الجمعة، 26 يونيو 2020

الإعتقاد

الإهداء:

لـ @EchoSiren_ إذ ان نصها كان جزءاً منه ضمنته هذه الحكاية فهو الذي الهمني أن أعيد كتابته وأعدل فيه بتصرف! 

------------------------

اليقين: هو التسليم دونما انتظار شيء جديد، لانها هذا البرد الذي فيه هو ما يهون عليك تعب الأيام. 

عدت للبيت وفتحت صندوق البريد ووجدت وسالة ممهورة باسم: غصن! 

فتحنها فإذ بها تذكرة سفر على متن القطار، للمدينة القريبة منا، فأخذتها واتجهت لمحطة القطار وسط البلد. 

ما إن وقلت ومددت يدي إلى جيبي وجدت أن الموعد المضروب عليها قد فات، فاستغربت فذهبت لموظف الصالة اسأله، فأفادني أن لعل مرسلها لك قد ترك لك شيئاً في صندوق إمانات المحطة. 
تركته وانصرف لهناك وتذكرت ان المفتاح ليس معي فلا طائل من هذا، فذهبت لأبتاع شيئاً بارداً وجلست على طاولة في تلك الكافتيريا، فبينما أنا أتأمل المسافرين إذ جلس رجل بجانبي يلهث، وبعثر الحاجيات ومنظره رث، ثم قال: "هلا اعنتني بشربة ماء؟" فاعطيته قارورتي ورحت لابتاع واحدة جديدة لي. 
إلتفت إلي أمين الصندوق وقال:
"تحدثت مع هذا شخص قبل ساعات، كان منظره عجيباً، أأنت على قيد الحياة؟ فأشار للمنديل واخرج قلماً، فآجاني وأجابني بحسب ماتتضمنه اللحظة كاتبًا (على حسب) على المنديل! 
تسائلت بناء على هذه اللحظة ماهي الأجابة ياصاح؟ فكتب: "أعتقد نعم!"
قلت: فقط! ولكنه تحدث معي! 
عدت أدراجي وجلست بجانبه، وانا اشرب الشاى، وقلت له: اتعرف رسالة فيكتور هوجو التي لم تتضمن الا علامة استفهام؟ فتبسم! وبدأنا رحلة الحديث عن فلسفة الأعتقاد التي حقيقة أثيرت في لحظتها دون استناد فلسفي مكتوب أو مرجع كتبادل الآراء، فسألته إذا كان الأعتقاد متعدد من الخيارات المطروحة حينما نعتقد أن كذلك أم ليس بذلك أن اعتقادنا حقيقة أم افتراض، قال -وقد خلع نظارته الشمسية، فقد كان كريم العين- هل تعلم أنني قرأت أن الاعتقادات تميل للحقيقة الكامنة بالأجابات وأننا نخطئ استخدامها ....
- ماعلينا، كيف حالك؟ 
- اعتقد أن مش كويس، اعتقادي هنا حقيقة أم افتراض؟ سائل بتحري! 
- ليش؟ 
- شف هالتذكرة، بالأخير موعدها طلع فايت ولكن قالي حق التذاكر يمكن به شيء بصندوق الأمانات لكن كيف وأنا ما معي مفتاح، المشكلة انها جتن برسالة موقعة من غصون! 
- كان يومك متعب؟ 
- ايه بس وشدخل؟ 
- لأنك متلطم فافترض انك ناسي كمامتك! 
- طيب؟ 
- عموماً مب بالضرورة أنها لك، وممكن جتك بالغلط! 
- هذا إعتقاد والا افتراض؟ 
- لا يمنع هذا من هذا، وترى الأشجار تستغل العواصف للتخلص من غصونها الزائفة! 
انتقلنا لمكتب التحريات لعلهم يجدون حلاً، وبالفعل اتو بالمفتاح الاحتياطي وفتحوا صندوق الأمانة، فوجدت قصاصة من ديوان شعري تقول:
"وليكن ...
بدَّ لي أن أرفض الموت
وأن أحرق دمع الأغنيات الراعفة
وأعرّي شجر الزيتون من كل الغصون الزائفة
فإذا كنت أُغني للفرحْ
خلف أجفان العيون الخائفة
فلأنَّ العاصفة
وعدتني بنبيذ... وبأنخاب جديدة
وبأقواس قزح
ولأن العاصفة
كَنست صوت العصافير البليدة
والغصون المستعارة
عن جذوع الشجرات الواقفة"
لما عرفت النص ضحكت والتفت فإذا ذلك الرث قد تركني ليلملم حاجياته من الكافتريا، وانت طفقت الملم قصاصات الديوان وخرجت لمنزلي وانا اعيد تشغيل هذه القصيدة في السيارة

- استمتعت بالحديث كثيرًا 
أعتقد 💬
وأنت عزيزي؟ 🤗


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق