الخميس، 28 ديسمبر 2017

بين الاحتفائية والانتقائية

فكرة وعنوان المقال قد خرجت من رحم نقاش مع محمد السدحان @0MOS0

وأهديها للرفيق العزيز يزيد العيسى @YzdAE

....

في ظل ارهاصات عديدة، تبرز أهمية مسألة معينة، وسؤال قديم قدم الوجود:

أيهما أسبق: الحالة الفنية أم الحالة النقدية؟

معظم الفنانين والنقاد والأدباء ميالون للفكرة التالية: "أن الحالة الفنية توجد الحالة النقدية"
وإن كان البعض بؤمن بالعكس، في الحالين، الحالة النقدية ضرورية في تقييم الحالة العامة، وتوجيه الذوق العام، وتقنين الكيف مقابل الكم.

عند أي ظهور جديد على ساحة ما، خصوصا ان كانت ساحة لا تعاني عسر هظم أبدا، تبرز حالة احتفاء بما هو جديد، لانه يقدم محتوى مختلف عن السائد، واذا صادف انه ذو جودة في نواحي ما، فيزيد من سعار نار الاحتفاء سعارا، لكن مع مرور الوقت، لابد من الخروج من هذه الحالة الاحتفائية، الى حالة انتقائية!

لان السماح بمرور كل ما هو مختلف عن السائد، لمجرد انه مختلف، وهو يلوك ذات الأطر والأفكار واللوحات، ويعيد تقديمها بذات القوالب وان بدت جماليتها، لكنها تجمد المبدع في نقطة محددة، تحت فكرة ان الساحة لا تعاني عسر هظم أبداً.
الحالة الانتقائية تساعد على وجود حالة تفضي لمناخ نقدي مستقبلا، تساعد على ان يفرز ما بين ما يستحق الاحتفاء حقا، وبين ما هو مكرور، سواء كان جيدا أم غير ذلك، أو ما هو غثاً يجب أن تلفظه هذه الساحة التي لا تعاني عسر الهظم أبداً، لانها في النهاية ستصاب بتخمة، لا يرجى معها الشفاء أبداً

أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق