الأحد، 18 أكتوبر 2020

لينور

تنويه: "ما بين الاقواس مقتبس ممن الهمني هذا النص" 


لينور:

"مبتلة جدًا من البكاء رغم جفاف عيني .....لا أحد ينقذني ! من حولي موتى... أخوتي يغرقون معي قهرًا.
كنت أرغب بالرحيل ولم أكن استطيع تميز ماهية الرحيل؟ ...كنت أظنه الموت ولكن أصبح الرحيل من نزعة الحياة والاستسلام لاي الشطين يجرفني الموج الكبير؟"

- قد قلتيها يا لينور، لأي الشطين يجرفني الموج؟ 
حقيقة لا أعلم، لكني دوما أجد بين ثنايا كلماتك فراغات تستحق أن تُملى، وعندي لكل نقطة فيه تتمه!

لا أحد يبتل من البكاء حقيقة، لكنه إيذاناً بأن الساعة قد أزفت للاشتعال، لكن لا عود ثقاب يشعل هذه الحقول التي جففتها الشمس، فتظل تحت وطأتها تموت قهراً.
تظنين يا لينور أن الرحيل نجاة، لكنه مع الأسف هو دخول في دوامة جديدة من غرف الأبواب، ولا تحدين لها من ينزعك، حتى عمرو لا تسعفه ولا يدك معه! 

أظن أن هذا الموج الهادر يقترح أن تأخذين حزنك معك - وإن رحلتي - لأنه هو مخزون الغضب القاصف كالرعود ليعطيك خطوة باتساع الوجود ممتطية صهوة النشيد! 
نشيد غراب بو الذي حبسك داخل الصورة في بهو المنزل! 

"لقد قتلت فرحتي وشكرًا"

- هنالك دوماَ صباحٌ جديد وساعي بريد وبرتقال وليد! 

"مشاعر كره كبيرة لهذا المنزل وارغب بالرحيل"

- إلى أين؟ 

"ساعدني؟"

- خذي وجهك أولاً! 
أنتي لم تفقديه، لكنك احرقتي كل تلك الذكريات الملتهبة، كتلك الحقول التي جففتها الشمس،خذي وجهك وإن أردتي الرحيل فأرحلي، فما هو الا حزنك الذي يلتحف اناشيدك فيه، تبدينه للصغير الذي كبر يوما بين عينيك، وسيغفو بعد حين... 

" طفونا، لا الدفّةُ تدري أين؟ ولا أوتنابشتم، والمركبُ سكرانْ
 يا إينانا.. كيف نعودُ لأوروكَ، وقد دمّرها الطـــــــــــــــــوفانْ
تتهادى فينا اللجةُ تلو اللجة، شـــــطآنٌ تطوي شـــطآنْ
ما كنا نحسبُ أن المنفى سيطولُ، ورحلَنا لمْ تجنِ غيرَ الخســرانْ
فتعالي؛ يكنِ الشعرُ لنا وطناً، والحبُ، الناي، الكأسُ..
وما أجملها من أوطانْ"

- دعي عنك هذا، واتركي الغراب يطير من النافذة يا لينور، واحبسي ادجار الان بو في صورتك! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق