الجمعة، 18 أغسطس 2017

عندما جمع أشلاؤه للحياة، وانتثر!

يقول علي أحمد سعيد إسبر:
"مَلِكٌ مهيارْ

مَلكٌ والحلْمُ له قصرٌ وحدائقُ نارْ
واليومَ شكاهُ للكلماتْ
صوتٌ ماتْ!"


هو لم يكن ملكاً، لم يتقلد هذا اللقب على كل حال، لكنه كان يحمل تلك الطباع، تبدو جلية واضحة، يأسرك الحضور الاول وأنت في حضرته، لكني كما قلت، لم يتقلد اللقب قط! إنما هي ألقاب أخرى تناولته.

"مَلِكٌ مهيارْ
يحيا في ملكوت الريح
ويملك في أرض الأسرارْ"

المشكل أنه مات، مات في الذاكرة قبل أن يموت على الحقيقية، وكان هو على رأس قاموس التائهين، لم يكن الرقم الأول، لكنه كان رقما صعبا.

كانت الريح تنقل أحاديثه كما تنثر رفاة الموتى، وكأنه شيئا لم يكن .. لم يعش .. لم يمر حتى .. كطيف خيال زار أرضاً ومضى، تاركا أرسرار في أرض الأسرار.

ضيع خيط الأشياء وانطفأت"
نجمة إحساسه وما عثر
حتى إذا صار خطوهُ حجر
"وقورت وجنتاه من ملل

هو أحرق جميع الصفحات، الكتاب باقٍ متواتر، تتناقله الألسن وأحاديث الناس، كعهد قديم لم يصيبه التحريف ولم يتناوله التأويل، إنما كالمجاز، له لبوسات جديدة.

حتى إذا بدى لنا السراب يتبدى، صار كل شيء يتلبد ببرود شديد، ليعيد تشكيل الصورة بإهابها القديم، وكأن من لزوم الأشياء أن تتبدد لتنتهي الأسطورة حولها، عند هذه اللحظة للأبد!

جمع أشلاءه على مهل"

"جمعها للحياة، وانتثر

لملم كل شيء وكأنما يستجمع قواه، تخلص من كل الألقاب الملكية، من الأمير للفارس والنبيل والكونت والقمص والسيد والبارون والدوق والاسبيتاري وحتى المبجل، تركها للحياة وأنتثر أمامي وأمام تلك اللحظة لينتهي كل شيء على مهل، مطويا كل الصحف!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق