الأحد، 31 يناير 2016

صورة الكمال في حضرة شهريار!

قد قيل لي مرةً من صديق أنه يسعى للكمال وينشده ويصبو به....فكان هذا الحديث:

الكمال لله سبحانه، ولا يليق الا بجلاله، لكن نحن وسط تناقضاتنا نسعى له ولا نبلغه، وان كان رب العباد عاتب الأنبياء بقرآن يتلى وهم اكمل البشر، فكيف بنا! لا إله الا هو سبحانه اني كنت وما زلت من الظالمين، ..... لكن نحن فعلا نسعى قيل في الامثال ان طاعك الزمان او طيعه، لكن هل انا ملزوم؟ هنالك ثمن يدفع؟ فهل نحن مستعدون لدفعه؟ هذه الحياة المادية شوهت كل شيء، لكن الذي فعلا يلتزم قدر المستطاع واستطاعته بان يكون مسلما يكون ينشد هذا الكمال، ويجب ان نحاول حتى لو لم يعلم بنا احد فالله هو وحده العليم، الكمال هو ليس ثقافة او فكر، هو سلوك وحياة، احيانا افكر هل ما اصنعه من نتاج فكري له طائل؟ ام صنيعي مع نفسي واهلي ومن حولي واهلي ناسي وربي يرقبني هو الباقي؟ العمل والولد الصالح؟! لا صورة ابلغ للكمال من صورة عمر بن الخطاب وهو في بيت المال يحمل كيس الدقيق لام الصبية التي تطبخ الحجر، فلما قال لخادمه اسلم"احمل علي!" قال له"وي بل انا احمل عنك" قال له"ويلك هل تحمل عني وزري يوم الدين؟!" هذا الي يقول لنفسه ويحك يا عمر انما انت عُمير! ولم يترك الصغار حتى شاهدهم باسمين وهي تقول له"انت خير من امير المؤمين!" .... هذه الصورة لعلها تكون مثالية وكاملة وخيالية، ابدا واقعا لرجل لم ينخرط فيما انخرط فيه مجتمعه ودفع ضريبة ذلك! ونحن نرجو ان شرف المحاولة، الكمال اشبه بمهمة مستحيلة محاولاتنا كمحاولات من يحوم حول الحمى يوشك ان يقع فيه!

وحتى ذلك الحين....لعل هذا الحديث أيضاً لا طائل منه
وطلع الصباح وسكت الجميع عن الكلام المباح!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق