الخميس، 13 يوليو 2023

زجل

 هل تكون القصائد بلا لون ولا طعم بلا صوت؟


خرج مرتديا عقاله، بعد أن وقف أمام المرآة يزينه فوق رأسه، ثم ثنى احدى طرفيه شماغه فوقه وخرج.

ركب سيارته متجها إلى عمله، يوم خميس هادئ وسعيد، لكن عكره شده الحر، والقهوة التي شربها لتبقيه يقضا.

ما ان اوقف سيارته في المكان المخصص له، خرج من مبنى المواقف الى مبنى العمل، ووقع الحضور في تمام التاسعة، التي بدت حراتها كأنها الظهر، الا أن حرارة اللحظة التي تودلت كانت مختلفة!

اشم عطرا يألفه، كان يفوح خلفها كأنه بخور العروس، وكأنما هذه الرائحة حملت مفتاحا لقلبه، اغمض عينيه للحظة ثم فتحها بعد أن أحذ شهيقا مطولا، ايرى رموشها الكحلى ذات العيون العسلية، خصرا ممشوقا، بوجه طفولي وشعر قصير، ليس لأنه قد قص، ولكنه هبة الباري.

تبسم، ورفع يده اليسرى لعقاله، وأماله قليلا وهو يحاول أن يخفي ابتسامته، ابتسامه العاشق الخفي، وهل هنالك عاشق عاقل؟
وكأن للحظة فارت عروق أمه اللبنانية لتعيد عزف زجلاً في رأسه، وكأن كل الذي كان يطلبه في يومه هذا، لحظة يخلدها.


"قلبي رف حواليكي بموسم أعياد

إن شاء الله بالحب عليكي بالعيد ينعاد

طيري مطرح ما تطيري خلفك راح ضل

واعرف من اي ديرة ومن اي بلاد

إن شاء الله بالحب عليكي بالعيد ينعاد"


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق