الأربعاء، 22 فبراير 2017

ما بين الرجل الواطواط ومهرجه!

ما يميز الجوكر ليس كون تاريخه غير معروف، ولا نوع عدائيته، ولا معاركه الذهنية مع باتمان ان صح الوصف؛ فحتى جوناجاي المؤلف الياباني الشهير صنع شخصيات مريضة كالجوكر لكنه لم يصنع جوكرا كما قال هو غير مرة!

ما يميز الجوكر أنه في أقسى اللحظات التي تعبر عن نهايته تجده يضحك ساخرا، وفي اقصى نشوته تجده منقبضا كأنه لم يصنع شيئا!

وهذا الذي حاول تيم بورتن أن يوجده مع فيلم باتمان عندما سقط نكلسون من فوق البناء ضاحكا، لكن رغبة ورنبروس حالت دون أن تصنع نهاية رمزية، فأنتهى سقوطا تقليديا!

ثم أن ما يميز العلاقة المضربة بينهما ليس في محاولات الجوكر العابثة في كسر مبدأ باتمان، ولا محاولات باتمان في ألجام هذا الجامح المختل، إنما في كونها علاقة معقدة مركبة!
كيف لا وهو لا يمثل جانب الخير، بل هو فارس الظلام الذي يحاول أن يوجد عدالة يمسحها ضوء النهار الأول، أما الجوكر فهو لا يمثل الشر بقدر ماهو يمثل حالة السعادة التي تجعل من باتمان لربما منتشيا من حالة الفوضى، فهو في قتاله له، يحاول أن يقتل هذه الرغبة فيه قبل أي شيء آخر، أما بالنسبة للجوكر فهو شخص لا مخاوف له، فم يعيش؟
من يخاف يحارب، ومن لا يخاف ينتحر، هنا فقط تبرز فكرة قشرية العلاقة بينهما، وإن كانت معقدة مركبة!

وإذا: ما طيب العيش بعد كل هذا؟
لهذا باتمان يبحث عن خلاص أبدي وإن كان قشريا، أما بالنسبة له -أعني الجوكر- فهو لا هدف من وجوده إلا أن يكون كصخرة سيزيف بالنسبة لباتمان، ويظل الصراع سرمدي بينهما.