الاثنين، 25 مارس 2013

رعدُ العملاق سوف يعود !





إهداء إلى عامر الدريهم (  )



رعدُ العملاق سوف يعود
يجدد الأمنيات
يحمي الأرض والبحار من كل الأخطار
في السهول والجبال ينشر السلام
رعدُ العملاق لكم يقول ... لكم يا أطفال:
" في السلام والمحبة نسعد الأوطان "



بلى!
نسعد الأوطان!
وتلك الأوطان هي نفوسنا التي تكبر فيها طفولتنا التي ما فتئت أن تُقتل كل برهةٍ في عبث اليوم الذي يتلهى بنا!

صدقاً لم أتصور أنني سأحب رعد العملاق حباً جماً!
أتذكر عندما كنتُ صغيراً - وما زلت - إذا نظرت له مع شاشة ما كُنا نسميه تلفازاً يعجبني أنه يحمل اسمي، اسمي الذي لا يتكرر مثله تماماً...، كسورةٍ واحدةٍ في القرآن..، كصوتٍ واحدٍ يصدحُ مع الغيث،
رعدُ القوي .. رعدُ الشجاع .. يضرب الأعداء!
كان اسمي فقط!
ولم يكن شيئاً غير ذلك!
وأنا؟
من أنا؟

كَبِرَ الرعدُ وصار عملاقاً، وكُنتُ أنا ذلك الطفلَ الذي يحمل حقيبته خلف الرعد يمشي وراه قائلا: " لا تذهب ... لا تذهب ... سوف تعود! سوف تعود! لابد أن تعود! "
قد رَحَلَ عني ذلك الرعد، وبقيت أنا هنا أتذكر ذلك الرعد الذي كان معي - أو بالأحرى - كان داخلي!
أين أنت؟
بربك أجبني؟
أ تسمعني ؟
لكنه ذهب! وتركني هنا لوحدي أواسي وحدتي الغريبة عني!
لا أدري أ كُنتُ أنا ذلك الذي كان يرى في ذلك الرعد شبيهه في التفرد والوحدة في آن معاً؟!
صدقاً؟ لا أدري!

بعد مضي كُل تلك السنوات شعرت بالوحشة؛ وكيف لا وأنا سير على الهداية من غير هدى، وكأن شيئاً مني بدأ يضمحل، هذه الدنيا تغيرت علي ولم أعد أعرفها ولم تعرفني؛ فقط الأرض التي أسير عليها تذكرني بأنني أنا هو أنا ولا شيء غير ذلك!
بلى! عرفت الآن أين أستقر رعدٌ بعيداً عيني!


أتاني .. سلّم علّي .. وقال لي: " سأذهب لبلاد الشمس حيث تشرق شمس كل يوم جديد تذكر بذلك الدفء الذي بدأنا نفقده مع مرور الأيام فينا تنخر أرواحنا ... إن أردت شيئاً .. فقط .. راسلني! "
فقط ..
فقط ..
هه! كان هذا الـ فقط عظيماً!

عاد إلي بعد أن غربت الشمس، مد يده وقال: " هذه لك "

مددت يدي .. سحبت الصندوق .. فضحكت ضحكاتٍ مختلطة بمشاعر عدة .. بمجرد أن وقعت عيني على الصندوق .. أخيراً وجدت رعد!

الله!
يا ذكريات الطفولة قد صرتي منّي بعيدة
عمراً قضيتُ فصوله خريفاً لم تُربع دنياه

يا قلبي المشتاق .. نم في ندى الأوراق!

شرعت بشيءٍ غائر في نفسي تحرك ليعيد إلي ذلك الطفل وذلك الرعد الذين كانا سويتا لم يفترقا بسبب دنيا زائلة زائفة!

 الهدية معنى قبل أن تكون شيئاً محسوساً!
من لم يعرف المعاني .. لن يعرف كيف يهدي!

الهدية شعور قبل ان تكون عطيةٌ!

الهدية إحساس!

وهذه الكلمات التي تحاول عبثا أن تبوح ترجو أحرفها أن تكون أهداءً يليق بمن أعاد رعد العملاق لـ رعد!

أشكرك!

~ تمت ~


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق