الجمعة، 21 مايو 2021

Monster - 2004 ورحلة بحث عن الوحش الذي حملته ألمانيا


 

‏الوحش أو مونستر هو قصة عمل يروي حكاية التاريخ عن طريق سرد قصة شخصيات عاشت في الزمن المروى وما هي الا تمظهرات له وانعكاس له بشكل ما او آخر.

طبعا قصة الأنمي البست ثوب حكاية التوأمين الذي انفجر احدهما ليصير قاتلا تسلسلياً بلا هدف او دافع في إشارة واضحة وصارخه  لحكاية المانيا نفسها، بسمارك الذي وحدها (الجندي البوهيمي بلا اسم مهم) هو من نكح أم التوأمين (المانيا) قد تعرف عليها في جامعة مندل "برنو" جاءها ذلك الحبيب الذي عشقها اكثر من نفسه، هتلر (كلاوس بوبي) ، فقسم البلاد خلال كحال التوأمين الذي افترقا، فصار جمعهما يستلزم إعادة صهر للذكريات فحتى بعد اتحاد المانيا وانتحار هتلر (توقف كلاوس عن الإبداع القصصي) لم تتأقلم المانيا الإتحادية مع ذاتها الجديدة لكنها ظلت تعاني‏ لكن كل من حمل لوائها كان يحبها مثل ما حب ذلك الجندي البوهيمي أم التوأمين، ومثلما حبها بونابارتا او كلاوس، وكل الاولاد الذين أتو منه ما هم إلا محاولة لتجديد رؤى فكرية غير الصراع القائم بين الالمانيتين/نينا و يوهان‏ حتى نهاية المشهد، فقصة الإله الذي شاهد وجهه في المرآة فرأى وحشاً، ما هي إلا صورة لجدار برلين الذي قسم الجانبين للعاصمة العجيبة التي حاولت ان تحتوي بقية البلد، لكن بعد كل هذا الانصهار والاستقرار بقية المانيا تكره أوروبا التي تسببت في هذا الانقسام، أو لنقل: من أحبها لتحمل سفاحا: النازية‏ ،حتى تشيكوسلوفاكيا انقسمت، في ظل ذات الحيثية، وهذا يفسر سير القصة في هذا الشريط من اوروبا: المانيا، النمسا والتشيك!

هي قصة للتاريخ البست حكاية شخصيات قدمت في سياق دارمي غارق في الترميز، يحمل في مضامينه شيء ما خلف الصورة كما الشعر به مجاز وتأويل‏.

كمثال: يوهان تصور تام للعدمية، عكس تينما الغائي، وبالتالي كيف تتعاطف مع شخص لا يرى التساوي الا بالموت! الشيء الذي كان رابط بينهم هو صراع فلسفتين تنتميان لما قبل الانقسامين لألمانيا الاولى قبل الحرب الاولى، والانقسام الثاني بعد انهيار النازية! 

وكمثال آخر: بخصوص شخصية ظن الجميع أنها مختلفة مثل غريمر، نعم، هنالك بقية جذوة من انسانية تقاوم داخله، فجعلتنا نشعر ان هنالك ما يميزه عن اقرانه، لكن هي الفكرة هنا في محاولة البقاء من أن تسلب ذاكرته التي يعتبرها روحه، فشتاينر يمثل قمة المعرفة التي يريد أن يراها مثل فاوست، لكنها ليست الروح التي بيعت هذه المرة أنها ذاكرة ومن هنا كان التميز الذي اشار له بونابارتا، لكني اراه مقابل روبيرتو لسبب: أن كليهما خرج من تلك التجربة لمحاولة تطبيق جديدة! الاول حبس المشاعر والثاني اظهارها! فغريمر يريد ان لا يعكس محياه كل ما يشعر به داخله لأنه بدأ ينسى هذا الا من تلك الجذوة، وروبيرتو القتل عنده مثلا ليس غائيا بقدر ما يوفر ذات النشوة التي يخرج منها بعد كل ملذة سواء من اللهو او النساء او خلافه! ولهذا فهما انعكاس للتجربتين اللتين خرجت من رحم ذلك الزخم الكبير من التأطير والتنظير.

 على عكس التوآئم وإن لم تعش آنا ما عاشه يوهان وان تطابقا شكلا، وكذلك حال الارض تتطابق وتختلف في آن، وهنا ايضا ملمح خفي اشار له العمل باستحياء مع الاسف، وهو فكرة ان الاستذكار في حد ذاته ليس مكروها والنسيان الطبيعي جميل، المشكلة في استلاب الذكرى عنوة.

هنا يتحول الناس لكائنات أخرى، ومن هنا يولد المؤدلج: لأنه يحمل كل المضامين التي يحملها كل رفاقه، مثل كندرهايم، كل من خرجوا منه يجمعهم شيء واحد مشترك حتى تيدر! وإن كان تيدر ناجي بشكل مختلف عن السياق المعتاد! 

تمت هذه المراجعة على عجل، وشكرا للمحقق الذي ترك حسابه المنطقي وانطلق خلف خياله لبحث عن طرق الحكاية ليجمع شتاتها وينسجها لأن لونجي كان يمثل شخصية ناوكي أوراساوا نفسه، فهو في اظهاره لنا بهذه الصورة انتمى لكثير من الكتاب والمخرجين الذين يستخدمون شخصية ما لتكون هي التي تنطق بلسانهم واحيانا تكون هي هم فعلا، ومسار التحقيق هو تنبيه للمشاهد انه هنا انتبه! فناوكي اختفى خلف لونجي. 

بقيت نقطة أخيرة قبل الختام بخصوص النهاية إذا نسينا اي بعد اخر خلف الحكاية المسرودة فهي نهاية متواضعة الى سيئة كونها انتهت هكذا. لكن اذا كنت ستضمن في الاعتبار كل التضمينات الي يحملها العمل فستكون نهاية تليق به وجيدة وليس ممتازة فرق ان بين ان تليق به ومتواضعة!

  

تمت على عجل 

16 مايو / أيار2021م


الاثنين، 10 مايو 2021

مناورة الملك!

 تمهيد:

استوحيت هذه القصة من احد يومياتي في لعب الشطرنج مع الرفيق @ThePlissken84 جمعت فيها جزء من يوميات تلك المباراة، مع مسحة خيال جائت كحوارات لنا على ألسنة أحجار الشطرنج


اتركها بين أيديكم!

---‐-------------



القصة:

في تلك الليلة، من ليالي العاصمة الرمادية، تلبدت بالغيم المائل للسمرة، وهب نسيم بارد منخفض، يشعرك بقشعريرة من ان يلامسك، كانا هذين الصديقين قد سرقا وقتا لبعضهما لكي يسرقهم ما جمعهما من الوقت!

جلسا، في احد المقاهي الشهيرة، فيه جانب شعبي، واختارا طاولة خارجية، الثاني احضر الحلوى، يقول: "انها اختيار والدته المفضل"، والاول طلب من النادل القهوة، بعدها بدأت تعصف الدنيا بالمكان، حيث أن الطاولة فيها مجالين تتحرك فيهما الأحداث، مجال سفلي ومجال علوي، وقبل النزول للأسفل، تكلما:

رعد: جميل الحلا، لكنه دسم!
خالد: سنتعشى لا تقلق، لكن نحتاج للتركيز، ودع عنك مشاكساتك المعتادة!
رعد: ههههه افرش الرقعة!

.... بعد مرور ساعتين، وكوبي قهوة احدهما فارغ،
في الأسفل كان هنالك حوار اخر:

الملك: هل سمعت ان الثلج قد يهطل في الصيف؟
الوزير: ها هو قد هطل، ما العمل الان؟
الملك: المشكلة ان دفاعاتنا مكشوفة، فقلب ارض المعركة تتساقط فيه الرؤوس!
الوزير: ولكن الفارس هناك يقوم بعمل جيد!
الملك: لكنه يعاني من الفيل الذي يطارده، وان كان يشاكسه بقفزاته، لكني اريده ان يشكل تهديداً
الوزير: على؟
الملك: تهديد لمجرد التهديد، فظلي الذي ينافسني لطالما كان يبدأ تاليا بعدي، ولهذا انا دوما متفوق عليه بخطوه!
الوزير: انت تحب دوما تعتبره ظلاً لك، وهو يغضب من ذلك، لهذا يسميك أنت الأبرص!
الملك: حتى الأرض التي نتقاتل عليها تعاني برص فعلا، المهم، ماذا نفعل الآن؟
....
في الاعلى:
رعد: دورك!
خالد: حصانك مزعج!
رعد: هذا المطلوب منه!
خالد: الأن حاول أن تنجو من وزيري! - وختمها بابتسامه ساخره-
رعد صمت طويلا، وهو ينظر لهم،
في ذات اللحظة في الاسفل:

شعور يشبه الغيمة خيم عليهم، ثم شخصت ابصارهم وهم يرون يد ترتفع لتحرك وزير المجموعة السوداء!
وصوت قرعه وهو يحاصر الحصار الابيض، مؤلم، رج أركان الرقعة،
الملك: هل رأيتها؟
الوزير: يجدر الآن ان تتبادل موقعك مع هذه القلعة البلهاء، حتى تحاول التشويش على ظلك، وتشتت انتباهه!
الملك: تظن ذلك؟

لكن في الاعلى مجدداً:

رعد: الان دور الفيل الاخر، انه مقابل وزيرك الشقي، فما انت فاعل؟

في الاسفل:

الوزير: ماذا فعلت؟
الملك: هو فعل! هل تظن لي خيار، انت الوحيد الاستثنائي بيننا!
الوزير: لكنه استوقفنا كلنا!
الملك: أولسنا كلنا بيادق على رقعه؟
الوزير: هاه؟ انت تحب هذه الاستعارات، المهم ان ظلك فعلا تراجع!
الملك: لكن انتظر، شيء غريب يحدث!

في الاعلى:

خالد: قد حاصرتني!
رعد: أما أن تنظر أو تنتظر!

في الأسفل:

صوت الظل ينادي الأبرص: الآن سأثأر لهزائمي السابقة! ويا حصاني الأخير أرقص!

الملك: هل سمعته! طواله عمرنا هكذا! خسيس!
الوزير: لهذا كنت قد طلبت منك أن تبدل موقعك مع القلعة البلهاء، هل ستفعل الأن؟
الملك: بلهاء....ااااه قلعة!
القلعة: رهن اشارتك!
الملك: تعالي بجانب الوزير، لعلنا نتدارك أخطائنا الصائبة، وألوذ خلف الجنود الثلاثة!

في الأعلى:

خالد: هربت! هاه؟
رعد: هذا ليس هروباً أنها مناورة بالقوات! - مع ابتسامة ابانت جزء من اسنانه -
خالد: أنت تحب هذه الاستعارات، الأن أنجو منها!
رعد: نسيت الفيل مقابل وزيرك!

في الأسفل:

الملك: أيها الفيل عليك بوزيره التعس!

لكن فجأة تختفي الأيدي من فوقهم!

ملك الظل (الأحجار السوداء) : هل توقف الثلج؟
الملك الأبرص (الأحجار البيضاء) : هذا ليس ثلجاً، أنها اصابع ايديهم التي كانت تتراقص فوقنا، لازلت تصدق أن الثلج سيهطل في الصيف؟
ملك الظل: سأعود يوماً ما ويتحقق نذري وأثأر لهزائمي السابقة!
الملك الأبرص يرسل قهقات استقراطية!
وزيره: لكن انتظر! لم تنتهي الجولة، شيء ما حدث!
الملك: هل تعرف هادم اللذات؟
الوزير: بل حقيقة لا أمزح! توقفت كل شيء فوقنا!

في الأعلى:

خالد وهو يركز في الرقعة!
رعد: اسمع، لملم شتات الطاولة واطلق ساقيت للريح، وأرنا مناوراتك في الهروب للسيارة!
خالد: هاه!

هبت عاصفة ترابية اقتلعت كل الموجودين في المقهى، كنا اقتلعت كل الاحجار من الطاولة لداخلها، وانتهت حكاية هذه النزال من مجال أعلى، حتى حين ...

تمت