الجمعة، 12 أغسطس 2022

Golden Kamuy أو الإله الذهبي ورحلة البحث عن الذات!

 

يقول عبدالوهاب البياتي:


" ليستعيد!

وأي ذكرى يستعيد؟

واللطخة السوداء في تاريخه الدامي اللعين

كالنار باقية تثير الخوف والحقد الدفين

حيث الرجال يقتحمون إعصار المنون

ويصنعون

تاريخهم ، ويدافعون

عن الحضارة، والغد المأمول بالدم والدموع

وحيث صحراء الصقيع

والثائرون

والريح تعول في الخنادق والجنود

يتساءلون: "متى نعود؟" "


الإله الذهبي، هو قصة عن الآمال العظيمة، التي زُرعت في النفوس، تريد لها أرضاً تُغرس فيها، دون أن تتطئها خرائب الحرب في هذا الصقيع الذي يغلف المكان.

من جندي يريد الكنز ليحقق وصية زميله الميت، إلى عسكري مجنون يكاد يذوب مخه من فرط رغبته في الكنز لتحديث الجيش الأمبراطوري في مواجهة قرينه المُثقل بهمه الخاص، إلى ذلك الجندي ابن الجبال الذي يرتحل حتى يجد غايته التي خُلِقَ لها، ومساجين وُشِمَ على ظهورهم هذا الكنز الأسطوري، جُل مراد بعضهم غايات سخيفة لا صله لها بالكنز الذي يحملونه على ظهورهم، وذلك المحارب العتيق العتيد الذي يريد أن يستعيد كُل أيام العمر الماضي بخيرها وشرها، والثوري التتري الذي يريدها ثورة إلى الأبد، وجد ضالته في جندي شديد بعيني صقر وكانه مثل غُرمائه في جيش الشمال الصاقع حتى البلطيق، وأخيراً فتاة الأينو زرقاء العينين التي جُل مرادها معرفة والدها: أحي هو أم ميت؟!

كل هؤلاء بكل تلك الغايات وغيرها، جمعهم هذا الكنز وصاروا أسرى له، وأوجد بينهم أواصر أيضا، من الصداقة اللدودة، الى العداوة الحميمة، كما قال شيخهم صاحب بندقية الونشستر العتيقة: "دعونا نتفق أنه ما من عدو هنا في هذه الغرفة حتى هذه اللحظة حتى نجد الكنز!"، يجمعهم الطعام ويفرقهم الذهب.

ووسط هذا الجليد الأبيض الناصع، تبرز ألوانهم!

أياديهم المغموسة بالدم، بشراً كانوا أو حيوانات، حرباً كانت أو غيلةً، سيان! المهم هو البقاء في هذه الرحلة لأجل أمل عالق في الأفق يبدي ولا يبدي، لا هو يمنعك ولا هو يمنحك، وتبقى صورته عالقة في ظهور المساجين، لتذكر: هذه الآمال لن تنسقط ما دمنا نأكل ونغني ونقاتل!

وخلال الرحلة لا يكتفي العمل بتكريس هذا الأمل فحسب، بل يجعل كل الشخوص تستعيد ذكرياتها المثلقة كحمل ثقيل لا ينفكون منه، بعضهم يريد أن يستريح منه، وبعضهم لا يستطيع، وقله لا تقدر!

وخلال الرحلة من هوكايدو إلى سخالين تجري الحكاية والرحلة كأنغام كأنغام الكالينكا على آلة البالاليكا، لتعبر عن حرارة اللحظة المشتعلة وسط هذا الجو القارس المُهلك، لتجد نفسك في شد وجذب بين الميل والكره، لهذا او ذاك من الشخوص، وتظل مثلهم تتسائل:

هل سننتهي حين ينتهي هذا البحث؟

ونجد نفوسنا التي مع شعلة هذا الأمل؟

ونعرف طعم الراحة أخيراً!

ولم نسعى كل هذا السعي؟

لم دخلنا الحرب؟

لم حاربنا؟

لم ارتحلنا؟

هل نحن أسرى لذكرياتنا أم آمالنا؟


وكما قال عبدالوهاب البياتي:


،وهؤلاء

يتساءلون وفي الضباب

يتساءلون: "متى نعود؟"

والرفاق العائدون يثرثرون:

"البحر مقبرة الضمير"


حتى ذلك الحين، حين صدور الموسم الرابع، استمتع بفنجان شاي تصبهُ في صحن الفنجان وتشربه وأنت تتاول السوكشا.


تمت


حررت في الرابع عشر من المحرم لعام ١٤٤٤ للهجرة

الموافق الثاني عشر من شهر اغسطس/آب ٢٠٢٢ ميلادية

يوم الجُمُعة

الساعة الثامنة وخمس دقائق مساءً

المكان: غرفتي













ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق