الاثنين، 3 يوليو 2023

عندما قرر المشاهدة - كلاكيت مرة ثانية -

 أتذكر أول مرة في حديث مباشر عن الفيلم، كنا نحضر حفل زواج أحد الأصدقاء السينمائيين، واستطرت بالحديث المطول عن الفيلم تغنيا، وتسفيلا بفيلم آخر، وهو Marriage Story!


لعلها كانت لفته اولى غير مستغربة، بنسبة لهم لهيامي بالفيلم، لكن لعله اول حضور صارخ له - اي الفيلم - في الاحاديث التي بيننا.


ثم تكرر الحديث مجددا عنه - اي الفيلم - عندما جلسنا في مقهى روسي داخل العاصمة لنتحدث عن فيلم Drive My Car للمخرج Ryusuke Hamaguch، كنت اختتمت حديثي بقولي: لكني ما بعد شفت After Hours!


قال لي: مب After Hours، After Hours حق خويك! سكورسيزي! قصدك Happy Hour!


قلت: ايه انا لخبطت! لكن على طاريه: شفت الايرلندي؟

قال: ناويه!



ثم انطلقنا في ايامنا ليمر الثور الهائج بينها، وكحالة من خيبات الأمل لها علاقة بالقراءة، هو يشترك مع مخرجنا العجوز بعينيه الثاقبة التي تحبس اللحظات بكل تفاصيلها، ليحقق اعظم صورة تعبيرية!


ولعل الفارق بيننا هذه الالتقاطات، لعلي أميل لحفظ لحظاتي رسما بالكلمات منها بحبسها في صورة!


ولهذا كنت مررت له نصيحة بمشاهدة فيلم Big Night 1996 عن صراع اخوين ايطاليين يديران مطعما، احدهما يريد ان يواكب رغبات رواد المطعم في تقديم اطباق مختلفة وتواكب جديد الأيام، على ان الاخر يصر ان يقدم اطباقا ايطالية اصيلة تعيد الحنين للوطن الام!

هو هام في هذا في الفيلم، حتى ظننت لوله انه حبس نفسه فيه!

قلت له ذات مرة: ان هذا الفيلم من لم يشاهده محروم ومن شاهده مأسور!

ولعل هذه العبارة تلخص علاقتي مع بعض الأعمال.

ولعله التقط هذه العبارة في عقله الباطن، اذ انه هو ايضا بعدها نصحني بفيلم ايطالي فرنسي اسمه Caro Diario موسيقاه علقت في ذهني كأنها تعزف خلفي وأنا اسير، حتى كدت احبس فيه انا الاخر!


في ظل كل هذا الحبس، ظللت حبيس رغبتي في ان يشاهد الفيلم: الايرلندي!


وفي ليلة لم يكن البدر فيها مكتملا، ارسل صورة لشاشة غرفته كتب على الصورة الظاهره منها: The Irishman 2019!


وخلال تمريره لهذه الصورة، كأنه علم يقينا اني سأسله عن الفيلم، فمرر توصية لفيلم ايطالي كنوع من الرشوه الضمنية للضمير السينمائي! اسم الفيلم: cristo si e fernato eboli  1979


وقد قبلتها بطبيعة الحال، فهعرت سريعا أبحث عن روابط مشاهدة للفيلم، وعندما تيقت ان الفيلم استقر في جهازي المحمول، عدت للمجموعتنا الوتسابية لأسأل:

- كملته؟

- لا انتصفت فيه! يشبه goodfellas!

- جدا! عندك مشهد شاحنة النقل الخفيفة ذا كنك في goodfellas! انا متأكد بنسولف كثير عنه لا خلصت!


بعد فترة من انتهائه، وبالرغم من انشغاله بالتحضير لدراسته، الا أنه قرر أن يخصص وقتا ما، للفيلم على الأقل، وهذا ما يهمني: أن نوسع دائرة المشاهدة! فالأعمال الفنية العظيمة مثل الأماكن المميزة التي نريد زيارتها والأمنيات التي نود تحقيقها، والروايات والكتب التي نود قرائتها واقتنائها.


 فكيف اذا اجتمعت أن يكون عملا ما حظي بمشاهدة من صديق، سيكون مثل مشاركة الذكريات بسفرة او قصة او طلعة نتذكرها طويلا


وحتى ذلك الحين، ستكون الجوقة تردد خلفنا:

So before the light

Hold me again

With all of your might

In the still of the night




تمت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق