الجمعة، 2 يوليو 2021

كرويلا - 2021

فيلم صنع لتشاهدة إما في قاعة السينما أو في بيتك بمسرح منزلي متكامل، الفيلم يقدم لك تجربة الفيلم التجاري ذي التميز الفني الظاهر سواء على مستوى الكتابة أو الأداء أو الحوارات أو الأفكار. الفيلم استطاع صنع ماضي للشخصية مدقن لكي يكون هنالك استمرارية لهذه الشخصية المختلة. الفيلم أحد أجمل البصمات فيه هي الموسيقى التصويرية كانت منتقاة بعناية من اغنية نانسي سناترا حتى أغنية "ربما" انتهاء بابتسامة تشابلن الخالدة، في كل لحظة تقفز فيها إحدى هذه الأغنيات -وغيرها- لتعبر تمام التعبير عن الحظة. هذا بخلاف أن الفيلم وإن استخدم نجوما بظهور او حوارات قليلة لكنه استعاض عن ذلك بظهورهم المميز المتمركز الذي يغني عن الحديث، أحد هؤلاء مثلا كان المتألق مارك سترونق في شخصية الخادم جون، وهذا يدفعني للقول أن الممثلين كانوا منقين بعناية فائقة وكأن كذلك الحوارات كتبت لهم خصيصا ليتجلوا بها، ولا أجد مثالا يليق بذلك الا مشهد المونولوج الخاص باستيلا وهي تنفصل عن كرويلا تماما عند النافورة العتيقة، وأما البارونة إيما ثومسون فكانت فعلا بارونة الفيلم، أما ملح الفيلم فهو بول ويلتر في شخصية حورس. كنت أقول لم شخصية المحامي روجر لم تعط حقها رقم مظهرها الذي يجبر عينيك التوقف عنده، لكن مشهد ما بعد النهاية بربطه بفيلم ديزني مئة مرقش ومرقش قد ارضى هذا التساؤل قليلاً. كرويلا يعيد الأمل في أن تصنع فيلما تجاريا بقيمة فنية جيدة يجمع لك بينهما.