السبت، 10 سبتمبر 2022

وان راوند وَ تَمِيزْ سوبر خان!

 وان راوند وَ تَمِيزْ سوبر خان!



منذ دخول شهر آب اللهاب، وصار لدينا عادة شبه اسبوعية، أن يتخلل فطور يوم السبت، قرص الخبز الأفغاني التقليدي أو كما يعرف شعبيا بالتَمِيزْ!


كل فجر سبت، أخرج بعد الصلاة مشيا للفوال، في الطريق، أمر على ثلاث قطط، احدهم ذكر المنطقة الذي بال في هذا المربع اعلانا منه عن توتر العلاقات مع الذكر الآخر الذي يحوم في حاويات القمامة بحثا عن حل!


بعد تجاوزهم، أمر بجانب محل ألعاب شبكات اسمه "وان راوند1" أي جولة واحدة! يتجمع فيه مجموعة من المراهقين الليليين قبل ان يتناقصوا مع شعشعة نور الصباح، كل الالعاب عبارة عن ألعاب سيارات، مثل جراند توريزمو وفورزا وما شابهها، ولهذا تتكاثر هنا رسائل مورس للدرباوية، اذ يتخلل الرسالة بقايا علب حمضيات متروكة، وأعقاب سجائر مدعوسة!


واذا تجاوزت المحل، أجد أمام الحلاق كرسي قديم متهتك، يجلس فيه عاشق ولهان يبحث في كلمات يرسلها إلى گرتشين، لدرجة أنه يطرق برأسه لعل الكلمات تنهمر، ثم يغلق السناب شات عند مروري بجانبه، وينسى أن يرد السلام!


ثم نأتي للفوال، الذي أصل إليه في تمام الخامسة، بعد تجاوز مظاهر الحياة الفطرية هذه، لأدخل فأجد باكستاني واقفا أمام التنور، ممسكا بالحديدين الاسطوريتين الخاصتين بجلب خيرات التنور للجياع في محل الفوال، وهنالك فتحة بين مكان المخبز وبقية الفوال ينظر منها بنغلاديشي نظرات كلها شزر للباكستاني ينتظر فيها التَمِيزْ الخاص باصحاب الطلب المحلي.

هذه العلاقة لو توترت بين الباكستاني والبنغلاديشي، لسبب بازمة غذاء داخل المحل قد تؤدي باليماني صاحب الجرة بأزمة قلبية!

المهم أني رميت ريالين حديد في الصندوق الكرتوني ولم أقل الا كلمة واحدة:

"واحد بسكوت!"

ثم ثنيتها:

"خله يتقمر"

ويتقمر لغير الناطقية بالمحكية النجدية:

"جعل الخبر مقرمشا ويكسوه بعض السواد الكربوني، وبه بعض الانتفاخات المتميزة من شدة الحرارة!

المهم ان الباكستاني هز رأسه بالموافقة، وما زال يقلب الحديدتين، والبنغلاديشي ما زال ينظر، وانا انظر لهما بترقب!

ثم فجأة، يخرج من التنور ابريق أصفر قد اسودّت جوانبه وتقشر مقبضه، وفار!

أنه كرك!

تشاي كرك!

ووضع الأبريق بجانب التنور، ودخل يجلب العجين ليفرده أمامي وضعه في التنور، وأنا أضحك من عظمة مزاج الباكستاني، وتأفف الينغلاديشي الذي ما زال ينتظر!

ثم اخرجها وقال:

"هازا كويس؟"

قلت: "أيه! هات كيس ورق!"

ووضعته فيها، وعدت من طريقي وانا اقضم في كل خطوة قضمة منه وانا افكر في هذا النص!

دخلت لبيتي وأنا مبتسم وأقول لأهل بيتي:

"لا يفوتس التَمِيزْ! مقمر! وسوبر خان مسخن شاهيه جوا"

ردت:

"وش الهرجة!"

فكحيت لها ما حكيت لكم!



تمت في العاشر من أيلول ٢٠٢٢ الموافق الرابع عشر من صفر ١٤٤٤ يوم سبت الساعة السادسة والنصف صباحا


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق