الأحد، 15 مايو 2022

ما الفرق بين هُنا وهُناك؟


قال أحدهم:"كيف تصنع كوميديا من لغة إنجيلية؟!"

-مع المفارقة في التشبيه- فاللغة العربية ليست إنجيلية أو لغة الكتاب المقدس كما هو الحال مع اللاتينية، لكنها مع مرور الوقت حذى باللغة أن تكون لغة المحافل وصنّاع الكتابة ولغة الأدب، أي كما يطلق عليها البعض" اللغة الرسمية ".

أن من يقرأ هذه الأوصاف سيتغير قلبه تجاه لغته، فكيف نستخدمها في الطرح الكوميدي الذي يجنح نحو المرح؟

قد تبدو أكثر ملائمة مع الطرح الدارامي كونها عميقة بألفاظ وتراكيب تنتمي لهذا العالم؟
لكن كيف؟

الجواب تجدونه في هذا الرابط:-

http://www.youtube.com/watch?v=wYr2a...ure=plpp_video

-بعد مشاهدتكم له- أسألكم:-

ما الفرق بين هنا وهناك؟

أن المفارقة بين اللفظتين والحال والظرف الملم بينهما هو الذي صنع كوميديا هذا الموقف!

فالحوار كان تعليمياً تثقيفياً طفولياً في عمل تعليمي تثقيفي موجة للطفل، فأين الكوميديا فيه؟

جزء من نجاح هذه الكوميديا هو الأداء التمثيلي المصاحب للحوار وإن كان صوتياً، فروين أتكنسون على سبيل المثال-(أو كما يعرفه البعض بمستر بين)-عندما يظهر في عمل يستخدم فيه الإنجليزية الشيكسبيرية فإن جزء من الكوميديا التي يقدمها لا تتوقف على المفارقات اللغوية التي يستخدمها، بل حتى في طريقة نطقه لها وأداءه التمثيلي في ذات المشهد،،

وهذا ما يفسر نجاح الدوبلاج المصري-تحديداً-والخليجي والأردني-إلى حدٍ ما(وعلى سبيل المثال لا الحصر)-في تقديم أعمالاً كوميدية بالفصحى ونجاحههم فيها أكثر من غيرهم من أقرانهم في هذا المجال.

ثم نأتي لعالم الدمى المتحركة، فبالرغم من أن ذاكرتي لا تسعفني إلا بإفتح يا سمسم من دوبلاج الخليج ومغامرات سبنسر من دوبلاج مصر، إلا أن السر الكبير وراء طغيان النجاح العربي في أفتح يا سمسم قد يختزل في:

أن اللغة المستخدمة ليست لغة فوقية؛ ورغم توجهها للطفل إلا انها لا تصيبه بالممل التعليمي كما في البرامج التعليمية التي توجه عادة إلى الطفل.

وهذا ما جعل أفتح يا سمسم يحصد جائزة أفصل نسخة أجنبية من العمل الأصلي"طريق السمسم، أو سيسمي ستريت

نقطة أخرى تحسب لصالح الدوبلاج الخليجي تحديداً وقد تجدها في الدوبلاج المصري أيضاً، وهو ذاك المزج بين فصاحة اللغة واللهجة المحلية,,,

لا لغة دون لهجة، وإلا غدت جوفاءة فارغة من الأحاسيس والمعاني، لهذا نجد كبار صنّاع السينما يميلون لإستخدام اللهجة البريطيانية في الأعمال التاريخية أكثر من أي لهجة أنجليزية أخرى، بالمقابل فإن جمال اللغة الإسبانية الذي نتغنى به، عائد للهجة المكسيكية وليس للإسبانية الأم.

يكفيني من كعكي عندما قال:" أعوذ بالله " بالرغم من أن الجملة عربية قحة، إلا أن طريقته في قولها وكأننا نجلس في"ديوانية" واحدة!!

يبقى بالنسبة لي، أن أكثرهم أضحاكاً لي في عالم أفتح يا سمسم هو الضفدع كامل.

http://www.youtube.com/watch?v=jDst8TAR57U

ويبقى السؤال بالنسبة لوحشنا الصغير...متى سيكون هناك؟


حرر في 19/04/2012م
الموافق 27/05/1433هـ
في مكتبي في العمل-مع صدوح المسجد بأذان العشاء
الساعة 8:18 دقيقة مساء يوم الخميس ليلة الجمعة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق