الأربعاء، 11 يناير 2023

أتعلمين أي حزن يبعث المطر يا مريم؟

 في ذلك اليوم البارد الملبد بالغيوم التي احتبس فيها دمع المطر، اُرسلت تحية، وكان الرد متأخراً كما المعتاد، لكنها هلّت ورحبت!


- مالك؟

- احتبس علّي النص!

- أي نص؟

- هل يهم؟ المهم أنه يحتبس علي، لا أعرف ما السبب، لا طبيب جس خافقي بقلم او بغيره، لكني ما زلت افكر، لم كل هذا؟ 

- لعله يعتريني مثلما يعتريك، لكني احاول أن اعصر ذاكرتي حتى اكتب، وبالرغم من هذا، كلما انهمرت افكار او كلمات دونتها سرا كي لا تهرب، ثم اعاود اعتصار ذاكرتي من جديد!

- لكني احتاج دفعة! لم تعد الاكواب تغني! كل ما هو قابل لقدح شرارة الالهام، حتى لو كانت شربة ماء، لم تسعف في الاشتعال!

- جميل شعور الازدحام هذا، ستاتي لحظة تشعر انها تنسل من بين خيوط افكارك لتتسلل الى يديك بكل خفة، كمولود حديث ولد توا!

- تعنين محاصرة الذكريات؟

- والمشاعر! كلحن موسيقي يرسله اشجانا، يمر فيه بطل فيلم ما بلحظة تأمل كالحلم!


 .... ثم ساد صمت طويل اخترقه لحن جوقة رباعية تعزف عودا وقانونا وطبلتين بايقاع هادئ وثابت ....


- لم نحتاج تفريغ ذكرياتنا؟ أن تذكي فينا ما تذكيه مما نريد نسيانه احيانا؟

- هل تحملين كاميرا؟

- ما جدوى السؤال؟

- اذا اردتي حبس لحظة اما ان تصوريها او ترسميها، وكذلك المشهد في فيلم فيديو، ولكن كيف نحبس شعور وذكرى؟ أن نكتبه! وأن احتفظ بكل ثقله وتفاصيله، لكن يظل الرجوع اليه كرجوع في الزمن!

 - افهم كلامك وافهم مقصدك، ولكن سبق لي وأن رفضت بعض الذكرايات المحبوسه في صوره او غيره لا لشيء، ولكن لأنها تحمل في جناباتها ذكريات مزعجه ..

- أهذا هروب يا مريم؟ هل هززتي جذع النخل؟

- هززته وانتهى! وجنيت الرطب، لكن مولودي لم يحن وقته بعد!

- سياتي هذا المولود وقد يكون وحيداً ولكنه سيكون كما اردتِ، لعل اكثر ما قد يناسب هذا الحديث، هو أغنية روبرتو هذه: 

core ngrato!



ثم عادت تلك الجوقة تعزف من جديد



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق