الأحد، 19 مارس 2023

نشرة غنائية

 خرج من عندهم، ثم ركب سيارته، وبدأ عازف العود يدندن كما الهمهمة، وكانت خلف العازف جوقة:


قال كنا نريد أن نلتقي وكأن اللقيا كانت محرمة علينا، وقد حان الوقت!

نلتقي، قلت، بعد شهر، شهرين، المهم أن وقتا ما مضى، عام، عامين، جيل، جيلين، وتمدد على الأريكة، يبحث عن الراحة، عندهم!

فغنت الجوقة: مضى يبحث عن معنى هذه اللقيا، عن الحقيقة خلف مبحث الراحة!

ثم عاد العازف لتقاسيم اللحن!

مد يده ليغير الاغنية من جهاز التسجيل،

لكن العازف استبدل العود بكمان وبيانو، وبدأ ينقر ثلاثاً:

قال: كأنه ينقر على باب روحي؟ هل عندي ما أعطيه اياه؟ هل يبقى عندي شيء؟ وإن وهبته روحي؟

فغنت الجوقة: يا هذا الطارق، ارجع، فأن صوتك المزعج يحرمنا النسيان!

فتسارع اللحن، فمد يده مرة أخرى، ليغير الأغنية،

فعزف لحنا، وبدأت الجوقة تلتلم اغراضها لترتحل...,

وتصاعد اللحن شجياً، وكذلك غبار الرحيل، شيء يشبه هجرة الروح، وإن كنت في مكان ما بجانب كل ظروفك وخياراتك الا ان عقلك وروحك يحلقان في سماء سابعة!

هل أُطلق عيار ناري أريد به هذا الشتات، كبندقية ريتا؟



تمت



*بندقية ريتا: هي من قصيدة ريتا والبندقية لمحمود درويش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق