السبت، 12 أغسطس 2017

ما وراء ليالي فارس الظلام - رسائل سردية!

جعبة للزاد..وجعبة للرصاص..
يدٌ للعطاء ويدٌ للأخذ..
قلبٌ واحدٌ لا يحيا ولا يموت..
يدٌ واحدةٌ لا تعطي ولا تأخذ.. أوجاعٌ كثيرةٌ تصنعُ الإنسان..

ككل بطل في التاريخ، صورة قشرية متماسكة كزجاجة تنتظر سقوط البرد كي يحطمها،
 ولم لا؛ فخلف كل صورة الكثير من الحكايا الخفية.
فارس الظلام هو يحارب مخاوفه، ليس مخاوف الوطواط الذي كان يهاجمه وهو في غياهب الجب، لا بل هي مخاوف نفسه الأمارة، وبم تأمره؟

أن يبقى منتشياً سعيداً من حالة الفوضى وإن كان يقوم بجانب الخير فيها؛ بلى كل الأبطال من هذا النوع يجدون أنفسهم قد وصلوا لمرحلة لا يستطيعون أن ينفكوا من هذه الحالة الرمزية في بطولتهم الا بالموت؛ لم؟ لانهم في داخلهم يستمتعون بالحالة التي يقومون بها، شيءٌ ما في داخلهم وان بدا صغيراً الا انه يتغذى على هذه الحالة، فما إن يستيقظ ضميره الا على جذوة نار فكرة الموت للخلاص الأبدي من كل هذا وللأبد!
الطرفة ليست هنا، بل في اعداء فارس الظلام الذين عرفوا هذه الحقيقة في داخله، فهم لا يستمتعون بالهروب من محبسهم الا بقدر استمتاعهم بالقبض عليهم من جديد؛ حتى تستمر حلقة تغذية النطفة الصغيرة في روح البطل انه حتى هذه اللحظة وهم في حاجته، واذا اختفى المجرمون لن يعود احد في حاجته!
البطل هنا في الحقيقة تغلب على كل شيء: الخوف .. الرعب .. وكل المترادفات ولم تبقى الا الإثارة! إثارة ان تكون مثلهم في الوحشية لكن في الجانب الأخر الذي نحبه، ولهذا فقط انت بطل في اعيننا ونقبل وحشيتك!
فإذا بلغ ذروة الإثارة هذه فهو لا ينفك عن ايهاب شخصيته الجديدة حتى ينسلخ من القديمة تماماً، وهنا تنبع فكرة الخلاص من كل الثارات فيكون الهروب من دنيا البطولة القشرية خلاصاً ابدياً!
وأي خلاص، فهو خلاص قشري مزيف كبطولة قشرية تقلبت في غياهب الظلمات، فهو رحل، لكنه في قرارة نفسه اصطنع الرحيل ظناً منه انه الخلاص، لكنه في قرارة نفسه ارادها خلاصاً لحقبة ما ليبتدئ صفحات جديدة، وهنا يظل الصوت في داخله ينبض بالبطولة التي يغذي فيها خيلاء بطل عاش في عيون الناس فيما مضى، فهو ليس خلاصاً بقدر ما هو انسحاب حتى حين ... حتى حين ...


كتبت في الثالث من جولاي-تموز 2015

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق