الأحد، 7 ديسمبر 2014

أصوات الخائفين



تجدهم يتسمرون عند كل مذياع .. محفل وتلفاز، لا يتكلمون خشية إملاق، وكأنهم نسوا للخظة أن الله هو الواهب الذي وهب الحياة للخلق جميعاً!

ومع ذلك يرمون بأبشع وأقذع الأوصاف:
الدهماء
الرعاع
العوام
العامة
سواد الناس
جمهور الأمة
وغيرها وغيرها من هذه الوصوف، ويسمعونها هؤلاء المساكين، ويصمتون، ظناً منهم أن هذا هو البر، وما هو إلا أنه خوفٌ متربص داخل الأنفس اليائسة، وهل لدى اليائس شيءٌ يخشى فقده ... إلا حياته؟

يجلسون وتجلسون ..
يكبرون وتكبرون ..
وتزيد الفجوة، ويزداد الصمت إنطباقاً، لتنشأ حينها دوامة ... دوامة صمت كثقب أسود؛ تسبح في الفراغ، لا تسمع فيها إلا سمفونية بيتهوفن التاسعة، كإنشودة فرح تحتفل بالكلمة الإولى التي ستنطقها بعد الإنفجار الكبير!


السبت، 22 نوفمبر 2014

العوم في عقل مترجم



إهدء إلى ( )




هه! هو ليس تحقيق يا صديقي بطبيعة الحال، لكنه دافع فضولي دعاني للكتابة حوله، فعقلنا المشترك حول اللغة وابعادها في وجود هويتنا البشرية هو ما دفعني للحديث - كتابةً - وان كان بعيداً عنك!

كل المشكلة تبدأ من نص، يحتوي كلمات تحاول تفتيتها، فهل تحولها الى لفظ صوتي أخر حسب الحرف أم حسب المعنى أو ضمنياً حتى، وهنا يبدأ الشقاق والنفاق أحيانا، النفاق الذي لربما يؤدي للخيانة .... خيانة النص طبعاً!
فما العمل؟ أعلم أعلم يا صديقي فنبينا لم يقتل المنافقين، لكنه حث على تعلم لغات أخرى، فهل تجد في نفسك تيهاً بين هذين المعنيين؟
لا تبتئس يا صديقي، فأنت ولله الحمد مؤمناً موحداً بهويتك الأولى، تقتحم عالماً اخر لتتعرف عليه وليس لتتلبسه، فأنت تعيش موروثاته .. تقاليده .. وقبوره .. دون ان تفقد ايمانك بهويتك التي ولد فيها على الفطرة، لا تنسلخ ولا تستنسخ، وان تلبست بلبوسات جديدة دائماً، هذا من باب الاستمرار في التعرف على هذا العالم الساحر كعالم أليس في بلادها العجيبة، كجاسوس يحاول التنكر من جديد في مهمة جديدة، هي بالنسبة لك محاولة ترجمة نص جديد، تكافح ان لا تخون النص القديم كقدم التوراة، عهد اليهود القديم!
لكنك احياناً عبثاً تحاول، فهذا التماهي بين لغتين - كشخصيتين لجاسوس - يجعل الفصل بين الأدوات ينتفي، ويتماهى كل شيء، كممثل محترف يدقن كل الادوار ولا يستطيع إدقان ذاته!
لكنك تحاول أن لا تقع في هذا الفخ، وهذا هو الجميل فيك يا عزيزي، فالنص مقدس، وناقله الى لغة اخرى هو فاني، ويبقى النص أبدياً حتى نهاية الزمان!
فلا تبتأس يا صديقي العزيز، فأنت من القلاقل الذين يساعدونا ان نتعرف على ببعضنا البعض اكثر كبشر، اولم نجعل شعوباً وقبائل لنتعارف، لكن لربما شيخ القبيلة لديه تصور أخر .... فهل تفكر بالتمرد ؟ .... مثلي!
بالنسبة لي: انا ثائر، والكلمة هي ثورتي والقلم سلاحي والنص بياني الأول والتالي والأخير وحتى وصيتي، أنت من سيعرفني لكل أولائك الثوار، أنني وإياك كنا سويةً نحاول أن لا نخون نصوص الآخرين بترجمتنا، او نموت فنعذرا!


تمت


الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014

هل ستعيدين لي وجهاً بلون الطفولة والأغنيات؟



ودمعةُ عشقٍ أسافر فيكي ... وتكبرُ حتى حدود الفجيعة


الحياة عبارة عن عبور طويل ..
كل شيء عابر حتى النهاية؛

صراخك حين ولادتك ..
وميض النور الأول داخل عينيك ..
بكاء أمك الأول فرحاً حين رأتك ..
دُعائك الأول .. صلاتك الأولى .. مناجاتك الأولى .. سرُّكَ الأول ..
وحده حضن أمك الذي يذكرك أنك لا تزال ولدها الصغير!

هي لا تناديك "بني" حتى في ساعاتها الأخيرة، بل تقول: " أين هم الأولاد؟ ... هل لحق أي أذى بالأولاد؟ "
لا تزال زلداً في عينيها لم تكبر حتى لو وطل طول لحيتك البيضاء للأرض، حتى لو غدى أبنائك أجداداً فأنت ولدها، لا تزال!
هي لا تسمح لك بالإبتعاد عنها حتى وأن أبعدتك الدنيا عنها، الدنيا وإن وهبتك أشياء تحبها فهي تسلب منك أعز الأشياء ...
هذا هو حالها الدائم الآثم كجريمة .. جريرة بحق نفوسنا ...


أعانق خصرك ..
أجدل شعرك ..
ألقي زماني على صدرك ..


اليوم في العاشرة من صباح يوم الثلاثاء توفيت والدة أحد الأصدقاء .. البارحة فقط كنّا نتحدث عنها .. البارحة فقط ...
في رمضان كانت لديها رغبة أن أجلب لها هدية من مدينة رسول الله، أحدى التوابل المسماة "دقة"، للمرة الأولى أشعر فيها أني كنت مقصر في حق أحدهم وكان حديثنا ذلك اليوم عن تلك الرغبة التي فشلت في تحقيقها، شعرت أني مكبل بدين لا يمكن قضاؤه أبد الذهر!

سامحني يا صديقي العزيز: أني فشلت في تحقيق الرغبة الأخيرة لأعز الناس لديك ...
سامحني يا صديقي العزيز: أني لم أبدو مختلفاً عن الناس الآخرين جولك ...
سامحني يا صديقي العزيز: أني لا أجد ما أفعله في هذه اللحظة، لا الرثاء يجدي ولا الأعتذار يغني، العزاء الوحيد هو المحاولة، فتقبل مني ...

هذه رسالة أعتذار وعزاء أعلم أنها لا تليق بمقام من فقدت، لكنها محاولة مني لمواساتك ومواساة نفسي معك!


أحنُّ إلى خبزِ أمّي .. وقهوةِ أمّي .. ولمسةِ أمّي
وتكبرُ فيَّ الطفولةُ يوماً على صدرِ يومِ
وأعشقُ عمري لأنّي إذا متُّ .أخجلُ من دمعِ أمّي


رحمها الله رحمة واسعة
وأسكنها فسيح جناته
أنه سميع مجيب

محرم 18 - 1436هـ
نوفمبر 11 - 2014م
الثلاثاء - كتبت الساعة 10:50 صباحاً


الأربعاء، 30 يوليو 2014

لماذا نحتاج لصناعة سينمائية؟



~ لماذا نحتاج لصناعة سينمائية؟


سؤال عريض بلا شك لكني سأجيب بسذاجة وبدهشة الأطفال كذلك؛

ذات مرة من عام 2006 حضرت جلسة لعدة افلام سعودية في جمعية الثقافة والفنون، كان هنالك فيلم من اخراج سمير عارف وبطولة "سعدون 37ْ" عبدالله الأحمد، المهم ان كان هنالك مشهد لشاب مسافر، كان يستمع لاغنية محمد عبده-عندما كان يغني جيداً- اغنية "طال السفر" تعلق ذهني مع الاغنية ومشهد الشاب المسافر متناسيا لوهلة بقية الفيلم، عندما انتهى الفيلم دخل الحضور في جلسة نقاش وبقيت انا في جلسة نقاش مع الأغنية،
متى آخر مرة استمعت لها؟
وجدتها تعبيرية عن صورة عبرّت عني وعن كثر مثلي يتبنون أغنيات تعبر حالهم اللحظي الآني!

السينما تُخلّد الموروث والفكر والفن والموسيقى؛ كم من أغنية مصرية علقت في أذهاننا بسبب فيلم لم ينسى، كم من أغنية سورية لا تنسى ظهرت في عمل باقٍ، كما انها تتسبب في خلود أغنيات أو مطربين بسبب طرف أغنية ظهر هنا أو هناك في جنبات فيلم أو مسلسل!
الفن مثل حياة المرء منا، عدة تجارب تبقى ذكرى لتنتظر من يبعثها من جديد، لتتكون صورة لها ابعادها في عدة نواحي، مرة بعمق ومرة ببساطة، بوعي أو بدون وعي من صانع الفيلم بذلك!

في فترة ليست بالبعيدة، تقريباإن لم تخني الذاكرة 2010،-وبعيداً عن كأس العالم التعيسة حينها-، لم يلهج لسان الأطفال الا بأغنية واحدة" طائر النورس حلق حلق..." والتي كانت من أداء إلهام أحمد والتي قدمت أغنية الطفل طوال مسيرتها، لعل أشهرها أغنية البداية والنهاية لانمي بسمة وعبدو من دوبلاج الخليج، أتى فيلم مشعل الجاسر "قلب العيد"، ليتسبب بخلود الأغنية التالية:
"ماما جابت بيبي، بيبي حلو صغير، يالله حبيبي، شو ذكي ومغندر"
بغض النظر عن اختلافنا مع رسالة الفيلم المقدمة، لكن لكل منا تجاربه في الحياة مع مفاهيمها المتعدده ومنها العيد، لربما تتردد في ذكرى كلاً منا أغنية في طفولته لتكبر معه حتى تتفجر في لحظة ما، لتتذكر حقيقة واحدة: أن الطفولة تكبر فينا مهما هرمنا، ولا يشيخ الا الجسد!
"يا حمام المدينة، سلم على نبينا..."
"كسر القارورة ودلق الشطة بوسط البيت ..."
وهذا الموروث الكبير من الحكايات والقصص لناس عاشوا في صحراء وجبال وسواحل، يظن جيراننا أنا ما زلنا اعراباً بلا تاريخ ولا ثقافة ولا يوميات!

السينما تخلد كل شيء، حتى مشاعر الدهشة الاولى للمشاهدة، هي ذكرى شخص يقدمها لشخص لتغدو هي ذكراه ايضاً!


فُليم | Folaim - قلب العيد: http://youtu.be/0E5t5GEEF7Y

فيلم (قلب العيد) OST : ماما جابت بيبي - جنى مقداد | طيور الجنة: http://youtu.be/5wnNBQAkc-A


الأحد، 13 يوليو 2014

لعلي لا القاكم بعد عامي هذا!



كانت هذه كلماته الأخيره لهم،
ما إن خرج من مدينته، ورَكِبَ القصواء، ومشى متجهاً إلى مسقط رأسه، إلتفت خلفه ليرى مدينته، فرأى النخيل الأخضر، ثم إلتفت يمنةً ويسرى، فقال له أحد صحبه:" لم تنظر نظرة المودع المفارق؟" فقال له:"لعلك تمر بقبري ومسجدي في قابل الأيام!"
وقد كان!

وعندما ذهب نسينا كل شيء!

هو كان بيننا ليخلصنا من عبادة الـ"أنا" لنعبُدَ الـ"هو"، وما إن فارقنا حتى ارتددنا إلى ما كنا عليه أول أمرنا،
كان يمشي معنا، يصافحنا، يمنشي، ويعيش بيننا، نخاطبه بخطاب السوقة، ويخاطبنا بخطاب الأمراء،
كان يقول:" لا تطروني " ونحن نطريه، ولا نستشعره، نتغنى بمثاله ولا نتمثله،
وكأنه غدا شيئاً من الذاكرة!

فإلى متى هذا الجفاء؟
أم أن ما كُنّا عليه خير مما صرنا إليه الآن؟
كل ألائك الشهداء وكل تلك التضحيات وكل تلك المعانات لأجل ماذا؟
لنرجع عبيداً كما كُنّا، وكأن ليس لهذه العبودية من آخر؟ 
وهل نستحق أن نحيا على الأرض وفي البلد التي عاش فيها ومشى عليها ودفن بها؟

يدخل إلى بيته والتراب المنهال على رأسه، وفتمسح إحدى بناته التراب عنه وهي تبكي وهو يمسح دمعها ويقول:" لا تبكي يا بنية، والله ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب "
فهل نحن الآن كقريش ننال شيئاً يكرهه ؟


الجمعة، 4 يوليو 2014

من نحن ؟





من أنت ؟
من أنا ؟
من نحن ؟

سألني أحدهم هذا السؤال مرة، فما جال في خاطري حينها إلا أن أقول:
" أنا حفيد ذاك الرجل الذي كذَّبَ زرقاء اليمامة أنها رأت نخيلاً يتحرك نحو قومها!"
لكني هل أنا كذلك؟

أحب أن أعتقد أني كذلك، بل يجب أن أعتقد أني كذلك؛ فنحن إمتداد لؤلائك الناس الذين عاشوا هنا على هذه الأرض، فنحن نرثهم ونرث أرضهم وميراثهم، لنكتب فيه سيرتنا وسيرهم معنا!
الزمان فقط نقلهم في لحظة فارقة من الجزيرة العربية للجزيرة الأيبيرية، لكنهم لم ينسوا يوماً أنهم مشوا على الرمضاء في ذاك المكان القاحل، حتى اسموا أحد شهورهم به، ونحن ننساهم ولا نريد أن نتذكرهم!

نحن يا أعزائي أمة وشعب عاش كل تلك السنين حتى الآن، وعبر صفحات التاريخ، فكما زاحم البابليين، فهو الآن يزاحم الفرس! وكما زاحم الفراعنة قبلاً هو يزاحم الآن الترك!

نحن يا أعزائي أمة وشعب كان لديها أرثها الكبير من الآلهة والمتعقدات والأديان والعلوم والأدب والشعر والحكاية، وصنعنا حكايات أخرى بقيت حتى الآن، ليس ذنبنا أن كل هذا لم يدون، وصار هشيماً تذروه الرياح، بل ذنبنا أننا ننسى كل هذا ونتذكر إنتمائتنا الحالية التعيسة، وننسى أن أرضاً واحدة تجمعنا، ومصير واحد!

ولم لا، لنتذكر إنتمائتنا الصغيرة، فخليفة دمشق لم ينسى يوماً أنه قُرَشّي من مكة، وحملها معه إلى دمشق، وبنى قبة الصخرة، لكنه لم يقتل الناس لأنه  قُرَشّي من مكة؛ بل لأنهم خالفوا فكرته السياسية ليس إلا، كما خالفت جديساً طُسم!

وإذا يا أعزائي من نحن ؟

نحن قومٌ بُعِثَ فينا نبيٌ أتى ليتمم مكارم أخلاقنا، فنحن قومٌ بأخلاق إبتداءً، ولا توجد أمة بلا أخلاق وأرث قديم وأدب، يبعث فيها جذوة النهوض من جديد!

تمت أ.هـ

السبت، 26 أبريل 2014

بين الحياة والموت ..،




بين الحياة والموت، كانت حكاية بين صديقين:

كان يوم الخميس مساءً عند الساعة العاشرة، في تلك الليلة قرر الأصدقاء الإجتماع ليفرحوا مع أحدهما، قرر أن يعيش جزءاً جديداً من حياته، أن يختار طريقاً جديداً - وإن كان حتمياً - ، أن يبدأ به مبكراً عنهم على كل حال، في ذات اللليلة أتى صاحبه القديم ليخبره أن أحدى قريباته قد توفيت!

هذه الحياة لا تفرّق؛ عندما يحين الموعد فإنها وإن وهبت لأحدهما ما يحب، فإنها تخطف من الآخر من يحب!

لربما هي رسائل، رسائل من عالم الموتى، أولائك الذين يطلبون منّا الوفاء، نحن لا نفي لهم، نحن نزاحمهم حتى في مماتهم،
وننسى،
وننساهم،
وننسى أننا ربما نزورهم،
وأن نكون معهم في يومٍ من الأيام،
لعل ذلك اليوم يطول - في نظرنا - إلا أنه قريب كرفّة الجفن!

كشرارة، ومضت ذات مرة، فجمعتهم، في مكانٍ ليس كأي مكان، كان إهتماماً مشتركاً، وأمتدت بهم السنون، وظلّا دائمي المودة، لكن الحياة وإن فرقت إلا أنها تجمع؛ عندما أتاه الخبر آثر أن لا يخبر إلا هو، أن يجد من يواسيه، لعله هو الذي سيواسيه، لكنه فضل أن يخبره لوحده، حتى تهدأ النفوس وتبتعد الذكرى، لتبقى ذكرة جميلة يواسي بها نفسه، ويخبر بقية الأصدقاء.

مثل هذه الأشياء أنت لا تكون مستعداً لها، لكنها تأتيك فجأة؛ لتذكرك، أنه ربما تأتيك ذات الرسالة من ذات العالم يطلبون منك المجيء بعدم رغبةٍ منكَ وإن كنت تعلم في قرارة نفسك أنك ستأتيهم يوماً ما،،

هذه الحياة لا تهب الحياة، إنما تهب الموت!
اللحظة الأخيرة: هذه اللحظة التي ليس بعدها إلا رحمة رب السماء .. .. ..



أ.هـ

سجلتها بصوتي يومها قبل أن أن تسطر هُنا
كان بتاريخ 24 أبريل 2014 م
الموافق 24 جماد الآخرة 1435 هـ

السبت، 5 أبريل 2014

رسالة،


[1]

رسالة،
في قفى نتيجة الحائط،
يكتبها مجهول،
لعابر يمزقها كورقة خريف من عمره،
يرميها من شرفته،
ويجلس على كرسيه القاتم،
ممكساً بذراعيه،
أيستعد؟
 
 [2]
 
يرفع صوته،
ينادي،
دونما جدوى،
لا يرتد الصدى،
كسيف كان يحاول غرسه في مقتل الصمت،
فيعود لكرسيه القاتم،
ممسكاً بذراعيه،
 ليستعد من جديد،،،
 
 [3]
 
سدل يديه،
يومئ برأسه المثقلة،
ليجد صورة ملك على عملة عتيقة،
يأخذها،
ويسأل:
أهو مَلِك أم مَلَك؟
لمعت عينيه،
فتح يده باسماً...بمهابة،
ورمى ،،
 
[4]
 
استقرت عند ذلك النخل البعيد،
ذهب ليلتقطها،
فإذا بجلبة حول المكان،
حاولت أن أختبئ،
لا جدار..ولا ملجأ،
أنه اليُتم،
وليس أمامه إلا النخل القاتم ..

[5]

متكئاً على جذع النخل،
حتى جلس،
ممسكاً بذراعيه،
وأستعد!
أغمض عينيه...،
وأُسدل الستار!



الثلاثاء، 1 أبريل 2014

مياة روحية ... بقلم/ مشعل الخالدي





مهم : ( الرجاء تشغيل المقطع قبل القراءة للفائدة القصوى )

------------------------------

إستفاقت عيناي على تعب ,,, فإذا بي أبصر ولا أبصر

أرى تلك الظلمة التي سكنت قلبي لوقتٍ طويل حتى

أنني مللت من ذكرها وسردها وأظحك لمجرد رؤيتها
!

و لكني ومع ظحكاتي وقهقهاتي لازلت عالقاً فيها و عائقاً في طريقها
!

فإذا بي أبصر فيها
,,, هناك في آخر الظلمة ضوء طفيف يكاد أن ينطفئ !

توجهت إليه والظلام يحوطني من كل جانب و إبتسامة السخرية لازالت تعلو محيياي
,,,

عندما وصلت إلى مصدر الضوء الذي ينفذ من خلال سيتارٍ خفيف اللون كإبتسامتي

البائسة لإخفاء ذلك الخوف الذي تملك قلبي
,,, دخلت فوجدت طاولة صغيرة

وأمامها كرسي ظلالهما تتراقص من ضوء شمعة صغيرة وضعت أعلى الطاولة

سحبت الكرسي بكل تهذيب وجلست أنظر الى الشمعة التي يأست من وجودي

فتتدلى لمسامعي أصوات عزف لبيانو عتيق و آلة الساكس الرثة وهي تعزف تلك الألحان

الحزينة مغيرتً إبتسامتي الكاذبة إلى حزنٍ و دموع
,,, نظرت إلى يمنتي فوجدت كأسً

ملئ إلى النصف بالماء وأنا أحمله بيدي و قد تراجفت من بكائي الصامت بداخلي ودموعي

التي وقعت بالكأس لتختلط بالماء المسكوب فيه
,,, فأخذت أتناول عدة رشفات و كأنها مياة

روحية ستنسيني تلك اللحظات تلك الظلمة ذلك الحزن
,,, فلم ألحظ إلا أن أنتهى ما بداخل

ذلك الكأس من الماء
, فتوقف العزف الرتيب وكأنهم يطلبون مني الرحيل من ذلك المكان !

فقمت من تلك الطاولة التي حظنتني في ظلمتي و تحملت بكائي
,,, فوضعت يدي في

جيبي و قبضت على ما بداخلها من المال فنظرت إليها فإذا هي بدولارين فأبتسمت
, ووضعتهما

على الطاولة تحت الكأس إحتراماً للمكان و غادرت مودعاً الشمعة و المكان عائداً إلى الظلام
,

إستيقضت ثم أبصرت و إذا بي في واقعي
,, مشيت داخلاً إلى غرفتي فرأيت طاولة مألوفة لدي

فأيقنت أنها مكتبي ورأيت عليها كأساً فارغاً وتحتة دولارين فرجعت إلى الإبتسام
,,,

وبقيت على هذه الحال أسير خيالي و مسجون في واقعي
,,,





خاطرتي تسللت من محض واقعي


( مياة روحية ) ,,,


الاثنين، 17 مارس 2014

حوار بين المتنبي والسياب ..






عندما كان سعد بن أبي وقاص يسير مع عتبة بن غزوان نحو الرافدين، رأوا نخلاً كثيفاً يغطي الأفق كأنه سحاباً أسود، خشوا العاصفة، فأناخوا حتى تأتيهم أوامر من أبي حفص!
فكانت الكوفة والبصرة ..... وكان هذا الحوار:



كان عند الخليج
جلس معه مظلته ينتظر المطر، وينظر للخليج واهب الردى،
وعندما رجع الصدى كأنه النشيج ... إذ يسمع لنقر خيلٍ عليه رجلٌ لا تبدو عليه مظاهر الفروسية،

ترجل وقال للجالس - وهو يلهث وينظر خلفه - : تُرى، هل نجوت ؟ لو كُتبت لي الحياة لن أقولَ شعراً بعدها!
 فرد عليه الجالس: في عالم الغد الفتي واهب الحياة!
فقال صاحب الخيل: وما شأن الغد؟
فرد عليه الجالس: الغد! لستُ أنا من طغى عندما استغنى! لستُ أنا من زَعمَ نبوةً زائفةً حتى يرتقي مكاناً ليس به عظيماً يتقيه!
فقال صاحب الخيل: أ فاتكٌ أنت؟
فرد عليه الجالس: هه! أنا رجلٌ يبكي مع هذا الخليج أرض السواد، إلا أن دموعه حُبست، علَّ المطر المنهمر يرسلها!
فقال صاحب الخيل: أرض السواد! أ من أبناء الفاتحين أنت؟ رأوا النخل الكثيف يغطي الأفق فقالوا: ما هذا السواد؟
فرد عليه الجالس: لا، بل من أحفاد أبناء الحيرة! أتدري كلانا في حيرة؛ أنا مهموم وأنت طريد! فأمضي ودعني ونوازعي!

وما إن أمتطى فرسه حتى أتى فارساً يطارد هذا الغريب صاحب الخيل، وما إن رآه حتى صرخ: أبا الطيب! لا نجوت إن نجى!

عندها فقط هطل المطر!!

مطر .. مطر .. مطر ..

،، ويهطل المطر!



حررت في 15 جماد الأولى 1435هـ
16 مارس 2014م
الساعة 1:40 من ظهر يوم الأحد
المكان: مقر عملي الجديد


الأحد، 16 مارس 2014

هلاوس مرض !



الرشح .. الزكام .. الإنفلونزا .. مترادفات لحالة تكون فيها رأسك الصغيرة مثقلة بالأفكار والهموم في آن،وتعادي من صداع بسبب تكدس الجيوب الأنفية!
 
وتعتريك حرارة تتحسسها بجبينك لتظن لوهلة أن متنبي الكوفة قد زارك ليبلغك تحيات الحمّى الخاصة به، وأنت مهما فعلت من الصعب أن تجد أحاسيسك ،،
هي هربت منك فزعة لمكان ما أختفت داخله، لهذا تفقد قدرتك على التعبير الإ من خلال أنفك! أجل؛ العطاس الذي تتوهم أنه رحمة يزيد من شقائك،
 
تباً!
 
وتكابر تحت وطأة رأسك المثقلة لا تريد الطبيب الكاذب أن تدخل لجسدك خلسة، فتستشير صيدلاني، تخاطبة ب"يا دكتور"وكليكما يتقبل الكذب بصدر رحب،،
فلا هو طبيب ومع ذلك يحب تملقك له، كأنك شاعر في بلاط الملك اللخمي في الحيرة، وأنت في حيرة أمرك تتناول الدواء لتعود لفراشك كما لو كنت شرنقة!
لتخرج كفراشة تحاول الطيران، ما أن تطير لتكتشف أن اليوم التالي قد أتى،
 
 
اللعنة! لقد سلبتني أيام إجازتي الأسبوعية!
 
~تمت~


الأربعاء، 8 يناير 2014

شرب الشاي وأنت تعاني رشحاً // كلاكيت مرة ثالثة //






سباستيان باخ

مكتبي .. نافدة لم توصد .. وبقايا أفطار لم يؤكل!

لا أستطيع الكلام .. أحبالي الصوتية ممزقة .. أين أنفاسي ؟

لا أحد يجيب، وحنجرتي تتلاشي

أنهض متثاقلاً وكأني مثجن بالجراح، ممسكاًُ بكأسي حانقاً: " هذه الشمس اللعينة لا تقوم بالتدفئة جيداً "

أحتاج لترطيب حلقي!

جبيني الذي يتصفد عرقاً، وأنا أنظر في وجهي للمرآة أقول: " لا تقلق؛ أنه ليس الوحي يتجلّى عليك! "، أنتظر الماء حتى يسخن؛ لأرمي بها بعض النبتات المهاجرة من سريلانكا فيه، ليحمر خجلاً لي: " أنا في مقام محبوبتك أليك كذلك ؟! ألا تواسيني ببعض الوصال منك؟! "

أما البقية فقطعتها الرقابة!
كما قطع الرشح أحبالي الصوتية!