السبت، 13 أكتوبر 2012

مع أمرؤ القيس،،، الساعات الأخيرة...



... في أنقرة ...
... عند شاهدِ قبرِ بجوار شجرة أستلقى بينهما ...
... فمررتُ به ...


أمرؤ القيس : نهارٌ رائقٌ وهواءٌ عليل ... ... أعذرني يا سيدي .. لأنني لا استطيع القيام لك بواجب التحية؛ مفاصلي! فهذه بلادٌ شديدةُ البرد !!


رعد : { وما تدري نفسٌ ما تكسبُ عداً، وما تدري نفسٌ بأي أرضٍ تموت }


أمرؤ القيس : هاه !! أكاهنٌ أنت ؟ وهذه سجعياتك ؟! ولكن .. أتدري .. لو كان للمرء أن يختار موضع قبره ما أخترت غير نجدٍ !!

رعد : نجد ؟ آآآه ما أبعدنا عنها !!

أمرؤ القيس : وما أقربنا منها !! نسيتني نفسي أن نسيتُ نجداً يوماً !!

رعد : وما الذي يبقيك هنا أيها الملك ؟

أمرؤ القيس : الملك ؟ وما الذي بقي للملك غيرُ نخلةٍ وقبرٍ وصاحبٌ يبكيه، وجسدٌ أعيته قروحُ المرض والصقيع والبرد، وثارٌ مرٌ لم يظفر به !!

رعد : صاحبك ؟ أهو الذي تبكيه عند هذا الشاهد ؟

أمرؤ القيس : بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه وأيقن أنا لاحقان بقيصرا
فقلت له: لا تبك عينك إنما نحاول ملكاً أو نموت فنـعـذرا


رعد : ولكن هذان شاهدان ... من صاحب المرقد الآخر ؟

أمرؤ القيس :إمرأةٌ غريبةٌ ... قالوا أنها دفنت هنا وهي ليست من اهل البلد ... كحالي ... سفارت تطلبُ أمراً فماتد دونه !!

رعد : وما الذي يبقيك هنا بجوارها ؟

أمرؤ القيس : غريبٌ .. يعزي غريبة !!
أجارتنا أنّا غريبانا ها هنا وكلُ غريبٍ للغريب نسيب


رعد : ألا تعودُ معي إلى نجدٍ، تسترجع فيها ما فاتك من أيامك ؟

أمرؤ القيس : قد تأخر الوقت !! .. .. فقد ألفتُ الوحدةَ هنا !!

رعد : الوحدة !!

... ... ومضيت في طريقي عائداً إلى دياري تاركاً أياه متوسداً ذكرياته مع ساعاته الأخيرة ... ...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق