن تطفو على السطح مشاحنات ومناكفات لا يفر منها اي رفاق يشاكسون بعضهم بعضا.


الا اني توقفت عند كلمته قليلا!

لم استطع ان اتجاوزها، ظلت ترن في اذني كانها جرس!

كأنها صوت لحن لعازف ساكسفون عتيق، بجانبه عازف بيانو عتيد يكمل رونق اللحن، وخلفهما عازف لآلة التشيلو!


الا انه مع سفر احدهم، في يوم الاحد الثالث عشر من اغسطس / آب ٢٠٢٣ الموافق السادس والعشرين من محرم ١٤٤٥ الهجرة قفزت العبارة من ذاكرتني لتحضر في ذهني، واعيد عزف هذا اللحن من جديد.


في هذه الحياة هنالك لقاء ووداع، واثقل الاشياء على النفس هذا الوداع المقيت، على عكس اللقيا، ففيها بدايات الاشياء وغرسها الأول.


اذكر في اول بقعة جمعتنا احد ظرفاء المجموعة ارتحل الى كندا لمدة ستة اشهر، كانت اشبه بامتحان لنا، الى اي مدى سنشعر بفراغ المكان الذي خلفه، لكن بعد عام ارتحل احدهم الى بلاد الشمس، مدة ليست بالقصيرة، وعاد في سنة الكورونا.


في بقعة موازية كان هنالك خمسة اشخاص جمعنا القدر بظروف مختلفة، وعندما بدأنا بتكوين هذه البقعة الموازية، سافر احدنا الى شرقي البلاد للعمل، وهناك انخرط في بقعة محلية كانت من ستة عشر نفرا انتهت بعد رحيله بنفر واحد!

لكن المهم بقعتنا الموازية نحن، بعد سفر هذا الى شرقي البلاد، ذهب بول اوستر بقعتنا - الذي قال لي ما قال اعلاه - الى بلاد الانجليز بعد رحيل الاول بسنتين!

اذكر فيما اذكر من ايام العمر الماضي بيننا، اننا ذهبنا الى منطقة في مدينتنا تُرمّز بحرفين لاتينيين هما: DQ لنشاهد فيلما قادما من جمهورية سيئول، جميعنا، ما عدا الذي رحل لشرقي البلاد، الذي ظل يغبطنا على تلك الرحلة بعدما عاد لوسط البلاد!


لكن الساخر ليس هنا، ان احدهم، ويُكنى بأبي القاسم، ذهب هو الاخر لشرقي البلاد ايضا، قبيل عودة الاول منها بشكل نهائي، بسبب وظيفته التي ارسل اليها اوراقه بالقطار وكأنه في مهمة عسكرية منذ زمن الحرب العالمية!

هذه الالتقاطات عنده تذكرني بذات الالتقاطات التي تلتقطها عدسته، وخلال هذا الرحيل الثلاثي، تركوني مع احد الرفاق الذي يهرشه مخه بين الفينة والاخرى: السيد منتقد!

لتصبح كل الحوارات بيننا وكأنها نقاشات بين ضرائر

شعاره الدائم التنظير أولا! ولأن الحياة عبارة عن مسرح كبير، ولا يستقيم معها الا التأمل في مآلاتها التي قد نخلص فيها: ان الانسان عندما يقع في مستنقع افكاره قد تؤدي به الى المهزلة، والله المستعان.

لكن الغريب أن ابا القاسم الان سيذهب في التاريخ الذي ذكرته اعلاه الى الغرب الأمريكي، حيث العم سام ومرفقاته، مما جعل عبارة بول اوستر الهُمام تقفز إلى ذهني من جديد!


هل سنفتقد الحديث بالالمانية؟

اتصور لا، فالشبح الاصفر على الهواتف المهمولة، سيكون كفيلا بتقريب ما تباعد من المسافات والزمن، كما كان مع ساكن بلاد الانجليز، ومع عودة الاول الذي ذهب لشرقي البلاد، لعله يجعل النقاشات السوداوية فيها بصيص نور كنور عيني القناص التي تلمع في هدوء الليل!



هذه رسالة "حتى لقاء قريب" تجبنا لقول كلمة الوداع، اذ حتى ساكن بلاد الانجليز، فنان في الهروب من لحظات الوداع!



- طب ذولي اربعة في البقعة الموازية وانت الخامس وتقول ستة، السادس ما حبت طاريه؟

- ‏السادس اعرس وجته بنت وصرنا ما نشوفه!



تمت