الخميس، 28 يوليو 2022

ونسيت نظارتي!

 ما هو اسوأ شيء من الممكن أن تنساه؟

ليس هاتفك المحمول، ولا حتى مفتاح المنزل، بل شيء قريب منك قرب حبل الوريد!

النظارة!

تسمع صوتها عندما تتحسس فقدها، وكأنها رنة جرس باب المنزل لزائر غاضب!

لكنك ما تفتأ أن تفكر في خياراتك البديلة، فتتوقف للتزود بوقود الموتورين: القهوة!

وقد تأخذ إفطار للطريق كي لا تقول لنفسك أنك لم تفطر!

وربما تلف تحت إبطك جريدة، من باب أنك تعود بالزمن لما قبل النظارة!

لكنك وأنت تستعيض بنظارتك الشمسية كبديل يسبب الصداع، ترى رايات التنبية في كل مكان، قد نسيتني يا عريس!

وتبدأ تتحس الأشياء هل هي حولك؟

في أمكنتها في مكتبك؟

قلمك صاحب ملحمة النصر، أهو مشحوذ؟

وتخرج الجريدة لتعطي أيحاء بأنه لم يحدث شيء، لتجد الجريدة أوراقها بيضاء!

تغمض عينيك لتفتحها، فتجدها قد تحولت لنفس شاشة فقط الإشارة في التلفزيون: مرقطة بالأبيض والأسود!

وتبدأ تتحس رايات التنبية من جديد!

تدخل مقر عملك، كقاتل مأجور تبحث عن المهمة التالية!

وما زلت تتحسس الأشياء!

تنسى قهوتك عند اول طاولة، ثم تعود لأخذها،

تنسى قلمك عند زميل لك، ثم تطلب منه تمريره، كي لا يجرحه،

تنسى شُربَةَ ماء،

تنسى لحن اليوم!

ثم تتحس حواجبك في مواساة عبثية، وكذلك رأس أنفك، كأنك تريد أن تقول شيئاً:

- اليوم نسيت نظارتي!

ويُعزف لحناً شرقياً ...

تتأمل الوجوه من جديد كدهشة الصبي، وبابتسامات توزعها هنا وهناك، ما بين السخرية واشارات جسدية تفيد قلة النوم، وكأن أحدهم وضع لك وسواساً أن نوع ماركة النظارة كان السبب!

ولا سبيل إليك لتحتال على كل هذا، فيصبح أفضل حل هو:

أن تستعيد ذكرياتك معها!



تمت

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق