الأحد، 7 نوفمبر 2021

عندما قرر المشاهدة...

 أذكر حينها بعد ما زودته بقائمة من أعماله، أنه قال لي: ابي أخلي الإيرلندي أخر شيء!

بعد عدة مشاهدات سكورسيزية، وحديث عن "أنك تحب دينيرو" وعن أوجه التقارب بين الثور الهائج وسائق التاكسي في رحلة العودة من سهرة قرابة الثالثة فجراً، ونختم الجلسة: السواليف ما تزين الا لا خلصت الطلعة!

لكن مع دخله الشتاء، والدخول الثوري للخامس من نوفمبر، كانت هنالك تلك الفكرة المختمرة لمشاهدة الليلة الماضية في سوهو، لكن ابتدرني بالقول: عندك استعداد تشوف الارلندي معي؟ اتصور حان وقته؟

بدون اي تفكير او تردد صرخت: قدام!

هذه اللفظة هي التي دوما كانت مفتاح السر لكل سهرات ومشاهدات الافلام: قدام، حتى غدت كل المشاهدات هي فيلم في حد ذاتها!

أجمل لحظات التعبير هي عندما يحتبس عنك، لا عجزا لكن لروعته لا تجد ما تستطيع ان تصف به، وقد كان!

ففي تلك الليلة ذات النسائم العليلة والباردة، ومعي توفير كل مقومات السهر، من شاي وقهوة ومسليات، اتي لمنزلي، مرحبا ولم نتوقف الا حين قال فرانك: انت الباب مجافى با ابتي، لا توصده!

واغلق باب الكلمات امامه عندما انتهى الفيلم!

ومع ظهور الكادر قلت له: كيف؟

سكت وابتسم!

قلت: علشان تعذرني فيه!

واكملنا السهر فس تلك الحمعة حتى اذن فجر السبت، وفي رحله مع مخرج اختتمها خير ختام، لتظل الجوقة تودد:

So before the light

Hold me again

With all of your might

In the still of the night