الثلاثاء، 8 أغسطس 2017

مايكل كيتون...الممثل الطائر! وصاحب فضيلة غير متوقعة!


لم تمت فيَّ أغانيَّ فما زلت أغني...

كثيرة هي الأعمال التي تتناول سيرة فنية لممثل او مخرج ما، سواء صراحة او بالايحاء او بالاحالة اليها، كما صنع فاندام في فيلمه العظيم الخالد JCVD عام 2008 وحاكم بنفسه تجربته، او كما صنع العظيم تشارلي تشابلن في فيلمه الخالد "أضواء المسرح" عام 1952 عندما مثل شخصية ممثل مسرحي عتيق، يريد ان يقدم اخر درو في حياته ويخلد بعدها لموده، ويخلد في وجدان الناس، كان تشابلن يتكلم عن مسيرته وحياته من خلال هذه الحكاية وشخصية هذا الممثل التي أداها، وكانه يقول:"انا هنا مثله، وانتهي مثله".

كذلك هنالك من الممثلين من يبحث عن دور او فيلم، لا ليغير من مسيرته المهنية كنجم شباك تذاكر، وممثل جالب للمال للمنتجين، بل يريد ان يدخل في دور مختلف وتجربة مختلفة ليصنع لنفسه شيء مختلف، كما صنع فان ديزل مثلا في فيلمه الرهيب ودوره الرائع مع الراحل سيدني لوميت في فيلم "ستجدني مذنباً" عام 2006، قال عن دوره هذا:"هو ليس تغيير مي مسيرتي بقدر ما اريد ان اجرب شيء مختلف"، كما يصنع احيانا كولين فاريل الممثل الايرلندي عندما يراوح بين افلام لها بعدها الفكري او الجمالي بعيدا عن خطه المعتاد مع افلام الاكشن والحركة، كما صنع في فيلمي "في بروج" و "انقاد السيد بانكس" تشعر انه يريد من خلال مثل هذه الادوار والافلام انه يريد تجربة اداوته الاخرى كممثل لكي يخرج بشيء خالد في تجربته الفنية.

مايكل كيتن صنع مزاوجة بين القصتين المذكوره اعلاه، فهو يمثل دور ممثل شباك تذاكر صاحب سلسلة لبطل قصص مصورة (كوميكس) يدعى الرجل الطائر، لكن هذا الهاجس الذي يحاصره، انه هو ممثل بالدرجة الاولى وقبل كل شيء، يؤرقه وكأنه قدر محتوم، زواج كاثوليكي غير قابل للفصام، يريد ان يخرج ويأخذ دور بطولة في مسرحية من تأليفه يؤديها في مسرح برودواي الشهير، وكان هذا الممثل يريد الفصام عن تاريخه القديم ويقدم دورا خالدا يجمل مسيرته الفنية، وكانه يحاكم نفسه ومرحلته القديمة عندما يخلو مع نفسه المثقلة حول ماضيه.

مايكل كيتن نفسه وكانه يقدم ذاته امام هذه الشخصية انها هو، هو الذي اختفى بعد مرور وقت طويل، الممثل الذي ادى دور بطل كوميكس الذي هو الرجل الواطواط فيما مضى، ثم بعد مدة اختفى عن الانظار ليعود ليحكي حكاية ممثل صاحب سلسلة يريد الفكاك منها، كانه شعر ان النص المكتوب يمثله، ويريد من الجمهور ان يحيل قصة حكاية هذا الممثل الطائر الى حكايته هو، وكانه يقول: "انا الممثل الطائر! مايكل كيتن: الرجل الطائر"

مايكل كيتن يتكلم بلسان حاله عن طريق تأديه دور لمسيرة ممثل تشبهه، فاختلط الشخصي بالعام، فتماهيا لدرجة ان الفصل يحتاج يد جراح خبيرة وعين حذقه، لتعبر امامك شخوص لممثلين كثر، صنعوا لانفسهم مثل هذه الحالة، حالة الكفاح للحظة للخلود في تاريخ السينما مهما كان تاريخي السابق او التالي، ككفاح سيلفيستر ستالون مع روكي، فكتب القصة واخرجها وقام ببطولتها، وكان روكي هذا هو سيلفستر الايطالي الذي يريد ان يكون ممثلا ليسرد قصته عن طريق قصة كفاح ملاكم، ليكون روكي-ستالون هو الباقي بالرغم من كل اعمال سيلفستر التي تلته، وجد اللحظة التي يطلبها للخلود، فهل كيتن بهذا الفيلم وجد لحظته؟

رمزية الطير، والطيران كناية عن الفكاك من ذلك الارتباط بسلسلة بطل خارق يدعى رجل طائر، جعلت من مايكل كيتن-ريجان طومسون ينفك عن كل شيء وكانه في مشهد المسرحية الاخير بالذخيرة الحية، وجد اللحظة التي جعلته مثل روكي-ستالون، فطار ممثلنا الطائر ليلتقطها بوجهه الجديد وان بدى منهكا من عملية فصد شديدة الوطأة.

سميت عملية الفصد هذه:"الفضيلة غير المتوقة للجهل"
في اشارة لفيلم كيوبريك الخالد:"دكتور سترونجلاف او كيف تعلمت ان اتوقف عن القلق وان احب القنبلة" وكان ستالي كيوبريك بهذا الفيلم وجد لحظة خلوده كمخرج خالد!

حرر في 13 ديسمبر 2015
الموافق 2 ربيع الأول 1437
الأحد..الساعة 01:41 مساء
المكان: مقر عملي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق