الأحد، 4 سبتمبر 2022

قُبعة ساحر حُبلى بالرؤى



هل يُدوي الإلهام عالياً كمدفع يرمي في الآفاق؟

صاح مدفعٌ في الآفاق ...
وصاح جُنديّ الإبداع بمعيتي ...


كنت في مكتبي بعد ان انهيت دوامي في ايام عيد الأضحى، وجائتي الهام في أول يوم عمل بعد الإجازة، الإجازة التي لم آخذها، كعادة عملي الكريمة، أتتني إلهام تغني:
" هذا حديث الزمان .. بديع في فدائه ... فريدٌ بين الفرسان  .. كأنه خيال "
قلت لها: " يا ذكريات الطفولة أخذتيني بعيدا .. "

رأيتها أمامي، تداعب شعرها الأسود وهي تتغنى بي وكأنها تغني لمسقط رأس الفكرة، كانت عيناها تسحرني، تذكرني بذلك الطفل الذي يذهب يجمع اشرطة الفديو ليسجل تلك الأعمال من التلفزيون السعودي، قبل أن يبدأ اذان المغرب مؤذنا بإنها فترة الكارتون وانهاء حياتي مرحليا، لأني سأخلد للنوم، لأذهب للمدرسة!

"من أجل الناس، لكل الناس! من أجل الخير لكل الناس!"
"أي ناس؟"
"أصدقائك، أحمر، أزرق، أسود، أخضر!"
"أها، أقلامي!"

لم أتوقع يوماً انها ستحظرهم لي مرة أخرى، لكن بعد كل تلك السنين، منذ عام الثمانينات دخلت المدرسة!
خرجت منها مولوداً يبدو يافعا، لفظته المدارس!
تلقفتني الجامعة بكل قبح!
زارني هاجس، وهجرتني إلهام!
 هذا الهاجس كان يسمعني كل الأفكار التي قد تخرج من" إضراب لطلاب المدارس "، فكرت قليلاً فأضربت الجامعة!
الهاجس ساعدني، جعلني افكر، قال لي:" لا تفق .. ولا تنحني إلا للريح .. كن كأغصان الشجر التي تميل مع الريح ولا تنكسر .. ولا تترك كفيك بلا شمس؛ حتى لا تغدو شاحبا كالقمر ! "
خرجت من الجامعة بعد مخاضٍ عسير، فلقت الآن فقط أنا استحق إجازة!
بعد الإجازة كنت اتخبط في يأسي وكبريائي كنت ولا زلت احاول ... بدأ يغادرني يغادرني هذا الهاجس لكن ليس للأبد، تعرفت على عوالم جديدة له اخذني معها وقبض علي بها!
لبست شماغي وعقالي على رأسي وخرجت، وجدت كرسيان وطاولة على قارعة الطريق فجلست افكر، فرأيت امامي ذاك المبدع الذي لطالما كان يناديني: 
- هل تلعب معي؟
- ماذا نلعب؟
- احجار الدومينو! كي تهزم هاجسك!
وجلس هاجسي يراقب هاتفي!
ومع كل جولة انتصار، تخرج احدى بنات إلهام من تحت الطاولة، معها زنبقا أحمر، تزرعه في الحديقة الخلفية لكرسيي!

عندها فقط تذكرت إلهام وهي تركض مع البجعات حول الجداول والشلالات كظبية فوق الجبال وهي تردد: " أيامي سحرٌ وجمال أيامي حلمٌ وخيال "
ما السحر وما الخيال؟
وما الحلم وما الجمال ؟
قالها لي بنظراته الحبلى بالحزن، وأن أخرجها بضحكاته السعيدة التي يخفي فيها أي مشاعر أخرى!

نظرت فإذا أسير في ذات الطريق الذي سارت فيه هذه الأفكار النهائية!





هذا نص عمره فوق ١٠ سنين
قرر الان ان يكتمل
بعد أن مر بتعديلات كثيرة
من العنوان، لعلامة التعجب الأخيرة!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق