الأربعاء، 10 مايو 2023

برفقة موروماتشي!

- برد؟

- ‏على العكس!

- ‏شاي؟

- ‏أخضر؟

- ‏بالتأكيد!

ثم انتظرنا في حديقة بيير بوديس، بجانب بركة الضفادع المطلة على الحديقة الجافة!

بيير بوديس هذا هو رئيس بلدية مدينة تولوز الفرنسية، وهو منشئ هذه الحديقة كان ذلك في عام ١٩٨١م، لكن وما إن جاء الشاي الدافئ من مقهى "لو بيتي" حتى ناديت الناسك ليجلس بجانبي.

ثنى ساقية وجلس على ركبتيه، كما في جلوس ما بين السجدتين، ثم أخذ كأس الشاي الورقية بيدييه الاثنتين ورفعهما وقال: التأمل ممارسة تمر من قبل لآخر! ثم شرب الشاي!

كنا نحن نتحدث فيما بيننا كؤوسنا قد انتصفت!

ما إن انتهى، حتى طلبنا ثانيا، ثم التفت وقال لي: ألا يذكرك المكان بشيء؟

- ليت لي مثل ذكرياتك!

- ‏كيوتو!

- ‏اليابان! وهل تظن أن كان لي سبب أخر يدعوني لزيارة هذه المدينة الا ذكريات الشرق؟

- ‏وكيف ذاك؟

- ‏كان الدافع سلوك طريق الفاتحين حتى مدينة نيم، ولكن ما إن وصلت لأهم مدينة كانت مرتكز لهم في سيرهم الطويل، حتى عرفت أن المكان تحت الصيانة، كذلك وأنا على الطريق وجدت أن ممر رونسفال كان أيضا مغلق للصيانة، فلم يتبقى لي من الحكايات الشرقية الا هذه الحديقة اليابانية!

- ‏أتدري، لعل حالي أفضل من حالك قليلا، لعل وجودي هو نتيجة اتفاقيات توأمة المدن، فبيير الذي أعطى اسمه للحديقة، صبغ كل شيء في هذه المدينة بطابعه، وكأنه حاكم إقطاعي قديم، وكأن احد هذه الأشياء هو استجلابه لهذه الأشجار والفسائل من هناك إلى هنا، حتى يعطيك احساس أنك في احد الحدائق المحيطة بالسرادق الفضي أو الذهبي!

- ‏العائدان لفترة شوغونية أشيكاغا؟

- ‏بالضبط! ومن هنا اكتسبت اسمي: موروماتشي!

- ‏ولكن أليست هذه هي فترة الدخول الأوروبي إلى اليابان؟

- ‏بلى، وكان فرانسوا هو أكد أكبر المبشرين حينها، تحتاج أن تزور دير اليعاقبة هنا!

- ‏ولكنه تحت الصيانة أيضا!

- ‏اييييه لعلي احتاج أن ارتاح، المشكلة لا يوجد حمام جيد للاستحمام هنا!

- ‏نسيت أننا في فرنسا! يببدو أن لديهم ثأر شخصي مع الحمامات!

- ‏لهذا نحن نكره فرنسا!

- ‏كما قال أحدهم، تريد أن تكون أوروبا بخير؟ أمسح فرنسا!

ضحك وقام، وأومأ برأسه، لم التفت ناحية بحيرة الضفادع، ثم ضم راحتي كفيه تجاه أنفه واغمض عينيه وقال: شوجين ريوري! وقفز متحولا إلى ضفدع يقفز وينق مع هذه الضفادع!

كان مشهدا عجيبا ومضحكا في آن!

قمت من مكاني وأتجهت لمقهى "لو بيتي". فقلت لهما: هاه, هل حان وقت الطعام أم ماذا؟

قالتا: لعله وقت القهوة!

قلت لما لا, وطلبت النادلة واخترنا ما نريد، وعندما ذهبت ناديتها مجددا، قلت: هل بالامكان أن تغييري الاغنية؟

قالت: بالطبع، أي اغنية تريد؟

اخرجت هاتفي وكتبت اسم الاغنية والمطربة، قلت هذه، ولكن النسخة اليابانية منها!

فتبسمت النادلة وهي تستعجب!

وقد كان، ثلاثة فناجين من الاسبريسو وتراميسو مشترك!

كان اسم الاغنية: Poupée de cire, poupée de son (夢見るシャンソン人形) -  by France Gall - 1966



bon appétit

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق