الأربعاء، 30 يوليو 2014

لماذا نحتاج لصناعة سينمائية؟



~ لماذا نحتاج لصناعة سينمائية؟


سؤال عريض بلا شك لكني سأجيب بسذاجة وبدهشة الأطفال كذلك؛

ذات مرة من عام 2006 حضرت جلسة لعدة افلام سعودية في جمعية الثقافة والفنون، كان هنالك فيلم من اخراج سمير عارف وبطولة "سعدون 37ْ" عبدالله الأحمد، المهم ان كان هنالك مشهد لشاب مسافر، كان يستمع لاغنية محمد عبده-عندما كان يغني جيداً- اغنية "طال السفر" تعلق ذهني مع الاغنية ومشهد الشاب المسافر متناسيا لوهلة بقية الفيلم، عندما انتهى الفيلم دخل الحضور في جلسة نقاش وبقيت انا في جلسة نقاش مع الأغنية،
متى آخر مرة استمعت لها؟
وجدتها تعبيرية عن صورة عبرّت عني وعن كثر مثلي يتبنون أغنيات تعبر حالهم اللحظي الآني!

السينما تُخلّد الموروث والفكر والفن والموسيقى؛ كم من أغنية مصرية علقت في أذهاننا بسبب فيلم لم ينسى، كم من أغنية سورية لا تنسى ظهرت في عمل باقٍ، كما انها تتسبب في خلود أغنيات أو مطربين بسبب طرف أغنية ظهر هنا أو هناك في جنبات فيلم أو مسلسل!
الفن مثل حياة المرء منا، عدة تجارب تبقى ذكرى لتنتظر من يبعثها من جديد، لتتكون صورة لها ابعادها في عدة نواحي، مرة بعمق ومرة ببساطة، بوعي أو بدون وعي من صانع الفيلم بذلك!

في فترة ليست بالبعيدة، تقريباإن لم تخني الذاكرة 2010،-وبعيداً عن كأس العالم التعيسة حينها-، لم يلهج لسان الأطفال الا بأغنية واحدة" طائر النورس حلق حلق..." والتي كانت من أداء إلهام أحمد والتي قدمت أغنية الطفل طوال مسيرتها، لعل أشهرها أغنية البداية والنهاية لانمي بسمة وعبدو من دوبلاج الخليج، أتى فيلم مشعل الجاسر "قلب العيد"، ليتسبب بخلود الأغنية التالية:
"ماما جابت بيبي، بيبي حلو صغير، يالله حبيبي، شو ذكي ومغندر"
بغض النظر عن اختلافنا مع رسالة الفيلم المقدمة، لكن لكل منا تجاربه في الحياة مع مفاهيمها المتعدده ومنها العيد، لربما تتردد في ذكرى كلاً منا أغنية في طفولته لتكبر معه حتى تتفجر في لحظة ما، لتتذكر حقيقة واحدة: أن الطفولة تكبر فينا مهما هرمنا، ولا يشيخ الا الجسد!
"يا حمام المدينة، سلم على نبينا..."
"كسر القارورة ودلق الشطة بوسط البيت ..."
وهذا الموروث الكبير من الحكايات والقصص لناس عاشوا في صحراء وجبال وسواحل، يظن جيراننا أنا ما زلنا اعراباً بلا تاريخ ولا ثقافة ولا يوميات!

السينما تخلد كل شيء، حتى مشاعر الدهشة الاولى للمشاهدة، هي ذكرى شخص يقدمها لشخص لتغدو هي ذكراه ايضاً!


فُليم | Folaim - قلب العيد: http://youtu.be/0E5t5GEEF7Y

فيلم (قلب العيد) OST : ماما جابت بيبي - جنى مقداد | طيور الجنة: http://youtu.be/5wnNBQAkc-A


الأحد، 13 يوليو 2014

لعلي لا القاكم بعد عامي هذا!



كانت هذه كلماته الأخيره لهم،
ما إن خرج من مدينته، ورَكِبَ القصواء، ومشى متجهاً إلى مسقط رأسه، إلتفت خلفه ليرى مدينته، فرأى النخيل الأخضر، ثم إلتفت يمنةً ويسرى، فقال له أحد صحبه:" لم تنظر نظرة المودع المفارق؟" فقال له:"لعلك تمر بقبري ومسجدي في قابل الأيام!"
وقد كان!

وعندما ذهب نسينا كل شيء!

هو كان بيننا ليخلصنا من عبادة الـ"أنا" لنعبُدَ الـ"هو"، وما إن فارقنا حتى ارتددنا إلى ما كنا عليه أول أمرنا،
كان يمشي معنا، يصافحنا، يمنشي، ويعيش بيننا، نخاطبه بخطاب السوقة، ويخاطبنا بخطاب الأمراء،
كان يقول:" لا تطروني " ونحن نطريه، ولا نستشعره، نتغنى بمثاله ولا نتمثله،
وكأنه غدا شيئاً من الذاكرة!

فإلى متى هذا الجفاء؟
أم أن ما كُنّا عليه خير مما صرنا إليه الآن؟
كل ألائك الشهداء وكل تلك التضحيات وكل تلك المعانات لأجل ماذا؟
لنرجع عبيداً كما كُنّا، وكأن ليس لهذه العبودية من آخر؟ 
وهل نستحق أن نحيا على الأرض وفي البلد التي عاش فيها ومشى عليها ودفن بها؟

يدخل إلى بيته والتراب المنهال على رأسه، وفتمسح إحدى بناته التراب عنه وهي تبكي وهو يمسح دمعها ويقول:" لا تبكي يا بنية، والله ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب "
فهل نحن الآن كقريش ننال شيئاً يكرهه ؟


الجمعة، 4 يوليو 2014

من نحن ؟





من أنت ؟
من أنا ؟
من نحن ؟

سألني أحدهم هذا السؤال مرة، فما جال في خاطري حينها إلا أن أقول:
" أنا حفيد ذاك الرجل الذي كذَّبَ زرقاء اليمامة أنها رأت نخيلاً يتحرك نحو قومها!"
لكني هل أنا كذلك؟

أحب أن أعتقد أني كذلك، بل يجب أن أعتقد أني كذلك؛ فنحن إمتداد لؤلائك الناس الذين عاشوا هنا على هذه الأرض، فنحن نرثهم ونرث أرضهم وميراثهم، لنكتب فيه سيرتنا وسيرهم معنا!
الزمان فقط نقلهم في لحظة فارقة من الجزيرة العربية للجزيرة الأيبيرية، لكنهم لم ينسوا يوماً أنهم مشوا على الرمضاء في ذاك المكان القاحل، حتى اسموا أحد شهورهم به، ونحن ننساهم ولا نريد أن نتذكرهم!

نحن يا أعزائي أمة وشعب عاش كل تلك السنين حتى الآن، وعبر صفحات التاريخ، فكما زاحم البابليين، فهو الآن يزاحم الفرس! وكما زاحم الفراعنة قبلاً هو يزاحم الآن الترك!

نحن يا أعزائي أمة وشعب كان لديها أرثها الكبير من الآلهة والمتعقدات والأديان والعلوم والأدب والشعر والحكاية، وصنعنا حكايات أخرى بقيت حتى الآن، ليس ذنبنا أن كل هذا لم يدون، وصار هشيماً تذروه الرياح، بل ذنبنا أننا ننسى كل هذا ونتذكر إنتمائتنا الحالية التعيسة، وننسى أن أرضاً واحدة تجمعنا، ومصير واحد!

ولم لا، لنتذكر إنتمائتنا الصغيرة، فخليفة دمشق لم ينسى يوماً أنه قُرَشّي من مكة، وحملها معه إلى دمشق، وبنى قبة الصخرة، لكنه لم يقتل الناس لأنه  قُرَشّي من مكة؛ بل لأنهم خالفوا فكرته السياسية ليس إلا، كما خالفت جديساً طُسم!

وإذا يا أعزائي من نحن ؟

نحن قومٌ بُعِثَ فينا نبيٌ أتى ليتمم مكارم أخلاقنا، فنحن قومٌ بأخلاق إبتداءً، ولا توجد أمة بلا أخلاق وأرث قديم وأدب، يبعث فيها جذوة النهوض من جديد!

تمت أ.هـ