الاثنين، 30 مايو 2022

ثمالة الزكام

 منتصف وجهك تحديدا يصبح مملتهبا، وانت تضحك ضحكة وكأنك مغصوب عليها، ورأسك ثقيلة ولا تريد أن تميلها لأن لا تسقط أنت وإياها نائمين، وترتسم عليك ابتسامة النوم.

تسنرجع اغنيات كثيرة ولا تدري سببها، وتشعر ان نص الاغنية امامك وفوقه كرة بيضاء تتراقص كأنها اختبار لغة اجنبية، وانت تبتسم!

يصبح حس الفضفضة عالي جدا الى درجة انك ممكن ان تعيد ترتيب صداقاتك كما لو كانت قائمة متابعين في موقع تواصل اجتماعي، لكن مع كل استنثار في منديل تعرف ان الفكرة قد أتت!

تمسك عظمة انفك الباردة مقارنه بارنبته الملتهبة، كأنها زر اطفاء حرائق، تريد ان تتأكد ان الامور تحت السيطرة، لكن العطااططط .....احم اسف العطاس يفاجأك!

لهذا مضطر للتوقف!

شرب الشاي وأنت تعاني رشحا//كلاكيت مرة سابعة//

تكتشف انك انهيت علبة مناديل كاملة قبل كتابة هذه الأسطر
لم؟
لأن مخك يلح عليك بفكرة جديدة مع كل عطسه!
ويزداد الالحاح كلما ازدادت العطسات، وازدياد شدتها تعني انه يجب ان تتخلص منها على ورقة كما تتخص مما يعتري جيوبك الأنفية!
لكنم تذهب لتعد شاي بالليمون لكي تستفيد من فيتامين سي لعله يعينك على الكتابة!
تفتح حاسبك المحمول، لتحضر لجتماعا عن بعد، بحكم ان المرض اقعدك عن الذهاب للعمل، تشعر انهم اجتمعوا على هذه الطاولة لتسليتك اثناء مرضك، يقينا منك انه لا اجندة سيتم العمل بها حرفيا.
ورشفه شاي بالليمون تعينك على اخفاء ضحكتك، وينتهي الاجتماع، فتعاود عصر الليمون في الكأس، لتنتهي معه خلاصة عصارة افكارك!


- طيب الزبدة!
- الزبدة انا مزكوم، قومي زيني لنا عصير ليمون بنعناع كود نركد!
- هههههه أبشر!


تمت

الاثنين، 23 مايو 2022

وزن الموهبة الهائلة الذي لا يطاق لدى نيكولاس كيج - 2022

 هذا الفيلم اشبه برساله حب لذاته، حيث ان نيكولاس كيج يقدم نفسه بنسخه ادبية عن ذاته ان صح التعبير - ليس ليقيم تجربته كما حدث في فيلم JCVD الصادر عام 2008 وحتى حتى لمحاولة تعبير ذاتيه عن محاولة البحث عن الخلود، ولكن لكي يقول انه مستمتع بهذه الحياة برغم من كل مشاكلها: الاجتماعية والمادية وحتى الفنية!

الفيلم تطرق لثلاثة جوانب:

الاول: انه يعاني من ضائقة مادية بسبب ادمان القمار فهو بالتالي يرضى باي عرض يقدم له ما دام يقدم عائد مادي يجعله يستمر بالعيش، وقد يكون وسط هذه العروض افلام جيدة تغرق في بحر الاستهلاك التجاري!

والثاني: ازمته في التزاماته تجاه العائلة، وشعوره احيانا بالانفصال الوجداني معهم كونهم لا يقدرون مهنته بالشكل الكافي، وقد تشكل هذه ازمة داخلية دوما في الحديث عن تجربته!

والثالث: هو ازمته الداخلية كفنان، فهو يردد بين جنبات الفيلم مع ذاته السينمائية انه ممثل وليس نجم شباك تذاكر!

ومع هذا انغمس مجددا في فيلم تجاري يجمع ما بين الاكشن والكوميديا والنساء ليحصد الفيلم حضور جماهيري لمحبيه، كحال هذا الفيلم نفسه، فمن حضر هو محب بالضرورة لنيكولاس كيج برغم كل عثراته، يحبون ترهاته واعماله الممتازة.

فهو داخل الفيلم يتفاجأ من جمهوره الذي حب افلاما له هو يراها عادية جدا، ويريد تقديرا اكثر لافلام يراها هو الأبرز في مسيرته.

ومع هذا كأن المخرج ونكيولاس  مررا ان اجمل فترة كانت مسلية على الصعيد المهني هي فترة التسعينات والتي فيها ايضا حصد اوسكاره.

هذا فيلم لا يقدم فيه المبدع اي محاكمه لمسيرته، او محاولة خلود، او اكتشاف لذاته من جديد  انها هي رسالة حب من مبدع لجمهوره


شكرا نيكولاس كيج


بالمناسبة: الفيلم مليء باشارات كثيرة لابرز افلامه!

السبت، 21 مايو 2022

مالك وللحياة أيها الشمالي ؟ فيلم لـ روبرت ايجرز

مالك وللحياة أيها الشمالي؟

على ماذا ستعتمد في حماية حياتك ونسلك وعرشك؟

على روابط الدم التي تجمعكم أم على الدم الذي سفك بينكم؟

لهذا يظل الذئب دائما يعوي، لا ينسى ثأر، والدب يصارع للبقاء، والضبعة تعتاش على كل هذا، حاملة معها شؤم الغراب!


توت ... توت ... تبدأ الصورة وكأنها صوت رحلة قطار عبر الزمن لذلك المكان القصي العاصف الممطر في أقصى الشمال، وكأنك في متحف صدوق العجائب، لملك يهدي ابنه أرثا ونبوءة تتوارى خلف هذا الإرث، ليصبح هذا الإرث هو نداء الثأر الذي لا يموت كالهدير يجتث كل ما هو أمامه.

وتدق طبول الحقد، تحت صرخات الثأر، فالملك لا يعرف نسباً سوى الدم، أما سفكا على أراضي المعارك، أو في مخادع النساء، أو كقرابين داخل معابد الآلهة، يعين عليها ترداد انشودة الثأر والغاية بعيدة المنال، حتى لو سُلِمَت تالياً لوريث جديد!

وكحكاية ملحمية لأسطورة شعبية قدمت في فصول تعين المشاهد على رؤية الصورة ببعدها الأدبي، تتضح بصمة المخرج الذي استفاد من تجربته السابقتين ما بين المكان الواحد واللحظات المرعبة لكي تعطي دفعة لكل هذا الغضب داخل الفيلم.

فالفيلم هو سرد أحادي الرؤية لبطله صاحب الإرث، وإن بدت نماذج تعاني مما يعانيه البطل، لكن غير مهم حيث ان الغاية كل الغاية هي إطفاء شرارة الثأر التي لا تموت الا بارتوائه.

فالمخرج هنا أعاد توظيف القصة بكامل المعتقدات والذاكرة الجمعية عنها بصورة جمالية تعكس البيئة ببعد رمزي ونفسي مستفيداً من وجه المكان ووجه الممثل حيث ان الصورة الطاغية للمكان بألوانه تعطي خطابا مباشراً للمتلقي، يعين فيها كل لحظة تنظر فيها أحد الشخصيات للكاميرا مباشرة تنبه المتلقي لما هو آتٍ تالياً من دون أن يحتاج الى كسر حاجز مع المتلقي بطريقة حوارية - وهو ما استفادة من تجربة فيلم المنارة تحديداً -

فالأسطورة دوما تخدم تكون المدينة او بداية حياة مجموعة عرقية وحتى أحيانا دخول دين جديد، ومن هنا مثلا كانت محاولة نفث النار لدى ثأر أمليث في أن موت والده كان هباء منثورا اذ ان هارالد طرد عمه من النرويج وبقي في آيسلندا وعاد من الأراضي الروسية حيث لم يبقى الان لهذا الملك الذي بلا اخ الا مواجهة مصيرة المحكوم سلفا بنبوءة مشعوذة!

ولهذا شواهد كثيرة، مثل السيف المتعطش للدماء، الذي لا يشهر الا ليلاً، ولا يرفع نهارا بلا غمد الا يوم الثأر، حيث سيكون غمده هو دماء خصمه، تحت صوت صرخات الثأر وحرارة انفاس الأزاهيج، يخدم الصورة هنا موسيقى تصويرية عبرت في كل لحظة من لحظات الفيلم عن أعمق اعماقها - اي الصورة والشخصيات -

وبالرغم من صورة هاملت الجلية، لكنها لم تطغى بحيث انها كانت أحد اشكال التوظيف داخل الحكاية الأسطورية، وظلت تسير كما لو أنها رواية شفهية بقصيدة تروي هذا البؤس الاستفزازي الكئيب  يخرج منها سامعها مذهولا!

ولنتذكر أن الغدر مرتعه وخيم، وأن الحقد اذا اشتعل اعمى صاحبه، ولهذا كانت أولغا تطلب من أمليث أن يتنفس عميقا ويزفر كلما غضب حتى لا تتملكه غضبته وينسى الرَّوية في اكل طبق انتقامه، ولعل هذه الأسطر الأخيرة تشبه العظة التي تخرج منها بعد أي حكاية تروى لك قبل المنام!


تمت في الحادي والعشرين من شهر مايو/أيار 2022م

الموافق عشرين شوال 1443هـ

الساعة 2:46 صباح السبت

الرياض

الأحد، 15 مايو 2022

ما الفرق بين هُنا وهُناك؟


قال أحدهم:"كيف تصنع كوميديا من لغة إنجيلية؟!"

-مع المفارقة في التشبيه- فاللغة العربية ليست إنجيلية أو لغة الكتاب المقدس كما هو الحال مع اللاتينية، لكنها مع مرور الوقت حذى باللغة أن تكون لغة المحافل وصنّاع الكتابة ولغة الأدب، أي كما يطلق عليها البعض" اللغة الرسمية ".

أن من يقرأ هذه الأوصاف سيتغير قلبه تجاه لغته، فكيف نستخدمها في الطرح الكوميدي الذي يجنح نحو المرح؟

قد تبدو أكثر ملائمة مع الطرح الدارامي كونها عميقة بألفاظ وتراكيب تنتمي لهذا العالم؟
لكن كيف؟

الجواب تجدونه في هذا الرابط:-

http://www.youtube.com/watch?v=wYr2a...ure=plpp_video

-بعد مشاهدتكم له- أسألكم:-

ما الفرق بين هنا وهناك؟

أن المفارقة بين اللفظتين والحال والظرف الملم بينهما هو الذي صنع كوميديا هذا الموقف!

فالحوار كان تعليمياً تثقيفياً طفولياً في عمل تعليمي تثقيفي موجة للطفل، فأين الكوميديا فيه؟

جزء من نجاح هذه الكوميديا هو الأداء التمثيلي المصاحب للحوار وإن كان صوتياً، فروين أتكنسون على سبيل المثال-(أو كما يعرفه البعض بمستر بين)-عندما يظهر في عمل يستخدم فيه الإنجليزية الشيكسبيرية فإن جزء من الكوميديا التي يقدمها لا تتوقف على المفارقات اللغوية التي يستخدمها، بل حتى في طريقة نطقه لها وأداءه التمثيلي في ذات المشهد،،

وهذا ما يفسر نجاح الدوبلاج المصري-تحديداً-والخليجي والأردني-إلى حدٍ ما(وعلى سبيل المثال لا الحصر)-في تقديم أعمالاً كوميدية بالفصحى ونجاحههم فيها أكثر من غيرهم من أقرانهم في هذا المجال.

ثم نأتي لعالم الدمى المتحركة، فبالرغم من أن ذاكرتي لا تسعفني إلا بإفتح يا سمسم من دوبلاج الخليج ومغامرات سبنسر من دوبلاج مصر، إلا أن السر الكبير وراء طغيان النجاح العربي في أفتح يا سمسم قد يختزل في:

أن اللغة المستخدمة ليست لغة فوقية؛ ورغم توجهها للطفل إلا انها لا تصيبه بالممل التعليمي كما في البرامج التعليمية التي توجه عادة إلى الطفل.

وهذا ما جعل أفتح يا سمسم يحصد جائزة أفصل نسخة أجنبية من العمل الأصلي"طريق السمسم، أو سيسمي ستريت

نقطة أخرى تحسب لصالح الدوبلاج الخليجي تحديداً وقد تجدها في الدوبلاج المصري أيضاً، وهو ذاك المزج بين فصاحة اللغة واللهجة المحلية,,,

لا لغة دون لهجة، وإلا غدت جوفاءة فارغة من الأحاسيس والمعاني، لهذا نجد كبار صنّاع السينما يميلون لإستخدام اللهجة البريطيانية في الأعمال التاريخية أكثر من أي لهجة أنجليزية أخرى، بالمقابل فإن جمال اللغة الإسبانية الذي نتغنى به، عائد للهجة المكسيكية وليس للإسبانية الأم.

يكفيني من كعكي عندما قال:" أعوذ بالله " بالرغم من أن الجملة عربية قحة، إلا أن طريقته في قولها وكأننا نجلس في"ديوانية" واحدة!!

يبقى بالنسبة لي، أن أكثرهم أضحاكاً لي في عالم أفتح يا سمسم هو الضفدع كامل.

http://www.youtube.com/watch?v=jDst8TAR57U

ويبقى السؤال بالنسبة لوحشنا الصغير...متى سيكون هناك؟


حرر في 19/04/2012م
الموافق 27/05/1433هـ
في مكتبي في العمل-مع صدوح المسجد بأذان العشاء
الساعة 8:18 دقيقة مساء يوم الخميس ليلة الجمعة