الثلاثاء، 12 مارس 2013

حكاية #تويتات_بعد_منتصف_الليل



قل لمن يسبح فوق البحر هل يعرف عمقه؟

قد كان منذ الوقت الذي كان
كان يفعل ما يحلو له
مثلي تماماً .... أو ربما كنت مثله!

لكن لا يهم؛ لأنه منذ فجر ذلك الوقت كان كلاً منّا يفعل ما يهمه ويمارس ما يعشق!
ثم أتانا سامرٌ يسامرنا ليلنا الطويل الذي يتمطى كما لو كان نمراً هَرِماً.

كان هو يزوره الأرق دائما يتلاعب به بالرغم من جبروت العمل الطويل حتى توشك ساعته أن تلتهم روحه، كان يعود للبيت .. غرفته .. سريره .. ويهمهم ويتمتم كما لو ان كاهناً، وتؤرقه ساعة هاتفه المحمول، ما إن يضطجع على سريره في محاولة منه لإغواء النوم، حتى يصفعه النوم بسلطانه قائلاً له:" كن رجلاً " فيتحسس خده وينظر للنوم قائلاً:" هذه سكرة العمر العجيبة كلاً يحلم بها، فدعني أنظر راحتي منك إليك أُرَوحُ بها من سلطانك عن نفسي! "
فيهجره النوم حتى قبيل ساعات النهار الأولى، فإذا قرر أن ينفض يديه من الدنيا منتهياً أتاه النوم مداعباً إياه، لكنه يهزأ به ويتجه إلى عمله.

كان يعتقد أنه مناضل بلا عنوان أو توصيف، هه! لم يعلم المسكين أننا كثر هنا!
مناضلون بلا عنوان وفي أي مكان!

جزءاً من عمري ألقى في مسمعه أنني كنت إن أردت الأكل أصنع من معجون الطماطم الحلوة بُحيرةً كبُحيرةِ بجعٍ حتى استمتع بأكل شرائح اللحم، فقال له:" يجب أن أتعرف على هذا المريض ههههه ! "

وظل ينضل نضالاً سرمدياً عبثياً كنشاطٍ سيزيفي لا منتهي مع النوم، يحاول السير والسير حتى المنتهى ليفك قيد البطل الأسير، تلك الروح العامرة التي في داخله والتي تصمم على أن تقوم بكل شيء وفق معطياتها هي لا معطيات كل الظروف القاهرة التي تشبه قاهرة مصر!

ذات ليلة كان الذي كان، وكأنه أمر دبر بليل؛ مؤامرة؟ ليس بعد! لكنه قد كان.
وجدته يسجل الوقت!  ... 00:00 // 00:01 // 00:10 ... وكأنه يقول:" و مرّ مر وإنتهى لا تلتفت لما ذهب هذا المساء فرحةٌ وراحةٌ بعد التعب "
أقتحمت عليه قائلاً:" هاي هو .. هاي هو .. من شغلنا راجعين ...، ع البيت سوا رايحين "
عندها زارني سامرٌ الذي كنّتُ أحدثكم عنه!

وأطلنا السهر حتى مع أبا خليل الذي توحد مع ثاني أكسيد الهيدروجين.
كان يزرونا بين الفينة والأخرى، يحاول التخفيف عنّا، لكن هيهات!

سامر بقي عندي ومَكَثَ، والأرق جافى روحه العامرة ليرعد في روحي الفتية، ويبقى سامر يتردد بيننا، يقضي اول الليل معه ويسمر معي حتى الصباح!

لكنه ألهمني الفكرة! حتى غدت جزءاً مني وغدوت جزءاً منها وإن لم تكن ملكي فهي له بطبيعة الحال!

صار الأمر مع الوقت كمن يَفلُّ جريدةً محاولاً تعرف ما فيها بلا طائل، قراءة فارغة بلا معنى، حتى السؤال بلا صوت يخبرك أين أنت؟ لكن سكوت السؤال عن الاسم يكون الخيار الأمثل أمام هذه الجريدة البيضاء أمامك!
كشمس آب عبر الجسر في الصباح بخفّةٍ على أضلعي الممتدة، لأنه في سالف الزمان عبر على أضلعه أناسٌ كُثر، من دهاليز شرق مدينتا التي كأمعاء الأخطبوط، نحاول أن نرسم فجراً جديداً لهذا الدهليز، كما لو كان رياض شرارة يعلق على حكاية حصننا الذي نحاول اقتحامه.

الأضلع هذه كانت كما الخنادق، وكلماتنا التي نكتزها داخلها تغدو رصاصاً لبنادق موقوتة، كالقصف العشوائي تدرك أحيانا من تصيب وأحياناً لا.

مع مرور الوقت .... سامر فارقني، وصرخ فيني الأرق، وجافانا سامراً!

مضى ملهمي يعمّر أيامه بالنوم العميق، وأنا أتلو صلواتي على نفسي الباكية، رباه!
فقررت أن أهجر زاويتنا التي كنّا نتعبد فيها، وجدت نفسي استقر بين الرافدين، أتذكر بابل والأيام الخوالي لأولائلك الثموديين الذين حاولوا الكفاح بعد العذاب الربّاني، لكنهم أنقرضوا!

لكني ورفيقي لم ننقرض!

بعد رحلة طويلة من آشور إلى أشبيلية، وجدت نفسي أمام إثنين، أحدهما دخل على ماضيَّ من حاضري، ورفيقه التليد بعنفوان الشباب ذكرني بأحدهم عندما كان مثله، لكنه تلاشى ولم يبقى منه إلا ذكراه!
قالا لي:" نحن كلينا كأحدهم الذي أسس لكيان ليس مثله شيء مجاور له شبيهٌ به في شبه الجزيرة، إلا أننا نختلف في أصل النشأة القديم، نقول لك أن هرطقاتك كانت تروق لنا، لو جعلت من زاويتك التي تتعبد بها محراباً تجمع فيه من دواوينك ما تحاول ان يُوَثقُ عبر الزمن ولو قليلاً، ونحن كنّا ولا زلنا نقرأ مما تنثر هنا بين الفينة والأخرى من هرطقات "
قلت:" هرطقاتي ليست لي؛  لكن أروح عن نفسي وعنه، لكنه تركني وحيداً أصنع القهوة ووحيداً أشربها، كم اشتاق لتلك الأيام التي كنّا نعيث فيها فساداً ابتدعناه بعيداً عن ظل وعّاظ السلطة الأبوية المقيتة التي تدعي معرفة السماء! لكن ربما تكونان على حق"

فشرعت في عمل المحراب، وقلت له ما إن أنتهي منه، أريدك أن تجعله عامراً بصلواتك وتراتيلك يا رفيق، ولن يضيق بك المدى، فبح بما تشاء.

وشرعت حتى بلغت المسألة التي تهرّب منها بذكاء الثعلب وجلس يرقبني، فقفز علي أحدهم لقتل الزهور التي لونتها دمائي التي فككت وثاقها، زاعماً أن هذا المحراب لم يعد مجدياً، لا يجد من يرتادونه ولا مريدين لمن يبوحون به، فأهجره ودعه كمسجد ضرار شاهد على الأيام والعصر وتلك الأيام التي تظن أنك صنعت شيئاً من ورائها!

فغربت الشمس!

انتظرت حتى استجمع قواي في لعبة الموت، فاستلقيت على قبرٍ بجانب نخلةٍ وغمست أصبعي في جرحي، وشرعت بالكتابة:

 " شمسٌ تغيب وأخرى تُشرق واللذي يزدهر اليوم قد يندثر يوماً ما، ما علينا الا أن نستحم في دِفئ شمسِ اليوم

سأظل أكتب في هذا الهاشتاق حتى لو يتلى عليه صلوات الموت! هي احدى طرق التعبير لدي، وأحدى جدارياتي على لوحات عامر الدريهم.

كل ما فعلته انا هو انني وضفت حالات السهر والسمر لعامر الدريهم عن طريقه ليصير مع الوقت بعضا مني! هذا الهتشتاق باقٍ، و بصرف النظر عن أي شيء!  ما افرزه هنا ليس لي وإن كان مني

ليس أحجية!  هي شيء جميعنا نتشاركه بظروف مختلفة!

قد أبدو معتوها أو أبدو غبيا!  لكن هذا لا يضيرني البتة!  فالجنون احيانا هو اسمى معاني العقل! فدعوني بأختلالي وأذكروا موت الكاتب!  النص باقٍ والرعد يسبح بحمده وانا بينكم أرجو أن أكون ضيفا خفيف الظل! وتكون ليالينا عامرة بكم.

و مرّ مر وإنتهى لا تلتفت لما ذهب هذا المساء فرحةٌ وراحةٌ بعد التعب! "

هذا حسنٌ حتى الآن ... ،،



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق