الاثنين، 29 أكتوبر 2012

~ نوبة الربو ،،


~ نوبة الربو ،،

تدخل غرفتك،
تضيء النور...يكون خافتا
كأعمى تبحث على مكتبك عن بخاخ الفانتولين...فيضيق صدرك مع كل محاولة فاشلة لك في عدم العثور عليه!
تمشي-الهوينا-حتى تجلس على سريرك وانت تحاول ان تستجمع قواك لتتنفس...لكن عبثا تحاول؛
تبدو رئتاك كرئتي خروف للتو ذبح سفاحا كرمى لجد البشر حتى يعيش هو-أي الجد-؛
ترفع رأسك الثقيلة لأعلى ... تحاول ان تسعل لكنه سعال كهل يريد ان يشيخ ليرتاح ... ولا زالت رئتاك تحاول-عبثا التنفس!
تنظر لإضاءة غرفتك ... عينيك لا تميزها كما لو كنت تشعر بدوار ... تتذكر نبي الله يونس وهو في بطن الحوت ... تتذكر رحلة الإسراء والمعراج ... تتذكر اول مرة ركبت بها طائرة او سافرت بالباخرة ... تتذكر كيف كنت تسبح داخل رحم امك أكانت ولادة عسيرة يا صديقي؟!
-وبصعوبة بالغة بالتنفس تباغته بالسؤال:من انت؟ كيف دخلت إلى هذا المكان السحيق؟ ثم من سمح لك ان تمتهن ملكوتي؟
-يرد عليك القول قائلا:هه انت تهذي انا في دخالك منذ وقت طويل منذ ان قررت ان تشق صدرك لذلك الطبيب ليجس خافقك ليقول لك انت تعاني الربو!
-كيف قلت؟!
-نعم؛هو ذاك!
-....
-لا تصمت! لكني سأسألك، بحق ما تقدس ما افعله انا وانت هنا؟ ما افعله داخلك؟ هيا؛أفعلها وخلصني!
فتسقط على وجهك! ولا تقوى على النهوض وتشعر برأتيك انها كادتا ان تقف ... ترفع عينيك للأعلى فترمق الطرف المعدني لبخاخ الفانتولين فتمدك يديك:...لا لا أرجوك!
-الصوت الذي في داخلك:تكلم من ايها الأبله؟!
-انت:الا ترى ذاك الطفل الذي فتح باب غرفتي؛ انه يذكرني بي عندما كنت في الخامسة ... أتكثر علي ان استجدي نفسي؟!
-انت وما تريد!
-ترد عليه:سأريك من المغفل انا ام انت!
وما ان يرمي ذاك الطفل علبة البخاخ حتى تنهض نهوض الليث وتجسم جثوم الاسد فتفتح البخاخ وانت تقول: مت مت يا هاجسي مت!
وتستنشق البخاخ.....فيغمى عليك!
تستيقض لتجد نفسك في باحة المنزل تتنفس الصعداء ورئتك سعيدة لكن تتسائل:اين ذهب ذاك الطفل الذي يشبهني وذاك الصوت الذي في داخلك؟ اين ذهبا؟
فيجيبك صوت جديد:قد ذهبا، وانا اعرفك بنفسي؛ انا هاجسك الجديد!
فتشعر بضيق التنفس من جديد، و بخاخ الربو كعادته ليس قريبا منك!
-تبا!


~ تمت ~

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق