الأحد، 5 ديسمبر 2021

House of Gucci 2021 - من يملك الأرث؟

هل تعرف معنى الملهاة؟
ليس الضحك بطبيعة الحال، لكن قد تكون السخرية من واقعة ما قد تكون مريرة!

وهل تتحول الملهاة لمأساة؟

مثل ما كان حلاق اشبيلية فيكارو يريد لحب الكونت ألمافيفا والشابة روزينا ان يكون لكن الوصي على روزينا والطامع بأموالها بارتولو لا يريد لهذا العرس ان يتحقق لكن فيكارو يحقق هذا للعاشقين فينتهي الأمر بسعادة، لكن في حال ماوريتسيو وباتريسيا لم يكن كذلك، انتهت بمأساة!
ولهذا كان لحظور هذه المسرحية في خلفية الفيلم واضح جدا اذ ان بارتولو هذه المرة هي باتريسيا نفسها التي وجدت نفسها تنتقل من قاع العالم لسؤدده فآرادت الاستئثار بماوريتسيو او أرثه حقيقة، وكأنها حاجب الملك الذي يريد الاستئثار بالسلطة!
لكن دوما هنالك مخلصين للأرث لكنهم يحققون هذه المعادة الصعبة وان بم يبقى احد من سلالة اصحاب الأرث ليحميه بالنيابة عنهم، فكان دومينيكو دي سول هو فيكارو لكن دوره لم يكن يُنجح الزواج بل أن يحمل هذا الكائن الاسطوري النادر على حد تعبيره ان ينقرض!

ولهذا في اول لقاء جمع بين باتريسيا وباولو كان لبافاروتي في حظور في خلفية اللقاء ايضا باغنية
La donna e mobile
او المرأة متقلبة في اشارة للتحول الذي بدأت فيه وتتغير كحرباء تغير لون حلدها حسب موقعها، لم ترى فيمن قررت ان ترتبط به الا انه مصدر يحقق لها البقاء لي عليين!
فكانت صحوة ماوريتسيو كصحوة الرشيد حين نكب البرامكة علم يقينا انها حبل الأفعى الذي يلتف حول عنقه لن يتركه الا حين يقتلها ويستأصل سمها!
لكن -كما الرشيد في خطأ ولاية العهد- كرر الخطأ عندما اعاد البذخ ليعوض على نفسه من ايام العمر الماضي بمن ظن انها حقا روزينا، لكن لينتهي الأمر عند دومينيكو دي سول ليفعل ما ليس منه بد بتنحية لآخر وريث والإبقاء عليه صوريا، لكن يفاجُه القدر بأجمل هدية من باتريسيا التي ظنت انها بفعلتها هذه ستكون هي الحامية لهذا الارث كما لو كانت ميدوسا الحامية لكنها غدت مثلها فعلا في فتفجر انحرافها الروحي ان صح التعبير مع الاقصاء الذي حضيت به، ولهذا كانت تصر بالمحكمة انها "ليدي جوتشي"

نحن امام سردية لحكاية وريث كأنما سقط في زوبعة التحول لهذه الامبراطورية التي يجب عليها ان تستمر ولا تموت وتبقى راياتها مرفوعة للأبد بأي ثمن، فدفع ثمنه موتا لتبقى العلامة برّاقة وكأنما يطل منها مرتديا اياها كنظارتين!

بقيت اشارة اخيرة اقول عنها ان ريدلي سكوت اجاد في توزيع الادوار بشكل ممتاز ومتناسب مع سير الاحداث واستفاد من كل النجوم الموحودين، لكن ما احب ان اشير اليه ان المخرج هو الذي يصنع الفارق فكما اخرج سيدني لوميت اداء تمثيلي ممتاز من فان ديزل في فيلم ستحدني مذنبا ٢٠٠٦ فكذلك هنا مع مطربة كان قدمت اداء فعلا يستحق الاشادة مقارنه باداء اخر اشيد به لم يرقى للذي شاهدناه
الممثل احد ادوات الفيلم والمخرج الفذ هو من يستطيع ان يدير ويستفيد من كل ادواته اقصى استفادة

جميل ايضا ان تنتهي هذه السنة بفيلم ممتاز مثل هذا كما انتهت سنة ٢٠١٩ بفيلم خالد هو الايرلندي

حرر في ٥ ديسمبر/كانون الأول ٢٠٢١م
الموافق ١ جماد الأول ١٤٤٣
الساعة الواحدة وأربعون دقيقة ظهرا
المكان: مكتبي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق