الأحد، 30 أبريل 2023

فيكي كريستينا برشلونة


تقول جورجيت صايغ:

" دلوني على العينين السود وعلقوني

يا ليل الي ماله حدود خبيلي عيوني "


مع لحن بيانو هادئ في الأفق، تأتي هذه المدينة كقبلة على جبين المملكة، عندما تطأ قدماك شاطئها، تشعر أن حفيف الشوق يناديك، كأنه السحر، حتى تغوض داخل أراضيها، وما ورائها.

معها كأنك تتشبب بحسناء بها بقية من جذوة أندلسية، لا تشعر بغربة في المكان، مألوف، كأنك سبق وأن زرته، فالبرغم من النهار الطويل، والحر الممتد معه، المختلط أحيانا برطوبة، ألا أن ليلها ليس له حدود، كأنه بركان حب وصبا وعنوان وهتافات كهتافات انتصارات ناديه، فتأجل النوم لساعات تالية!


لكنها مدينة تقول: هيت لك! وربما تبادلها الغواية لكن دون ان يقد القميص، فتتكبر عليها قليلا، فتتصاعد أبخرة الجفاء قليلا لتحوم بالمكان، يخفض عليك صوت البلابل التي تحوم فوق الأشجار والنخيل، وكأن هناك رابط يعيد لصخورها الشاطئية.

تعود، لتعود رصف الأحجار، ومراقبة الرسائل المنتثرة بطول المدينة وعرضها، من كل ارجاء المعمورة عدا سكانها، كأنهم الغرباء، وهم أهل البلد.

ومع هذا اللون الأحمر يلف البلد، من لون شمس المغيب، حتى الأرصفة والجسور، وجداريات المدينة، كأن اللون يحكي في شجن عن أهل البلد الذين غادروا ولا تدري أن هم، الا انها تشير الا حيث يشير تمثال كريستوف كلمبوس المنتصب أمام رصيف الميناء، باتجاه الغرب، كأنه يخبر عنهم، وعنده تجد الأجابة!

وكما تقول الأغنية الشعبية:

" ع الله تعود وترجع تتجمع عشيرتنا "

ولا يبقى وسط هذا الزخم الا المتشردين يعزفون الحانا للمارة، لفيكي وكريستينا وخوان وخوليو، ويطل الليل بعد التاسعة عليهم جميعا، يمسح الدمعة ويعيد رسم القبلة على شاطئ المتوسط في كل فجر، شعاع الشمس!

لترى من خلاله كل التاءات المنتهية برفقة برشلونة!

فلا تقلقي أيتها المدينة فقد كانت لنا دنيا فيكِ!


الخميس، 6 أبريل 2023

نسرين

 عزيزتي نسرين"


أتدرين ما يجول في خاطري الآن؟

فكرة مجنونة تريد الخروج من عقلي لتعبر عن ذاتها!

ولكن هل يمكنها فعل ذلك من دوني؟


كان لي ثلاثة أيام، اتذكرها، وهي تحاول التموضع في مكان ما على هذه الورقة، ولو كان مكانا عشوائيا، ولكن تحاول عبثا التمسك بموقعها الحالي!


تدافع بوحشية الشوك الذي يحيط بها، وتحرمني من اشتم رائحتها.


هذه الزهرة تحتاج لقطف، حتى ابقيها في غرفتي، انظر لها، وانا اعزف لحنا كأنه عرس، عرس تدوينها."





....، ثم قمت من مكاني وقد اخذت معي الزهرة الارجوانية بجروح طفيفة، وفي ذهني عازف ناي يعزف بشجن غريب.