الجمعة، 31 ديسمبر 2021

The Pink Panther : Pink Tuba-Dore 1971 ميثولوجيا يونانية في قصة وردية !!

The Pink Panther : Pink Tuba-Dore 1971 ميثولوجيا يونانية في قصة وردية !!


في ضيعة صغيرة هادئة شمال ألمانيا، تتصاعد النغمات الشهيرة لعازف البوق الشهير، وهي شهيرة كشهرته ليس لجمالها بل لأنها مصدر إزعاج لهم، فهي تحول هدوء الضيعة إلى ضوضاء، وسكونها إلى صخب، وكبريائها إلى مجون، ومع هذا وذلك يستمر ويستمر ويستمر العازف في العزف !!



يقول الناس في هذه الضيعة، " ماذا يظن هذا الأبله حتى يسمعنا نشازه وترهاته، هل سيكون بيتهوفن جديد أم باخ آخر، نحن أكثر شعوب المعمورة إلماماً بالموسيقى، أوسولت لنفس هذا الشقي أن يبيع الماء في حارة السقاة ؟!! ويله وما يظن !! ".





ضج الناس، حتى غدو لا يخرجون لأعمالهم، حتى ضج عمدة البلد، فأستصدر أمراً بنفي العازف للغابة الخضراء إن تكرر منه هذا، فما كان منه إلا أن خرج من بلدته يجر أذيال نوتاته ومعه بوقه وكلبه صديقه الوحيد وجمهوره الوحيد، ذاك الكلب الذي ما فتئ أن يسمعه شتى النوتات وكأنه إمبراطور النمسا يمرون حوله الموسيقيين بشتى المقطوعات.





مستقرٌ ومتاعٌ إلى حين .. .. هذا ما ظنه على كل حال صديقنا الصغير

رتب أوراقه .. .. واستفاء تحت ظل شجرة .. .. وشرع في العزف :

3 .. 2 .. 1 .. طن طن طن طن طنطرن طنطرن





حتى الكلب المسكين نسي صوته وتحول إلى ذئب .. وبدأ يدفن رأسه في الأرض هروباً بأذنيه من هذا الصخب.





تتصاعد النغمات لأعلى وأعلى حتى رأس الشجرة، وإذ بالنمر الوردي النائم المطمئن لنفسه وحاله، يستيقظ فزعاً،" من ذا الذي سولت له نفسه العبث بسكون الطبيعة وأجوائها، نعم، بلا شك؛ أنه واحد من هؤلاء الذين يظنون أنهم مبدعين، حسنٌ لا بأس، قد فعل هذا العازف خيراً عندما أتى، والله ليذوقن مني هنا أشد مما ذاقه غيره في سالف الزمان".


ومن هنا تبدأ الحكاية !!


حكاية ليست ككل الحكايات .. حكاية العناد والتحدي، والأحلام الوردية والهوائية، والتراشق بالحجارة قبل الكلمات، والإخلاص حتى يطفح الكيل، والانتقام الذي يغدو كعذابٍ مهين.

"كيف باللهِ عليكم أن يجرؤ هذا الوغد على المضي في العزف هاهنا في محل رقودي، ويستمر فيه قرير البال، وأنا لا يطيب لي جفنٌ هنا في الرقود، لكن لا بأس، والله لأعذبنك عذاباً شديداً، وأتخذك هزواً".

هذا كان لسال حال النمر الوردي.





في البداية أكتفا نمرنا العزيز برمي أصيص الورد في بوق العازف حتى يبدو الطمي والطين الخارج منه ما هو إلا بقايا الطين الذي نثره الكلب أثناء دفن رأسه في التراب، حتى يزرع بذرة الفرقة بينهما، ولكن الكلب ظل على وفاءه لسيده.





يستمر العناد من قبل العازف، فيستمر في نشازه، وتتطور الأزمة بينه وبين نمرنا العزيز، وتزيد الفجوة بين صديقنا العازف، وكلبه المخلص، كالفجوة بين نقاطي التالية ... ... .. .. . .





ألا يتوب أو يثوب ؟!! ألا يتقي أحداً ؟!! وبحق ما تقدس الحيوانات لأدبنه أدباً غير هذا الأدب، ولأجلنه يتقين " هكذا كان لسان حال النمر الوردي.

" رباه !! أني وفيٌ لك، وأطوعُ لك من بنانك، لكن لم كل هذا الجفاء والشك من قبلك لي، لا تدخلن على نفسك ما أرى، فإن أمري أصغر من أن يبلغ شيئاً من أمري منك هذا المبلغ، أنني أحبك حتى الآن، فلا تجعلني أكرهك، فغني مسرفٌ في الكره إسرافي في المحبة " هكذا كان لسان حال كلب صديقنا العازف.

آآآه كابوسٌ هذا أم ماذا ؟ كلبي يخونني، وتأتيني الأقدار بشتى أنواع العذابات وكأنني من بني إسرائيل – مع أنني لستُ منهم - ، أجل؛ بلى؛ وربي أنه لكأنه تصريفٌ إلهيِّ، أنت تمنحني الموهبة وحب الموسيقى، وتحرمني من الإبداع والتفرد، وفوق كل هذا تجعل أحقر مخلوقاتك – كلب !! وهو فوق كل ذلك كلبي !! مُلكي !! – يتلهى بي !! ما الذي جنيته حتى استحق كل هذا ؟!! مالي ولنفسي وهذه الأسئلة، سمن كلبك يأكلك، وجوع كلبك يتبعك، نعم، هذه هي القاعدة " هكذا كان لسان حال عازفنا العزيز.





تمضي السويعات .. والسويعاتُ دولٌ .. تُداول بين الناس .. لا دولٌ تقامُ بأيدي الناس

وكلٌ مستمرٌ في ملذاته ... ..





العازف الصغير متسمرٌ في عزفه وعناده وخوفه من كلبه





والنمر الوردي يذيق العازف من ويلات العذاب على رأسه ورأس بوقه الكبير





وكلبنا العزيز يعاني الأمرين من نفور سيده منه، وهو يحاول دونما جدوى أن يثبت له عكس ذلك





.. : .. إلى أن جاء وقتٌ ... : .. : .. : ... كلاً ضاق ذرعاً بالآخر .. : ..





أصر العازف على إكمال معزوفته الأخيرة بكبريائه المكسور، مما دفع النمر الوردي للجنون، كيف سيتخلص من هذا العازف المقيت ؟؟







فلمعت في رأسه فكرة جهنمية لا تليق إلا بجهنميات من يرون أنفسهم أنهم في نفس موضع الآلهة، فقرر أن يملئ البوق بالماء ثم يضع فيه صابوناً للاستحمام، حتى يصنع العازف من عزفه فقاعات يقوم النمر الوردي بفرقعتها لصنع لحناً موازياً لحن العازف المقيت، مما يضع فيه لوناً جمالياً يساعده على السهر مادام لم يستطع النوم بسبب هذا العازف.






وبالفعل تم له ما أراد، ثقل البوق على شفاه ونفس العازف، حتى كاد أن يختنق بسبب الصابون، لكنه مصرٌ على إتمام مقطوعته، فنفث بكل قوةٍ حتى اخرج الصابونة من البوق فقذفها في وجه الكلب المسكين، الذي عزل نفسه بعيداً عن سيده الذي خونه وجافاه، فلامست الصابونة فم الكلب، وداعبت رغوتها فمه وشفتيه،فغدا كأنه زبد البحر، عندها استقر في نفس الكلب الأبية معناً واحداً بعد كل هذا الصبر والمحنه :








..، " أن السيل بلغ زباه " ،..






فانطلق يخانق سيده العازف وينبع في وجهه، والعازف يهرب عنه وكأنه يقول له : " أما كفاك ما صنعت بي، أرحل عني، وأغرب بوجهك عن وجهي " فما كان من العازف إلا أن هرب لداخل البوق صديقه الحنون الوحيد، حتى غرق داخل هذا الحمام من المياه والصابون.







فقط الآن حانت فرصتي في الانتقام " هكذا سولت نفس الكلب الأبية له، فشرع في العزف على البوق حتى خرجت فقاعات من بينها فقاعة تحمل العازف في داخلها، فلما حلقت وجدت ظفر النمر الوردي يفقأها مصدرة صوتاً ساخراً فيعاود السقوط في بركة بوقه من جديد، وعاود الكلب الكرة، فيجد النمر يرحب بفكرة الكلب ويفعل بالفقاعة ما فعله في المرة السابقة، حتى غدا الاثنين يعزفان بالــ " العازف " لحناً شجياً بارداً ساخراً في هذا الليل الجميل ذو الهلال الغامز اللامز، وكأنهما يسطران في ثنايا لحنيهما المثل الخالد " أن الانتقام طبق يلذ أكله بارداً ".



* الإسقاطات في نهاية الحلقة *


سيزيف " أو " سيسيفوس " هو أحدى أشهر الشخصيات في الميثولوجيا اليونانية، وذلك بسبب عصيانه الشديد فتمت معاقبته من قبل آلهة العذاب بعقاب أبدي بان يدحرج الصخرة من سفح أحدى الجبال حتى قمته، فإذا شارف على بلوغ القمة، عادت الصخرة للسفح، وقام بدحرجتها من جديد للأعلى، هكذا للأبد بلا انتهاء، حتى غدت قصته مضرب للأمثال في أنه كل عمل لا طائل منه، أو الأنشطة عديمة الهدف أو غير منتهية أنها [ سيزيفية ] وبالتالي صار " سيزيف " رمزاُ للعذاب الأبدي.

ففي نهاية حلقة النمر الوردي، كان هنالك استلهام وأقتباس حرفيّ وذكي لهذه الأسطورة، وسخرية منها في آنٍ معاً، فإذا كان " النمر الوردي " في أعلى الشجرة هو " زيوس "، و" ظفره " هو " آلهة العذاب "، و" الكلب " الذي يدفن نفسه في الرمل مراراً وتكراراً هو " هايدس " إله العالم السفلي، فإن " العازف " هو " سيزيف "، و" معزوفته " التي يحاول عبثاً إكمالها هي " نشاطه السيزيفي العبثي "، وذهابه وإيابه داخل الفقاعة هي عذابه الأبدي كصخرة سيزيف.

فالنمر الوردي هنا لم يسخر من العازف فقط، بل سخر من أسطورة بحجم هذه الأسطورة اليونانية أيضاً، فكانت سخرية مزدوجة ذات حدين.




- [ حقائق تاريخية وردية ] -


هذه الحلقة أنتجت عام 1971م أي بعد أحد عشر عاماً من ظهر سلسلة حلقات النمر الوردي.

النمر الوردي ظهر للعيان لأول مرة عام 1960م من قبل استوديوهات MGM الأمريكية، وذلك التاريخ يعد عودتها لصناعة الإنمي بعد أن أغلقت استوديوهاتها عام 1957م، إلا أن تاريخ الإغلاق ليس هو التاريخ الفعلي لتوقف MGM عن صناعة الإنميشن، فانه منذ عام 1954م بدأت MGM بعمل أشبه ما يشبه التصفية لمبدعيها في فرع أو قسم الإنمي، كون ذاك القسم لم يعد يحقق تلك الأرباح العالية التي توازي تكاليف صناعة الإنميشن، خصوصاً بعد فترة الكساد التي أعقبتها الحرب العالمية الثانية، وتزامناً مع ظهور التلفزيون – وقد ظهر عام 1948م - ، فصار القسم عبئاً على MGM تدفع ثمنه من تكاليف استوديوهات الأفلام، كان أبرز من خرجوا في تلك الفترة كانا حنّا وباربا مخرجا توم وجيري، وكذلك تيكس آفري الذي أخرج سلسلة طويلة من الحلقات كان دروبي ذاك الكلب الأبيض القصير بطلاً رئيسياً في معظمها.

كانت عودة MGM لصناعة الإنميشن، بعد تحسن صناعة الإنمي في أمريكا، وظهور استديوها جديدة في هذا المجال منافسه، مع تضخم وتعملق العملاق ديزني في مجال الإنميشن حتى بعد وفاه مبدعه.

في نفس السنة – أي سنة 1960م – وقبل أن يدور في خلد MGM أن تعود لصناعة الإنميشن، صنعت فيلم يحمل اسم النمر الوردي، استلهم حكاية الماسة الهندية ذات اللون الوردي والذي يوجد بداخلها خدش أو شطب أو جرح متعرج يخيّل لمن ينظر له من خلال الماسة انه نمر وردي يرقص إذا قمت بتدوير الماسة أو تحريكها، ولهذا سميت هذه الماسة بهذا الاسم، كان من إنتاج MGM ومن إخراج بلاك إدوارد ومن بطولة بيتر سيلرز في دور المفتش كلوزو، طول الفيلم لم يكن هنالك أي شيء له علاقة أو يربط من قريب ولا من بعيد بالنمر الذي نعرفه، فإن اسم الفيلم كان على اسم الماسة، لكن كان تتر البداية للفيلم عبارة عن رسم إنميشن بالكامل لنمر وردي يخرج من وسط ماسة وردية ويهرب منها، فيلاحقه مفتش يرتدي بدلة بنية وجاكيت أصفر طويل، لتنتهي هذي المطارده بفرار النمر الوردي وعدم تمكن المفتش من القبض عليه.

هذا التتر أو المقدمة أحد صخباً في الأوساط السينمائية لسببين :
الأول: لأول مرة أن يقدم تتر لفيلم سينمائي من بطولة ممثلين حقيقيين، أن يكون بكامله رسماً يدوياً إنميشينياً.
والثاني: أنه أول رسم إنميشن لاستوديوهات MGM بعد انقطاع دام حوالي الخمس سنوات.
لهذين السببين حدث صخبٌ في الشارع السينمائي الأمريكي حول ما إذا كانت MGM في نيتها العودة لصناعة الإنميشن، لدرجة انه أحد أبرز النقاد الأمريكيين " روجر آيبرت " قال ( هل نفهم من هذا التتر أنه بمثابة إعلان لمشروع MGM التالي ؟!! وهل نفهم منه أنه عودتها لعالم الإنميشن ؟!! هل هذا معناه أنها تنوي الدخول في سباق المنافسة مع ورن بروز ضد ديزني كما صرحت ورن بروز مؤخراً ؟!! ).

MGM لم تكذب أحلام روجر آيبرت ولا أحلام معجبيها، فقدمت لهم في نفس السنة – أي سنة 1960م – الحلقة الأولى من سلسلة ستعد من أهم وأبرز سلسلات الإنميشن والكارتون في العالم، سميت بالنمر الوردي، وظهرت الحلقة الأولى للعيان في سنة 1960م بعد الفيلم مباشرة، وهذه الحلقة هي الحلقة التي يقوم بها الرجل القصير الأبيض بصبغ بيته بالأزرق، ثم يأتي النمر الوردي ليصبغة بالوردي، ثم تتوالى بينهما الصراعات بين اللونين، حتى ينتهي المطاف بالنمر الوردي ليلون كل شيء بالوردي حتى الرجل الأبيض، والتي سبق وان كتبت تقرير عنها فيما مضى.

الحلقة بالرغم من أنها الحلقة الأولى للمسلسل، إلا أنها لم تنل ترشيحاً للأوسكار كأفضل إنميشن، بل فازت بالجائزة فعلاً، وبهذا يكون النمر الوردي هو أول مسلسل إنمي يفوز بأوسكاراً من أول حلقة، حتى أن الجائزة لم تكن كعادة حفل الأوسكار تندرج تحت مسمى " أفضل فيلم إنميشن " بل كان إسمها " أفضل إنمي يفوز بجائزة من الحلقة الأولى " فكان أغرب وأطول مسمى في تاريخ الأوسكار.

توالت الترشيحات للنمر الوردي بعد هذا، لكن ظل هذا الأوسكار هو الأوسكار الوحيد، لكن لم يكن ترشيحه الأوحد، لكن يكفي النمر الوردي فخراً أنه ليس أول إنمي يحصد جائزة مهمة من الحلقة الأولى، بل هو الإنمي الوحيد الذي فعلها.

كما قلنا كان إنتاج الحلقة عام 1971م، وكان إنتاجها من قبل استوديوهات قناة NBC الأمريكية الشهيرة، بعد أن اشترت حقوق عرض النمر الوردي من MGM الأمريكية ذات الباع الطويل في صناعة الإنميشن، اشترت حق العرض عام 1969م – اشترت حقوق العرض وليس حقوق النمر الوردي - .

في عام 1969م ظهر للوجود ما يعرف بــ " The Pink Panther Show " وكان من قبل قناة NBC الأمريكية، كانت طريقة العرض على طريقة الــ " سيت كوم " أي أن هناك حضور يحضر للأستوديو لمشاهدة على الهواء مباشرة أثناء عرضها على التلفاز، وبالتالي انطباعاتهم وتعليقاتهم وردات فعلهم تظهر أثناء عرض الحلقة على شاشة التلفاز، كانت الفكرة خلاقة وجديدة في عالم الإنميشن ولم تحدث من قبل، وبالتالي كانت أثرها صاعاً ليس على مستوى أمريكا فحسب، بل على حتى مستوى الإيرادات العالمية.

ظهر إلى جانب النمر الوردي في هذه الفترة على قناة NBC المفتش كلوزو – وهو بالمناسبة أول ظهور له كرسم إنميشن – وكذلك " The Aardvark " آكل النمر الأزرق، والذي غدا فيما بعد – إلى جانب المفتش كلوزو – ألد منافسي النمر الوردي، أستمر البرنامج حتى عام 1978م.

في عام 1978م بيعت حقوق عرض النمر الوردي إلى قناة ABC الأمريكية فقامت بعمل برنامج جديد للنمر الوردي سمته " The New Pink Panther Show " وكان عبارة عن إعادة إحياء لبعض أشهر الحلقات القديمة، بالإضافة لحلقات جديدة، مع تغيير الموسيقى التصويرية لها، وظهور شخصيات جديدة – بالإضافة للشخصيات القديمة - وهم " Tijuana Toads/Texas Toads " الضفدعين الذين من ولايتي تاكسيس ونيو مكسيكو، وأيضاً " Misterjaw " سمكتي القرش والبيرانا اللتان ترمزان للجذور الإيطالية وعالم المافيا، وكذلك " Roland and Rattfink " صائدي الجوائز المتخاصمين على الدوام، وأخيراً طائر اللقلق الأصفر الطويل الذي يطارد طائراً أصفراً صغيراً آخر، وغالباً ما يتحول هذا الطائر الأصفر إلى وحش بفعل بعض الظروف القاهرة، عرض بطريقة تقليدية على شاشة التلفزيون، نجح في أمريكا نجاحاً متعثراً متواضعاً وذلك بسبب قله حلقات النمر الوردي والمفتش كلوزو على حساب بقية الشخصيات الكثيرة، حتى غدا ظهور كلوزو يقتصر فقط على الفواصل بين الحلقات، والنمر الوردي كان حلقة أو حلقتين فقط في العرض الواحد، هذا مع تغيير الموسيقى التصويرية والتي كانت لا تناسب برود بعض الشخصيات وبالأخص النمر الوردي، أما في العالمي وبالذات في أوروبا كان بمثابة بداية السقوط، واستمر العرض لثلاث سنوات فقط.

في عام 1980م قررت قناة ABC أن تعاود الكرة وتعوض جزءاً من خسارتها، فقامت بعمل سلسلة جديدة تدعى" The All - New Pink Panther Show " قامت فيه بجمع كل حلقات النمر الوردي ابتداء من حلقات MGM & NBC وانتهاء بحلقات ABC نفسها، مع تغيير الموسيقى التصويرية لها وجعل العرض حكراً على الثلاث شخصيات المهمة وهي النمر الوردي والمفتش كلوزو وآكل النمل الأزرق، والنتيجة كانت خيبة أمل للجميع، وفشل ذريع سوءا في داخل أمريكا نفسها أو في حتى العرض العالمي في أوروبا على وجه الخصوص، استمر حتى منتصف ثمانينات القرن الماضي، إلى أن قامت MGM الشركة الأصلية وصاحبة الحق في النمر الوردي بشراء حقوق النمر الوردي من قناة ABC واحتفظت به لنفسها، فعاد النمر الوردي كالسابق، MGM هي المتصرفة الوحيدة فيه، في إنتاجه وعرضه في آنٍ معاً.

في عام 1990م ظهرت للوجود قناة Cartoon Network للوجود، كان توجه القناة منذ بداية نشأتها هو الاهتمام بكلاسيكيات الإنمي والكارتون حول العالم والأمريكي والأوروبي على وجه الخصوص.

في عام 1993م قدم كلاً من بلاك إدوارد – مخرج سلسلة أفلام النمر الوردي – وكذلك قناة Cartoon Network بعرض لــ MGM بإخراج وعرض سلسلة رسومية كرتونية من إنتاج MGM ويقوم بعرضها كلاً من المتقدمين على شاشات التلفزة، ولــ MGM فيما بعد حرية اعتماد أياً مع العملين ليكون عملاً رسمياً للشخصية.

وبالفعل ظهرت سلسلة بلاك ادوارد " Pink Panther and Pals " قبل سلسلة قناة Cartoon Network ، تعتمد سلسلة ادوارد على أن للنمر الوردي ابناً وابنةً شقيان يقومان بعمل المقالب والمفارقات مع أبناء الشخصيات التي كانت تعادي النمر الوردي، مثل آكل النمر الأزرق وابنه، استلهم ادوارد هذه الفكرة من المخرج الأمريكي ستيفن سبيلبيرغ عندما قام بإخراج " Tiny Toon " وهم أبناء باقز باني ودافي داك وبوركي وبقيه شخصيات " Looney Tunes "، والنتيجة كانت من الفشل بمكان ما جعل بلاك ادوارد ينسى كل شيء متعلق بالنمر الوردي، خصوصاً بعد فشل أفلامه الثلاثة الأخيرة عن النمر الوردي.

Cartoon Network أظهرت سلسلتها في أواخر تسعينيات القرن الماضي، أو على بداية الألفية الجديدة، أسمتها " The Pink Panther Adventures " ظهرت فيهمن الشخصيات القديمة الرجل الأبيض القصير، وكذلك الرجل مفتول العضلات الضخم الطويل، وكذلك آكل النمر الأزرق ونملته الحمراء، وظهرت ثلاث شخصيات جديدة لا تمت لسلسلة النمر الوردي القديم بصلة مطلقاً، وهي شخصية مجرم خبير في فتح الأقفال لكن مساعديه الأحمقين دائماً يبعثران خططه عليه، ولم يظهر المفتش كلوزو.

كانت الحلقة الأولى من السلسة يظهر فيها النمر الوردي بمشيته الباردة المتعالية ذات الخيلاء الصارخ، وهو يذهب لمخرج المسلسل، ويحدثه بلغه الإشارة أنه لا يستطيع أن يتماشى مع عصر السرعة والإنترنيت، وأنه يجب أن يجد حلاً له حتى يستمر في عالم الاستعراض، ثم يظهر له صورة لتشارلي تشابلن وهو يشير لها قائلاً فيما معناه، أنه حتى تشابلن استسلم لهذا التطور، وقام بإخراج أفلام ناطقة كانت من الروعة بمكان حتى أنها عدت أغلبها من تحفه الفنية، فما كان من المخرج الذي كان متوسط الطول وأشيب الشعر، ويلبس حذاءاً كبيراً، وعصى ارستقراطية معقوفة من الأعلى، جاكيتاً قصيراً أسوداً، إلا أن ذهب به للطبيب وأجرى له عمليه جراحية في أحباله الصوتية تمت بنجاح، حتى صار يتكلم واستطاع أن يتواكب مع العصر ويقود السيارات السريعة ويغامر كالمستكشفين الأوائل، من شدة فرحته رقص في العيادة رقصة تشبه رقصة مايكل جاكسون، وفترك المخرج عنده حقيبة أدواته ورحل عنه، ومن هنا بدأت مغامرات النمر الوردي.

كانت النتيجة صاعقة ومذهلة للجميع، لم يتوقع احد أن يعود النمر الوردي بهذه القوة والجبروت والسخرية والكوميديا الشديدة اللاذعة لعالم الكارتون، وكانت الأرباح التي عادت على القناة من العرض المحلي والعالمي هائلة لدرجة انه لما قررت MGM أن توزع أرباح مساهميها في تلك الولاية حصل في الولاية تضخم اقتصادي لقيمة الدولار.

في عام 2004م باعت MGM لقناة Cartoon Network حقاً حصرياً بعرض النمر الوردي على شبكة قنواتها المرئية – سواء في التلفاز أو من خلال الإنترنت – ، وبالتالي يكون النمر الوردي أول حق عرض حصري تحصل عليه القناة لعرض مسلسل معين.

في عام 2006م أصدرت الشركة شركة MGM صندوقين DVD يحوي جميع حلقات النمر الوردي والمفتش كلوزو التي تم عرضها من الستينات وحتى التسعينات، أحدها للنمر الوردي وآخر للمفتش كلوزو.

في فبراير 2007م أقتنيت صندوق حلقات النمر الوردي من مكتبة جرير، وافتعل مشكلة مع البائع روميو الفلبيني هناك لأنهم باعوا كل الكميات من صندوق المفتش كلوزو، مما أتهى بهم لتعويضه بفيلم وثائقي عن النمر الوردي.

في أغسطس 2008م قام أحد الزملاء في الجامعة  بإتلاف الفيلم الوثائقي الخاص بالنمر الوردي، مما جعلني أقذف بدفتر المحاضرات في وجه هذا الزميل، ونعته بأسوأ النعوت، وانتهت علاقة ما كانت لتدوم مع زميل سؤء اتكالي كهذا.

في الثامن من يوليو 2010م كتبت لكم هذه التدوينة متمنياً لقرائها دوام العافية وطول العمر، ومتمنياً للنمر الوردي رغد الحياة وطول البقاء.


~~~ ~~ ~ ~~ ~~~


. - { إحصائيات وردية / خسائر التدوينة } - .


عمر الموضوع المسجل رسمياً في هيئة الإحصاء والمعلومات 6 أشهر، وأشهر جمع قلة.

تمت مشاهدة الحلقة ما يقارب الــ 32 مرة، من بيتها 10 مرات متواصلة كاملة بدون قفزات.

استهلك الموضوع مني كتابةً أربع أيام متواصلة، ستة صفحات من برنامج الورد، ثمانية علب آيس تي خوخ، وعشاءين من مطعم هرفي وماكدونالز العدوان اللدودان، وسهر البارحة دون نومٍ متزن.

استهلكت من هاتفي ما يقارب الــ 400 ريال سعودي مكالمات حول النمر الوردي.

غيرت ملابسي في الجلسة الواحدة فوق الثلاث مرات، أبدأ بثوب النوم، وانتهي شورت وفانلة وكاب.

المكيف في غرفتي لم يتوقف عن الدوران طيلة هذه الأيام.


~~~ ~~ ~ ~~ ~~~


- << كلمتي وردية أخيرة >> -


أقول لنفسي : آن لي أن أترجل وأمد قدمي.




حرَّرَ في
الثلاثاء 1431/6/26هـ
الموافق 2010/6/8 م
الساعة 2:49 ظهراً
المكان : غرفتي



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق