الثلاثاء، 23 فبراير 2016

The Lobster 2015 - تقول لي جرادة الذهب ...



جراد البحر ...
أو كما يحلو للبعض تسميته: السلطعون!

حيوان بحري يعيش لأكثر من مائة عام دون أن يفقد أحاسيسيه أو خصوبته، وإن شعر بضعف في النظر أو العمى فأنه يظل طول هذه السنين ثابتاً يرقب هذا البحر أو ذاك المحيط ...

في عالم سفلي كعالم الغاب تغدو المدينة الفاسدة مسيطرة جاثمة على أنفس الناس مثل ظلام عمق المحيط او البحر الذي يعيش فيه هذا السلطعون ...
تجثم ظلمة المحيظ على ساكينه حتى لا يعرفوا شيئاً سوى ما يقرره لهم البحر نفسه كحكومة شمولية مستبدة لمدينة مظلمة وإن كانت بها كل مقومات الحياة الأساسية للعيش الحيواني ...

لهذا لا تعيش البرمائيات في المحيطات والبحار الشاسعة، انها ترفض هذا الوجود الصارغ لفرض اللون الواحد في طريقة الحياة السمكية في البحر، فيهاجر جراد البحر كجراد الارض في محاورة صارخة لرفض هذه السياسات الجبرية ... 


تقول لي جرادة الذهب
وكنت في الصلاة
تقول لي
طير من الفلاة
يجيء من عذابه
فافتح له الحياة
رأيت
جاء الطائر الغريب
وكنت في اللهب

قاسم حداد



كانت تلك الصورة القاتمة لفرض صورة نمظية لحياة رجل وجد نفسه بمجرد انه فقد شريكة حياته، ليجد ان كل الدنيا تريد ان تأطر حياته ضمن مشروع المدينة الكبير وكأن هؤلاء البشر مجرد مورد من موارد الدولة، ورقم احصائي يُستطاع التحكم به، فوجد في نفسه رهبة المهابة من مواجهة الخوف لأنه وضع نفسه بين خيار واحد: ان يستخدم شريعة الغاب بمقابل شريعة حمورابي التي تفتك بكل من هم حوله، لمجرد ان ظرفا اجتماعيا طبيعيا ألم به فرفضته مدينته القاتمة بطريقة ديستوبيه صرفة ...

ان تستقر في نفسك فكرة الهروب كما تقوم اسراب الجراد الصحراوي او جراد البحر، فهي فكرة ان تبقى منبوذا كبدوي يعيش خارج المضارب في سعيه ليجد فرصة أخرى خارج هذه الديستوبيا ...

لكن أعظم ما يؤرقك هو الثمن الباهض الذي ستدفعه، فكما ان الجراد الصحراوي يحصد ليلقى في الماء المغلي على السنة اللهب، وجراد البحر يُصطاد، والخالد يُبلى جسده، فإن كل أمر له ضريبة تدفعها، فالثائر يقف امام قاتله باسما لأنه على يقين انه مقتول وان الميت هنا هو جسد اعزل بلا سلاح الا من فكرة خالدة!




فحتى الصورة الجميلة خلفها بؤسٌ عظيم
فإن كُنا نزلنا للدنيا بجريرة أبينا آدم، فإن ما نصنعه عليها ليس بذنبه بطبيعة الحال
الغواية هي الدافع الأول والأخير لكل الجمال والقُبح على هذه الدنيا
ويبقى صراع المثالية والسوداوية شاخصاً للأبد!


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق