الجمعة، 26 فبراير 2021

مكتبة أوليمبوس الحلقة الثانية

 ‏لكنها عادت بعد ذلك اليوم للمنزل، لبست قميصا ازرق مميز تتخله زخارف هندسية بيضاء على شخل خطوط متقاطعة، خلقت شكلا فسيفسائيا عليه، مما اكمل صورته على لون بشرتها، خلعت حليها عدا قرطي اذن ذهبيين صغيرين كنهما فصين علقا على شحمتي اذنها، وجلبت نظارتها الزهرية، لترتديها،

‏لم تكن تعاني قصرا في النظر، لكنه مجرد انحراف في، فالبرغم من لونهما العسلي المائل للمعة الزرقة، لكنها كانت ترتديها كلما همت بصنع شيء ما.


المهم لبستها وشرعت في البحث عن علبة بلاستيكية تريد ان تخلط فيها صباغا لشعرها، الغبية كانت تريد توحيد هذا اللون المميز الذي استوقفني في المكتبة،

‏لكن كلا حر فيما يظن انه ملكه، المهم خلطت صباغها وشرهت فيه دونما مساعدة احد الا من مرآة حتى توازن اللون على جميع فروة رأسها، من الغرة حتى آهر خصلة فيه.

وبعد ان انتهت ودخلت لتستحم، وخرجت للمرآة، لتنظر كيف هي النتيجة، استقلبت انعكاس الصورة بضحكة صفراء كسرت لون وجهها

‏فلا زال مفرق رأسها حتى فوق اذنيها حالك السواد كأنه ليلة غاب عنها بدرُها، اما بقيته استحال للونٍ باهتٍ من الشُقرة كأنه شيب، وكأنه اراد ان يعلمها رفضه لها الصباغ، لكنها استحسنت ذلك على كل حال رغم عناده معها، ولعل هذا كان مبرر تلك الضحكة الصفراء.

‏خلعت نظارتها ونزلت وهي ممسكة بها لغرفة المعيشة، لتتابع مع بقية اليوم همته، فلا يزال هنالك بقية من اليوم تريد اهتمام اكثر من شعرها الرافض لاي تحديثات جديدة، المهم انه طلب منها اعداد شاي لمتابعة فلم الليلة، فرفعت كمي القميص لمنتصف ذراعيها لتملأ الابريق ماء قبل ان تغليه.

‏ووقفت ترقب الابريق وهي تتذكر صورتها في المرإة ببسمه حالمة ممسكة بنظارتها لم يوقضها من هذا الحلم الا صوت الابريق يصيح: "هاي انتِ انا جاهز!"


فاعدت الشاي لهم، وجلست واختاروا وبدأوا بمشاهدة الفيلم، كان اسم الفيلم بقايا اليوم!


* الفلم هو The Remains of the Day بطولة آنتوني هوبكنز

هناك تعليق واحد: