الجمعة، 28 ديسمبر 2012

#العزاء ..




"نعم هو الحق حاباني به قدر ... من السماء فوافاني لميعاد
و لم أكن قبل ذاك النعش أعلمه ... أن الجبال تهادى فوق أعواد"
محمد بن عباد يحتضر،

آذان عند الولادة وصلاة عند الوفاة، أنها رحلة عابرة وأن بدت دهرا، والعمر يمضي"سواليف"!

وما العزاء؟ وأي عزاء؟ كيف يمكن ان تصف شعورك حول شخص اعتدت ان تراه وتسمع صوته وتسامره ثم لم يعد بيننا؟ لكن لا نقول إلا ما يرضي ربنا!
 الفقد صعب والوداع مر! الموت يسلب منا من نحب وينزلون مساكن نتحاشى ذكرها ولكنه الحق سيحابينا به القدر! فسلام عليكم أهل قوم مؤمنين...
الثلاثاء ولد لأحد الزملاء بنتا، والأربعاء توفي جد أحد زملاء العمل! لله ما أخد ولله ما أعطى وكل شيء عنده بقدر!
الموت مهيب والميت يظفي احترامه عليك! الميت يشعر بالدفءلكنه دفء الحنين لمن يحب لالدنياه! لكن صمتا هنالك طارق على باب روحي،فذروني معه!

سلام عليكم دار قوم مؤمنين، قروا عيناً وأخلدوا بسلام وأغفروا لنا ما نصنع لكم من ضوضاءالمدنية البشعة المطلة عليكم بكل عنجهية! وأدعوا لنا!

أتذكر تلك السنين البعيدة، عندما كنت تناديني ولا آتي أليك، كنت أقول: "هو ينتظرني! إلى أين سيذهب؟" الآن فقط عرفت إلأى أيت ذهبت! ولن تعود لتناديني مرة أخرى ,,
لا زلت حتى الآن اسمع صوتك يناديني من بعيد من ذاك الأفق ,,
وهو ذات الصوت الذي يوقظني من النوم,,
 لا زلت حتى الآن أسير بخطوات بطيئة أمام غرفتك؛ أخاف أن أوقظك!! لكنك أنت الذي أيقظت في نفسي أموراً لن تنام!
رحيلٌ كما الإنسحاب .. مسالم .. هادئ .. لكنك لم تقل لي: أ أنت راضٍ عني؟
كنت تقول في ذلك الزمان الغابر: أرجع! لا تحرمني النسيان فضوضائك تزعجني!
أتراك الآن على ذات الموقف أم أنك تغيرت؟!
ومن لا يتغير!
فأرقد بسلام المؤمن الآمن ,,

"الصلاة على الميت يرحمكم الله"
لا إله إلا الله!
يا رب!
غفرانك يا رب!

"فإذا أنا مت ودفنتموني فأقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم"
عمرو بن العاص يوصي ابنه عبد الله،

أ.هـ رحمه الله ،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق