الاثنين، 15 أغسطس 2022

في معنى استخدام الأبيض والأسود (الأفضل مهاتفة سول أنموذجاً)

 


‏في خضم الحديث عن الحلقات الأخيرة من مسلسل better call saul كونها جائت بالأبيض والأسود رغم كون سير الأحداث في القصة تقع في المستقبل، اي بعد احداث breaking bad  هنالك فكرو تقول: أن المتابعة اليومية قد تدخلك في فخ التشتيت وعم الربط أحيانا، ولهذا قد يختلط الأمر على المشاهد.

ومن هنا اريد أن أنطلق إلى الفكرة الرئيسة التي أنشأت لأجلها هذه المقالة، وهي استخدام التصوير الأبيض والأسود في الأفلام (والتلفزيون لها تبع)
صحيح ان احد الاستخدامات هي استرجاع اللحظة(مشهد من الماضي او ذكرى) لكنه احد الاستخدامات لكن من الاستخدامات أيضا هو عكس قتامة الواقع أو النفس!
كاستخدام الفعل الماضي في الحديث عن المستقبل، حتمية الوضوع، وصدمة حدوثه!

وسأضرب بمثالين:

الأول فيلم المنارة لعام ٢٠١٩
كان عدم تلوين الفيلم، كناية عن قتامة الحالة التي يعيشونها، داخل هذا الزمن القديم والبعد السحيق، ظلام دامس لا ينيره شيء حتى المنارة!
وموج البحر يزيد من قتامة الصورة وسوداوية اللحظة أفضت إلى الصراع الدامي الذي رأيناه!
فهُنا لا علاقة للماضي بعدم تلوين الصورة، ولا علاقة ايضا بأي مشاهد استخضار لأي شخصية!‏

المثال الثاني هو فيلم الثور الهائج ١٩٨٠
الفيلم أساساً يبدأ بمشهد من وسط الأحداث ثم يعود الفيلم بك في رحلة طويلة من استحضار اللحظة للبطل أمام المرآة قبل الدخول للنادي!
هنا كان عدم التلوين فيه اشارة للسماء السوداء المليئة بالنجوم الميتة التي يصل لك نورها متأخراً، فالنجم أنفجر لكن‏نوره للتو يصل إليك، ومن هنا كانت عظمة الافتتاحية التي كانت في مقدمة الفيلم، فهذا النجم الذي يتقد في نهاية عمره يوشك أن ينفجر وما اضواء الكاميرات الا نجوم اخرى لملاكمين سبقوه استحالوا لناس همل، سينظم لرتل النمل معهم، مهمشين، وهم الذين كانوا ملئ السمع والبصر!
كل شيء يموت وينتهي!
فأيضا هنا لا علاقة للماضي باستخدام اللون، او كونه استخدم مشهد من وسط الفيلم ليكون بقية الفيلم عبارة عن استحضار طويل من عيني بطل قديم تليد!

ختاما:
أفلام الأبيض والأسود، استخدام اللون له اشاراته الخاصة، وفي حاله "من الأفضل مهاتفة سول" هو الحالة التي انزلق فيها بيديه لقرار القاع!



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق