الأربعاء، 28 أكتوبر 2020

في معرض حديث في جوف الليل

"‏هل الكتابة تخفف من ثقل الكلمات؟" - سألت هي
"هل وجدوها مسطرة أمامك يمحيها من جوفك!" - تجيب باستغراب! 
"هل نشرها للأصدقاء توضع النقاط!" - تعيد السوال من جديد! 

قلت لها:
لم تظنين أن هذا هو مآل الكتابة؟ 
الكتابة ليست فعلاً مقدساً، لكنه هو كتنسيم البالون لأن لا ينفجر، اللهم أن بالون نفوسنا ليس كذلك! 
فنفوسنا المُثقلة، بذاكرتنا المُرهَقة، تلجأ للكتابة لطرد أي رتوش أو تكثف لمعاني ومضامين، تعتري أي موقف ما. 
الكتابة تؤدي لنا هذا الغرض بعناية فائقة، وبجودة تورية لا تجدينها حتى عند اعتى عُتاة الباطنية، وقد تحيل الى كشف دونه كشف الصوفية. 

ردت: "كنت أظنها منفس وأصبحت مهرب، وهذا يحبطني ويحزنني ويقيدني كغراب منتوف الريش هذه اللحظة، حيث أجدني أرغب بالتعبير ولكن النص يعيد نفسه. والكاتب ضجر من ختم الرسائل."

قلت:
الكتابة ليست هروب، إنما مناجاة!
والمناجاة تكون في السر، وما يخرج منها للعلن هو تأثيرها، فالحالة التي تُلجِئ للمناجاة تفضي لما بعدها، كما يخرج الله اللبن من بين فرث ودم!
هل تعين قولي؟

صمتت!

فقلت: اعلم ان هذه الأسئلة مرهقة، ولهذا نعتذر، لكن حتى هذا الحديث لبس هروب إنما مسرّةٌ! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق