الاثنين، 10 مايو 2021

مناورة الملك!

 تمهيد:

استوحيت هذه القصة من احد يومياتي في لعب الشطرنج مع الرفيق @ThePlissken84 جمعت فيها جزء من يوميات تلك المباراة، مع مسحة خيال جائت كحوارات لنا على ألسنة أحجار الشطرنج


اتركها بين أيديكم!

---‐-------------



القصة:

في تلك الليلة، من ليالي العاصمة الرمادية، تلبدت بالغيم المائل للسمرة، وهب نسيم بارد منخفض، يشعرك بقشعريرة من ان يلامسك، كانا هذين الصديقين قد سرقا وقتا لبعضهما لكي يسرقهم ما جمعهما من الوقت!

جلسا، في احد المقاهي الشهيرة، فيه جانب شعبي، واختارا طاولة خارجية، الثاني احضر الحلوى، يقول: "انها اختيار والدته المفضل"، والاول طلب من النادل القهوة، بعدها بدأت تعصف الدنيا بالمكان، حيث أن الطاولة فيها مجالين تتحرك فيهما الأحداث، مجال سفلي ومجال علوي، وقبل النزول للأسفل، تكلما:

رعد: جميل الحلا، لكنه دسم!
خالد: سنتعشى لا تقلق، لكن نحتاج للتركيز، ودع عنك مشاكساتك المعتادة!
رعد: ههههه افرش الرقعة!

.... بعد مرور ساعتين، وكوبي قهوة احدهما فارغ،
في الأسفل كان هنالك حوار اخر:

الملك: هل سمعت ان الثلج قد يهطل في الصيف؟
الوزير: ها هو قد هطل، ما العمل الان؟
الملك: المشكلة ان دفاعاتنا مكشوفة، فقلب ارض المعركة تتساقط فيه الرؤوس!
الوزير: ولكن الفارس هناك يقوم بعمل جيد!
الملك: لكنه يعاني من الفيل الذي يطارده، وان كان يشاكسه بقفزاته، لكني اريده ان يشكل تهديداً
الوزير: على؟
الملك: تهديد لمجرد التهديد، فظلي الذي ينافسني لطالما كان يبدأ تاليا بعدي، ولهذا انا دوما متفوق عليه بخطوه!
الوزير: انت تحب دوما تعتبره ظلاً لك، وهو يغضب من ذلك، لهذا يسميك أنت الأبرص!
الملك: حتى الأرض التي نتقاتل عليها تعاني برص فعلا، المهم، ماذا نفعل الآن؟
....
في الاعلى:
رعد: دورك!
خالد: حصانك مزعج!
رعد: هذا المطلوب منه!
خالد: الأن حاول أن تنجو من وزيري! - وختمها بابتسامه ساخره-
رعد صمت طويلا، وهو ينظر لهم،
في ذات اللحظة في الاسفل:

شعور يشبه الغيمة خيم عليهم، ثم شخصت ابصارهم وهم يرون يد ترتفع لتحرك وزير المجموعة السوداء!
وصوت قرعه وهو يحاصر الحصار الابيض، مؤلم، رج أركان الرقعة،
الملك: هل رأيتها؟
الوزير: يجدر الآن ان تتبادل موقعك مع هذه القلعة البلهاء، حتى تحاول التشويش على ظلك، وتشتت انتباهه!
الملك: تظن ذلك؟

لكن في الاعلى مجدداً:

رعد: الان دور الفيل الاخر، انه مقابل وزيرك الشقي، فما انت فاعل؟

في الاسفل:

الوزير: ماذا فعلت؟
الملك: هو فعل! هل تظن لي خيار، انت الوحيد الاستثنائي بيننا!
الوزير: لكنه استوقفنا كلنا!
الملك: أولسنا كلنا بيادق على رقعه؟
الوزير: هاه؟ انت تحب هذه الاستعارات، المهم ان ظلك فعلا تراجع!
الملك: لكن انتظر، شيء غريب يحدث!

في الاعلى:

خالد: قد حاصرتني!
رعد: أما أن تنظر أو تنتظر!

في الأسفل:

صوت الظل ينادي الأبرص: الآن سأثأر لهزائمي السابقة! ويا حصاني الأخير أرقص!

الملك: هل سمعته! طواله عمرنا هكذا! خسيس!
الوزير: لهذا كنت قد طلبت منك أن تبدل موقعك مع القلعة البلهاء، هل ستفعل الأن؟
الملك: بلهاء....ااااه قلعة!
القلعة: رهن اشارتك!
الملك: تعالي بجانب الوزير، لعلنا نتدارك أخطائنا الصائبة، وألوذ خلف الجنود الثلاثة!

في الأعلى:

خالد: هربت! هاه؟
رعد: هذا ليس هروباً أنها مناورة بالقوات! - مع ابتسامة ابانت جزء من اسنانه -
خالد: أنت تحب هذه الاستعارات، الأن أنجو منها!
رعد: نسيت الفيل مقابل وزيرك!

في الأسفل:

الملك: أيها الفيل عليك بوزيره التعس!

لكن فجأة تختفي الأيدي من فوقهم!

ملك الظل (الأحجار السوداء) : هل توقف الثلج؟
الملك الأبرص (الأحجار البيضاء) : هذا ليس ثلجاً، أنها اصابع ايديهم التي كانت تتراقص فوقنا، لازلت تصدق أن الثلج سيهطل في الصيف؟
ملك الظل: سأعود يوماً ما ويتحقق نذري وأثأر لهزائمي السابقة!
الملك الأبرص يرسل قهقات استقراطية!
وزيره: لكن انتظر! لم تنتهي الجولة، شيء ما حدث!
الملك: هل تعرف هادم اللذات؟
الوزير: بل حقيقة لا أمزح! توقفت كل شيء فوقنا!

في الأعلى:

خالد وهو يركز في الرقعة!
رعد: اسمع، لملم شتات الطاولة واطلق ساقيت للريح، وأرنا مناوراتك في الهروب للسيارة!
خالد: هاه!

هبت عاصفة ترابية اقتلعت كل الموجودين في المقهى، كنا اقتلعت كل الاحجار من الطاولة لداخلها، وانتهت حكاية هذه النزال من مجال أعلى، حتى حين ...

تمت



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق