الخميس، 18 فبراير 2016

عن قول الشاعر

هو -أعني بذلك قوله-في حد ذاته وسيله للهروب، للدخول بالمجاز بعيدا عن واقع المعنى بين قرع النطق وسندان الرسم.

"ذاك الصوت الذي يخرج من أفواه الأعراب الرحلّ ويدونه رسم الشعراء المدنيين لما يسمعونه!"

النص لي -للشاعر أعني- والتأويل للعرّاف ... ويبقى المجاز والمعنى يتشاكسان في فضاء الشعر يقولان متجادلين: قالَ وفسرا!
وأي قول يجمع العرّافين على تفسيره؟ وهو لم ينزل من سماواتٍ عُلا ولا تنبأ به أي متنبئ أو رحمن؟ -سواء كانوا صادقين أو كذابين- لا فرق؛ فللعرّاف قدرة سحرة فرعون في خداع الأعين لترى أن هذا هو الحق في النص المؤول!

هو-أعني بذلك قوله- كتنسيم بالون قد انتفخ وأوشك على الإنفجار الا انه شعر بالراحة كصدر مريض بالربو تنفس الصعداء أخيراً.
كل ذلك التشبيه فيه شبهة الإحتمال بين معنيين، فلا تنتهي شبهة الإحتمال حتى ينتهي عمر العرّاف، يقول-أي العراف-: "قال-الشاعر- وفسرا-أحدهم-"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق