الجمعة، 20 نوفمبر 2020

خليل

اذا دق كأنه زائر عند باب بيتي، عرفت انفي قلبي شيء مألوف، فرح أعرفه، فإذا ولج عرفت أنه باقٍ معنا

ثلاثتنا

لكن في حالة ارتفاع دقاته زيادة في موجة الغضب نعرف أنك رحلتل، لم نبكي وان كنا نبكي ان جاءت بهمومك كل الأشياء، ولم تبادلنا ذات الدموع، كنا نحفر لأحزانك في في غور الليل الحالك ثقباً أسوداً لا يبقي على قلبك ما يراعهُ. 

ثم ثمة سنونوة ألفت درر سنية تشجيك وتطربنا،تذكر اسمك، 

نزرعه كادي على الشرفات

ونطرب لصوته اذا عانقه الهواء

ونعد إبريق الكمون ونحن نسرد حزن الليل

وعندما يرتفع وجه الشمس صباحاً على اعيننا، نرفعها فيرتفع موج السحاب وتصبح خطواتنا على الارض قضية وحكاية تسلي من لا يسلى

وحريقاً قد اشتعل وانا اكتب هذه الكلمات لك

على وريقاتي

وناري لا تضيء

وأن كنت قد طيبتُ أبريق الشاي على لهيبها

لأنك يا صديقي المخلص قضيتي التي لا افرط بها

ولأنك - مثلي - تحكافح

والله كان له خليلاً فلا تترك خلتي وانت تعرف خلتي

السبت، 14 نوفمبر 2020

اليه.. بعد التحية الطيبة

"‏إلى العزيز...

تحية طيبة،،

أعجز عن التعبير لكن لنمضي لحظتنا بين الأحياء."

... 
... 

أعلم ذلك، كلنا في لحظة فارقة وفي وقت متأخر من الليل، او الصباح في عرف الناس، نعد القهوة ونحن نستمع او نشاهد شيء ما للتسلية، ياتينا هاتف او خاطر ما لكن لا نستطيع له دفعاً او شرحاً، ونظل مقهورين أمامه. 
لا تبتئسي، فكل هذا الحديث عابر، وكل ما يجول في الخاطر خارج، فالمهاجر هو الكلام، والنفس باقية بقاء الجسد في دنياه

الخميس، 12 نوفمبر 2020

‏بنخاف نحب لا منتحبش...

من رحم الفقد، خرجت هي تقف بين فينة وأخرى عند طلله، تستذكر وتبث اشجاناً، وفي محيط العمل، تمتص كل العائدين له عيادةً، كاسفنجة، لكنها في لحظة ما في جو العاصمة الرمادي العليل، تحت سماء كُحلية، في مكانٍ يطل على طريق رئيسي، ولعلها في لحظة كأنها ضجر، خربشت على ورقة زرقاء، عن خوف المحبة:

‏"بنخاف من حزن النهايات وخداع البدايات الأولى 
وبنخاف من بعد المسافات ومن الكلمات المعسولة

بنخاف من معنى الخوف ذاته..نهايات الخوف أو بداياته"

ولكن سحاب السماء الرمادية نقل لي هذا، فابتسمت ابتسامة متعجب، لأن الحياة ما هي إلا هذا، ونحن نواجة الخوف بالشجاعة، ولا ضمانة على شرط الغيب، لكن الرجم به، والتَطَيُّر من التَزَيّد ومن التبدع، لكن كل الأشياء تحتاج اقدام بقلب جسور وصبر ورضى، وعلينا المعاش والمواجهة ولا ندري لعل كل الاشياء التي يضخمها القرين تصبح اقل من الحنظل الجاف

ثم هب نسيم العاصمة العليل ليقلب صفحة هذا اليوم،، 

الاثنين، 9 نوفمبر 2020

ما معنى أن لا يكون لك مكان لا تذهب إليه؟

المكان ليس جغرافيا،
المكان ليس موضع، 
المكان ليس ملجأ، 
المكان قد يكون قلب أحدهم، 
أو روحه، 
أو مشاعره، 
كم مرة فكرت في الحديث ولم تجد من تفضي له، ولا احد يستمع، او يهتم، 
كأنك شخص في دائرة خاوية جوفاء لا أحد فيها، ولا احد يستطيع ان يخترقها،
او ببساطة: لا تجد من يهتم او يهتم لما تحكيه، فما الذي عاد ليثير الانتباه؟ 

الخميس، 5 نوفمبر 2020

عندما غنّت أمامي

كانت تبلغ من العمر ستة وثلاثين، 
ترتدي معطف كحلي اللون تحته قميص عنابي، 
وتنورة حتي منتصف ساقها، أيضاً كحلية اللون، 
كان شعرها الأسود الحالك ينسدل حتى منتصف ظهرها، مع جزء منه تتركه تنسدل حتى اسفل صدرها من الأمام، كأنه ظفيرتين،
لم تكن طويلة، في ظني أنها تبلغ مائة واربعة وخمسين، فإذا وقفت ظن الرائي البعيد انها تصل لخاصرتي،
عيونها السوداء كخرزتين تلمعان في وجة دمية بيضاء مشرّب باسمرار طفيف كأنه حنّاء،
وترتدي قبعة سوداء لتظفي صورة إيمائية؛ لم تكن تعرف لغتي، وأنا اتلقط من لغتها ما اعرفه منها من التكرار السماعي لها،
وتحمل عصا رأسها كانه كريستال، وعند بائع التذاكر، في المحطة، رأيتها، فاعطتني إياها وهي تبتسم، عن طريق متشرد يعزف لحناً بالهارمونيكا، أرسل قرداً يردتي قبعة رسامين إيطالية، وبادلتني البسمة، وارسلت لها مرآة زينة قديمة تحمل بيد واحدة نحاسية!
وعند الشباك ابتعنا التذاكر، واترك هُنا عقلك لكي يحدثك؛ لأن هنا كانت كل الأضواء جميلة وهذه الضوضاء حولنا، تثير ما تثير من شجن وذكرى وشجوى، وكأن حياتك تلمع لمعان النجوم.
لكني وجدتها تبكي، أو تحبس بكاءً بالأحرى، وتترجمه في محاولة حديث بائسة، فسالتها أن تريني التذكرة، فكانت لباريس!
باريس، اثينا، فينيسيا، هارلم، وموسكو كلها أماكن الولوج لها قد يبدو غريباً لكنه ثقيل الوطأة عسير على العبور، ولا ودعي لحالك الذي يريد التعبير أن يخرج كل ما فيه؛ حتى وإن بدت انها بجانبك هذه الأمكنة؛
لعل هذا اليوم سيكون يوماً كأي يوم من أيام الشهر!
لأن الوقت لا يترجم الا كأيام تُحسب علينا!
ثم كان كمان - لي - ووردة بيضاء لها خلفت بسمة عريصة ابانت بياضاً لأسنانها كالؤلؤ، لانها رأت الوردة كيف تخلقت من مسودة ورقة صنعت أمامها لتمنحها هذه البسمة.
وهمست بلغتها التي اتلقط منها ما التقط:
"هذا جد كافٍ بالنسبة لي"
وتولدت حُمرة قانية في وجنتيها في محاولة منها للخروج من المشهد! 

الأحد، 1 نوفمبر 2020

باسماً في أسى.... كالحسناء!

هل فكرت يوماً في طلوعك خارج المنزل في يومٍ بارد أن هنالك ما يشتعل بعيداً عنك؟
كأن كرة الثلج تُكور، ولا تدري أين ستهوي؟
الحقيقة: أن هذا الشعور قد يبدو كتجلي لشيء لم يحدث بعد!
لكن في ذات الوقت، أن لملمة شتات هذا الشعور، هو الأجدى دوماً، فكل المشاعر التي في داخلك تغلفها بإفعالات متعددة، وتقرأ عليها الصلوات، وترسل معها الرسل طرائد، بلا مجيب طبعاً!
كهذه الرسالة، التي خرجت من رحم مشابة...