الخميس، 8 سبتمبر 2022

عندما فُقِدَ الوعي

 

حدثت هذه الحكاية في نهاية صيف السنة الثانية بعد فايروس كورونا، كانت الجوع والعطش والملل وتدمير النكات وتفجير الملصقات الواتسابيه والشرهات قد بدأت تفتك بمجموعتين من الشباب المسلم المبارك، وسنرمز للمجموعتين بالملعونون بالوعي والمتخاذلون!
حتى قرر أحد الرفاق المشتركين بين المجموعتين، وهو المبشر بتفاحة آدم الإلكترونية، أن يصور نفسه وهو على عرش الزوجية ليقول لنا: عقدت قراني!
ونحن لم نكذب الخبر، الحقيقة اننا نبحث عن أي فعالية للاحتفال: عيد ميلاد، تخرج، قبول بوظيفة، العودة من سفر، اي شيء! المهم نجتمع لنحتفل، لينتهي الاحتفال بالتحليق في عالم موازي عن مآلات الماضي وآفاق المستقبل!
فكان السادس والعشرين من آب الجمعة هو موعد اللقاء، الحقيقة كان هنالك تجلي لمجموعة من الرفاق المنعوتين "بالزلايب" ترافق مع خذلان مبين!
ولم تكن كعادتنا المباركة في توزيع اتهامات عدم الحضور، الكل أكد هذه المرة، الا زلابة واحد ومتخاذل اخر، تخاذل في اللحظة الأخيرة!
بالنسبة للزلابة الاول، غني عن التعريف، المشعوذ النحيس (لمزيد من المعلومات، انتظر للمدونة، صفحة: لعنة الوعي!)
أما المتخاذل في اللحظة الأخيرة، كان أحد المبشرين الثلاثة في مجموعة الملعونون بالوعي، هو مبشر سوني!
وكونه تخاذل، هذا يجعلنا في حلٍ من الحديث عنه، والحقيقة، يكفي حضور مبشري آبل ومايكروسوفت، ستكون جرعة تبشير كافية!
كان يوما صباحه بارد ابتدأ بتخاذل من صاحب شنطة العلوم، ونتوقف هنا قليلاً ...

... جزء من النص مفقود ...
على طريقة الهواتف المحمولة قديما ،،
ليس مفقوداً حقيقةً، إنما فُقِدَ!

أما صاحب الشنطة، شنطة العلوم طبعا  فبعد انتهاء موسم الهجرة إلى الشمال، واستقر، ترك كل شيء الا هذه الشنطة، وصارت ملجأ كل من يريد معرفة آليات التواصل المجتمعية، إذ لديها تأثير سحري مثل الهاكي الملكي الونبيسي.
المهم أنه في ذلك اليوم البارد تخاذل، تخاذل عن وجبة الأفطار المقدسة لدى السيد رازييل (لمزيد من المعلومات، أنظر للمدونة، صفحة: لعنة الوعي!)، بالنسبة لرازييل فهي تضاف لقائمة من التخاذلات التي حدثت مؤخرا، المهم أن العملية قد تمت، ثم انطلق لجلب ما تبقى، من احتياجات، وأكد على السيد تشيرمان (لمزيد من المعلومات، أنظر للمدونة، صفحة: لعنة الوعي!) ان يجلب الكثير والكثير من صلصلة "الطحينة" ، وخلال السعي المضي للبحث عن "شطة كريستال" انتهى كل شيء تقريبا في الساعة العاشرة صباحا، كانت الشمس ساخنة جدا، وتستعد لطبخ بقية احداث اليوم!
وقبل الاستمرار في سرد بقية الحكاية، يجب التعريف ببقية الشخوص الجدد، فبالإضافة للملعونون بالوعي، كان من ضمن الحضور:
السيد: بيدرو، متخصص في جدولة كل المشاريع الترفيهية، التي غالبا تبوء بالفشل، ثم يأتي متململاً، لمشاريع ترفيهية تاليه، يتفجأ أنها تحضى باستحسان الجميع.
تقول الأسطورة: ما من طبق طعام يوضع أمامه الا ويختفي، وله في هذه المنقبة نظائر.
اما التالي فهو السيد: الاستاذ ابن الرومي، كسحابة صيف محملة بالمطر، لكنها تمطر في اوقات من اليوم لا يكون السكان مستعدين لهذا المطر، وبالتالي يغرق جميع المتخاذلين في بحر من الأفكار يُعاد فيه تجميع الصورة.
تقول الأسطورة: أنه بعد الساعة الثانية من فجر اليوم التالي، يبدأ بالتحدث بالألمانية القديمة، يعينه عليها رازييل والمطوع، وذلك القابع مؤقتا في الجزء البريطانية الباردة!
اما الإثنين الآخرين، هما اثنان من الزلايب الذين حصلا على تراخيص حضور مبكرة، الأول فمع تقدم الزمن يستمر في النحافة حتى يتضائل الا من انفه وشاربه، والثاني يتقدم بالسن بطريقة اسوأ من سوليد سنيك، حتى فقدنا احساس العمر معه، فضلا عن كونه مبشر مايكروسوفت.
تقول الاسطورة عنهما: أن الأول سيختفي من فرط نحافته، والثاني أنه أعاد تشكيل اللغة اليابانية باضافة واو اخر كل كلمة عربية، وصارت لهجة عامرة داخل الأرخبيل الياباني!
ثم نأتي لزعيم الزلايب: أخلاق- Less! مواطن المعلم، اعني انهما ينتميان لنفس الولاية، باختصار: للتزليب عنوان! يستطيع بغمضة عين تدمير اي شيء بهي في عينيك، ولعل الشعب يتذكر كمية الملح التي نثرها على كل الخيول في انحاء المعمورة (لمزيد من المعلومات عنه وعن المعلم، أنظر للمدونة، صفحة: لعنة الوعي!)
وأخيرا: مدير مصنع Moonshine! كيميائي من الطراز الرفيع، يستطيع تحويل أي سائل الى مشروب قابل للشرب ذو نكهة رنانة ورائحة نفاثة، وبالرغم من أنه يشارك جميع المقادير الخاصة بهذه المشاريب، وتستطيع أن تعدها منزلياً، الا أن طعمها من يديه له شأن آخر.
تقول الأسطورة: أنه يستطيع تحويل الماء العادي إلى شاهي بارد معتق بإضافة مكون واحد فقط، والقليل من الثلج، لا بأس به!
هؤلاء هم الابطال الجدد في هذه الحكاية!
وهنا اضع قلم الرصانة جانباً، وأجلب القلم الآخر.
يوم اكتمل جمعنا، بدت الطعة لما قال كنتارو تشان(لمزيد من المعلومات، أنظر للمدونة، صفحة: لعنة الوعي!) لرازييل: اشوفك خبصت القروبين!
قال: ايه، امانة الاقتراح كان بدايته من بيدرو والمعلم ...
وهنا نقز المعلم وقال: وش دخلني!
رد عليه: فكرة اللمة هذه!
- شلون؟
- انه كيف بدت .... بعدين اقولك!
- لا قل!
- خلاص ياخي خلها لا تعشينا!

قال التشيرمان: ايش هذا كان بينكبنا!
رد رازييل: شفت شلون، لازم بنموت من بلاغة الشف!

كان من ضمن الجايين، اخوان كلا من:
راعي شنطة العلوم، والمطوع.
الأول اخوه الكبير حاول يلم الموضوع، لكن الثاني تم اكتشاف انه كروجي كبير ومخضرم كمان!
وخلال هذا الحديث، جاء شعور عند أخلاق- Less وكأننا في مجاعة في أفريقيا، أن عدد الكولا الربع هذه ما راح تكفي، وجلسوا نص ساعة، يقولون أن العدد زين وبيشرب، ويوم شاف انه مافي فايدة من النقاش، طلع جواله وجلس يبحث في موقع فور تشان!
بعدين صوت المجموعة بدأ يطلع، ويزيد صهلله مع ازدياد جرعة السكريات الي تعاطوها، هذا غير ترامس القهوة الثلاثة الي قاعدة تدور كنها مبخرة عرس.
ولأن المطوع -مع اخوه- راحوا يزورون أعمامهم في مكان جوار البقعة الي تجمعوا فيها، فاتتهم فقرة مهمة: لحظة وصول العشاء!
جاء سواق المطعم اليمني، وطلع له رازييل والتشيرمان، وقف وفتح الباب حق الفان وناظرنا ...
جلسوا يناظرونه ....
- مالكم؟
- منت منزله! - قال التشيرمان!
- انتم شلوه!
- طب عاونا! - صاح التشيرمان!
وهم ينزلونه، سأل رازييل: وين كرتون المويه الثاني؟
قال السواق: فيه زبون قبلكم، قال انتم وعدتوني بكرتون مويه وشله!
رازييل: شله! الله يشلك ويشل توصيلاتك!
قضت المهاترات الحين ونزلت الصحون وتصبصبت الطحينة وتوزعت البباسي - تراها كولا بس يلا - والشطات، وجلسوا، وعلموا عريس أبل، أن هالعشاء من المجموعة المخبوصه علشانه، وهنا التفت رازييل للمعلم وقال: ارتحت الحين!
وتناولوا طعامهم بكل اريحية وحب وناسه، ثم خروا صرعى، في مجلس البقعة، متسدحين قدام المكيف، كلن يقول: بس دقايق ناخذ لحظتنا!
لكن اللحظة امتدت من الساعة حدعش بالليل لين ثنتين ونص الفجر!
مافي شيء ما شربوه،ا الكيميائي راعي المونشاين، سوالهم خلطات بكذا سيرب -كذا هنا غير معلومة لان احد الحاضرين لم تسعفه الذاكرة بنوع المكونات- هذا غير إن مبشر أبل جايب شاهي بارد رمان وخوخ وحتى كركديه!
الكركديه هذا لحاله اسمه يخليك تحس بالخطر، ناهيك عن لونه الأحمر!
ويوم خلصوا من هذا كله وتبادلوا فضايح كل واحد وكبوا العشاء، وصارت الساعة ثنعش، جاء دور نبيذ الكاميليا: شاهي الحبق!
يقول التشيرمان: فيه شنطة برا فيها ترمسين شاهي، وفعلا راح وجاب ترمسين شاهي، وفجأة تحولت كل سواليفهم الى +١٨ لدرجة انها صعب أن تُروى، لأنها مثل بعض أفلام المهرجانات: بث لمرة واحدة!
وكل ما خلص ترمس، راح واحد لشنطة التشيرمان، وجاب ترمس جديد، كانه فيه احد داخل الشنطة يعد الترمس ويمده للقادم التالي، فلما خلصت الترامس كلها وصارت الساعة ثنتين، قال رازييل: مافي شاهي؟
قال التشيرمان: فيه واحد برا! بكل ثقة قالها!
خرج وجاب الترمس وحطه، وهنا ابديت ملاحظة في غاية العمق والسريالية من الاستاذ ابن الرومي:
قال: يا الله! وش كمية الشاهي هذه! كل شوي ترمس شاهي طالع من العدم!
وفعلاً كان هذا رقم سبعة الي يقحنونه! ولو خلص وراح للشنطة، كان لقا ترمس جديد جاهز للقحن!
جربوا كل الانواع، حار، بارد، حبق، خوخ، قرفة، زعتر، الي يجي ببالك عزيزي القارئ، لدرجة أن بطونهم مصدومة، وعقولهم لا تستطيع تدرك حقيقة ما يحدث الان!
هنا أطلق المعلم مقولة مقولاته التي دوما يخلدها التاريخ!
قال:
الجمعة القادمة
اسم التجمع سيتغير
من
( استراحة لعنة الوعي والهروب من الخذلان )
إلى
( استراحة *فقد* الوعي ولا تيأس فثمة خيبات أمل جديدة)

ثم صدحت في الأفق الأغنية التالية:


Two cigarettes in an ashtray

My love and I in a small cafe

Then a stranger came along

And everything went wrong

Now there's three cigarettes in the ashtray (In the ashtray)


تمت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق