الخميس، 25 أكتوبر 2012

سِجال - لـ / فلاح هاشم


لي صاحبٌ يطربهُ الإيقاعُ في بحر الرجز
وكلما أوقعتهُ عن بغلةِ الخليلِ عاد ساخراً
يشتمني .. يشتمني .. على صدى مستفعلٌ بلا عجز!
من فرطٍ ما أحببته ما مرةً أغاظني،
وعندما هجوتهُ أعانني؛ وقال: حذ مهارة الخبيثِ حين يستفز!
ويبدأُ السجال ...
إذا استعرتُ من جريرٍ لمحةً تقمص الفرزدق!
إذا أرتديتُ حلةَ ابنِ سكّرَ طالعني ابنُ عجرد!
إذا استللتُ سيفً عنترة شرشحني الحطيئة!
يشتمني ... أشتمهُ،
يلعنني ... ألعنهُ،
يصفعني ... أصفعهُ،
أطيرُ فوقَ دكةٍ ... يتبعني،
يغوصُ تحتَ صخرةٍ ... أتبعهُ،
أُهيلُ في عينيه ملحَ لوعتي،
يُهيلُ في دمي نَحيبَ عمرهِ المُراق!
أقذفهُ بكُلِ ما في الذاكرةِ ..
بكُلِ ما في العمرِ من عطْبٍ ..
وما في البحرِ من بصاق ..
يقذفني بكُل ما في غرفتي ..
أحذيتي ..
أشرطتي ..
أوسمتي ..
محابري ..
دفاتري ..
..، ويحرقُ الأوراق!
أمسكهُ من حزنهِ،
أهزّهُ من دمعهِ حتى القدم،
وفي مرارةِ الخِناق ..، آتي على قميصهِ الأخير ،،
يمسكني من حيرتي،
يَعضُّ وجهَ خيبتي،
يجرني من شهقتي لآخر الرِواق،
يأتي على قميصيَ الأخير ،،
وفجأة ... تجتاحُنا الثلوجُ عاريين!
يا صاحبي: صارَ الفعولٌ درّةً في جيبِ فحام!
مستفعلٌ أضحت رِداءَ كذبةٍ تضيعُ في الزِحام!
وفاعلٌ وسيلةً عصريةً للشحذِ عبر الشاشةِ الصغيرةِ!
أما مفاعيلٌ فقد حِيكت بها أُهزوجةَ المديحِ للأوغادِ!
وبين كُلِ صرخةِ وأظفرِ يطيرُ وإرتطام ... تكون فاعلاتٌ الرقيقةٌ الإيقاع كماشةً أو فَلَقةً تَنوسُ منها الجثةُ الممزقةُ أو ترتمي في القاع!
يا صاحبي: خذ جثتي إن فزتَ في خاتمةِ السباق ،،
خذها إلى أهلي، وبلّغ من تبقى منهم السلام ،،
وإن سُئلتَ يا ترى بأي علّةٍ قضى ؟
فقل لهم - من دونما نفاق - علّتهُ العراق!!

سِجال
لـ / فلاح هاشم


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق