الأربعاء، 16 يناير 2013

~ قصة سؤال ،،


~ سألني أحدهم ذات مرة:


" تخيّل أن طلاب المدارس السعودية قرّروا فجأة المطالبة بتقليل الإجازات، ورفعوا هذه المطالب إلى وزارة التربية والتعليم! حاول تخيّل هذا المشهد وردّة الفعل التي تتوقعها من الوزارة، واخلق قصّة من خيالك، واكتب عنها بأسلوب القصة الإخبارية، أو بطريقتك الخاصة. اطلق العنان لمخيلتك واستشعر ما يمكن أن يحدث وعبّر عنه بحرية مُطلقة. * "

~ فكان الجواب:

يعبرون الطريق في الصبح خفافاً
أضلعي امتدت لهم رصيفاً وطيد
من غرف البيت
حتى مستنقع المدرسة
الى الحلمٍ الجديد

نعم! أنه ذلك اليوم الذي كان!
كان الشمس مشرقة وعلى غير العادة كان صباحاً بارداً، يبدو لأن الصيف لم يدخل بكل جبروته بعد! كان ذلك الطالب الأخير الذي حمل تلك الورقة حتى عبر ذلك السور البغيض والحاجز المقيت لوزارة التربية والتعليم فقط لكي يوصل صوت أؤلائك الملايين من الطلاب الذين يريدون تقليل الإجازات التي تقطع حبل الوصل بينهم وبين المذاكرة للإختبارات اللعينة! نعم؛ اللعينة وهم قالوها! ولكنها أختباراتٌ على كل حال ولم يقولوا أنهم ليسوا ملتزمين بتأديتها! فقط أرادوا فرصةً واحدةً ليروا هذا المجتمع الذي يحاكم أي شيء وكل شيء أننا نحن جيلٌ جديدٌ يختلف عن جيل جداتنا الذين كانوا يخبزون الخبز على أحجار الرحى إذا لم يعد لها فائدة في طحن القمح، أرادوا أن يقولوا للمجتمع كما قال ابن الخطاب في ذلك الزمان السحيق:"أولادكم خلقوا لزمانٍ غير زمانكم، لكل زمان دولة ورجال"
ولكنها دولة، أليس كذلك؟ ويفترض بها أن تجمع الناس على خطةٍ جامعةٍ أليس كذلك؟
كان حارس الأمن للوزارة يقف كهُبل هذا الزمان بكل جبروت ونظر للطالب لذي يزحف مضطرجا بغبار الطريق حاملاً رغبة زملائه، كان ينظر أليه بنظرات عقابٍ يريد الإنقضاض على فريسته في وسط الصحراء، ما إن وصل الطالب زاحفاً عند مدخل الوزارة، هزَّ حارس الأمل رأسه له، أن قبل الأرض بين قدمي كما لو كان خليفةً فاطمياً، فما كان من الطالب إلا أن رفع يده بالورقة قائلا:" أعطها لكبيركم الذي علمكم السحر، وقل له هذه مطالبنا " وخرَّ صريعاً منهكاً.
أخذها حارس الأمن منه، نظر لها، ثم قلبها على الوجة الآخر، فرأى أنه أبيض، فقال لزميله:" أنت أخرجه من هنا، وبعد أن يفيق من صدمته قل له، أن هذا رقم وارد المعاملة وراجعنا بعد بكرة لننظر في البت في الطلب "


~ تمت ~