الأحد، 9 يوليو 2023

حتى تنطفئ السيجارة - قصة قصيرة -

 سحب كرسيه وجلس خلف الطاولة،

فتح الدرج، واخرج الاوراق بمقاس A4 الخاص بالطباعة،

وجلب قلم uni-ball الازرق ونزع الغطاء،

وقرب منه منفظة السجائر،

اشعل سيجارة، ثم ركنها فب المنفظة،

واخذ الفلم، وأنشأ ليقول:

" سأحكي لكم قصة، ليست صحيحة ولا حتى شخوصها موجودين، لكني ضجر قليلا، وكان صديقه يشاكسه، فقرر أن يكتب عنهما، ليصنعها على عينيه في هذه الوريقات وكأنهما من لحم ودم حقيقيين.....


أبو فهد، كان شابا تحاوز الثلاثين، يهرب هروبا مجازيا من فكرة الزواج، خصوصا اذا طرحتها أمه، الحقيقة، هو فقط يشعر أنه مختلف ولن يجد تلك الانسانه التي تفهمه، كأنه وشق في برية لم يجد من يحتويه، ....



- هالحين ابو فهد ذا وش اسمه؟

- ‏يا اخوي لا تشغلنا، ما تبي تسمع القصة؟

- ‏الا!

- ‏خلاص! جب!

- ‏طيب!



.....، ابو فهد، كان يعامل مقر العمل انه مكان يرسل اليه راتبا مقدورا نهاية كل شهر، لا يهم اي شيء اخر، المهم ان يستمر حرا طليقا في هذه الحياة، حتى كان ذلك اليوم، الذي تذكر الوشق أنه سنورا في نهاية المطاف، اليوم الذي قرر فيه كل زملاء العمل بما فيهم أبو فهد، ان يتغدوا من مطعم البيك، حيث الكثير والكثير من الثوم والفلفل الحار، وكان الدور عليه، بسبب لعبة بلوت قديمة خارج سياق العمل في حفل تكريم للشركة كانوا حاضرين فيه، المهم أن الطلب قد وصل، بعد أن بلغ منهم الجوع مبلغا عظيما، ....



- لحظة! لحظة! وراك عجل؟

- ‏ياخي خل نخلص، انت غاصبني على النص، خلننا ننجر!

- ‏ما غصبتك!

- ‏معنويا!

- ‏المهم!

- ‏اسلم!



....، خرج وهو يستمع لاغنية فيروز: "تع ولا تجي"، وكأنها ترسل له رسائل خفيه، وقد كان،  عاد بوجه باسم، غير الوجع الجائع الذي خرج فيه، وبدأ يشغل نفسه بقصص جانبية لا معنى لها، وكان أول شخص أنهى وجبة غدائه وذهب ليجلس وحده يقلب هاتفه المحمول، منهمك في كتابة شيء ما، حتى قاطعه احد بسؤاله عن عدم مشاركته لهم بالحديث، فقال:

"ليتكم ما طلبتم البيك، وليتي ما نزلت، وليتي ما شفتها، فعلا تع ولا تجي واكذب غليا..."

وظل مسترسلا وهو يروي تلك اللحظة الحالمة، اللحظة السر! حتى جاء مضحي، اقرب زملاء المهنة له:" وش بلاك سمالله عليك!! وبضحكات ساخرة"

 رد عليه بقوله:

 ‏"خلني يا مضحي، تكفى، لولا الحياء، كان خميته،

صغير وجميل وتذبح عيونه

والنهد توه مبين عزي لحالي"

قال مضحي: اخطبهالك!

ابو فهد: جاد انت!

مضحي: عيب والا حرام؟

ابو فهد: لا، بس ...

مضحي: انت راغب؟

ابو فهد: والله راغب يا خلي! قلبي كنه رشا وهو يقفز فرحاً، هكذا وشاف الريم، فنسي المكان، ونسجت شعوري وسط الحكاية!



- شعورك انت والا شعور ابو فهد؟ ويغمر!

- ‏تدري! انا الغلطان الي اطاوعك واكتب لك قصة بناء على طلبك!

- لكن تقل فيه مشاعر موازية!

- ‏لكن الاديب الي في داخلي الان استغنى عن هالسالفة كلها، لأنك صدت ظباء مكة! 

- ‏يعني منت مكمل؟

- ‏لا، خل نروح مطعم حَمَام عبده بس!

- نكمل هناك؟

- ‏لا، لأن احيانا جزء من سحر القصة فيما لا يروى...




هنا، انتهت سيجارته، واطفئها في المنفظة، فاغلق القلم وتركه فوق الورقة، وذهب لينام.




تمت


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق