الخميس، 10 مارس 2016

عن المديح ...

ما شئتَ لا ما شاءتِ الأقدارُ
فاحكُمْ فأنتَ الواحد القهّارُ
و كأنّما أنتَ النبيُّ محمّدٌ
وكأنّما أنصاركَ الانصارُ

قالها ابن هانئ الأندلسي والذي كان معاصرا للمتنبي ونافسه بالمرتبه، في حق المعز لدين الله العبيدي الفاطمي عندما دخل فسطاط مصر وجعله القاهرة

هذا الحالة الفجة في المديح تكررت عبر عصور مديدة ومستمرة لا تنتهي

فهل السائس يحتاج لمثل هذا المديح وهذه الوصوف حتى يعمل؟

لهذا كان عمر بن الخطاب يحب مديح زهير بن أبي سلمى لأنه لا يمدح الرجل إلا بما فيه من صفات وفعال فعلها حقا.

تكررت ذات الصورة مع حفيد ابن الخطاب، عمر بن عبد العزيز الأموي، حيث كان جرير الخطفى الوحيد الذي يدخل عليه، لأن شعره نابع من صدق وإن هجاء مقذعا أو مديحا.

على الأقل كفار قريش عبدت الأصنام تتزلف بها لله، وإلا فهي عندها علم اليقين أنه لا إله الا الله، ولم تتزلف غير اصنامها، فهل ما فعله ابن هانئ وزميله المتنبي الكذاب في مديح سيف الدوله للحمداني هو إنشاء وتخليد وثنية جديدة غير مسبوقة، كما صنع النابغة الذبياني وعبيد بن الأبرص في حياة سابقة مدرسة شعراء البلاط إيام الممالك العربية القديمة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق