السبت، 22 نوفمبر 2014

العوم في عقل مترجم



إهدء إلى ( )




هه! هو ليس تحقيق يا صديقي بطبيعة الحال، لكنه دافع فضولي دعاني للكتابة حوله، فعقلنا المشترك حول اللغة وابعادها في وجود هويتنا البشرية هو ما دفعني للحديث - كتابةً - وان كان بعيداً عنك!

كل المشكلة تبدأ من نص، يحتوي كلمات تحاول تفتيتها، فهل تحولها الى لفظ صوتي أخر حسب الحرف أم حسب المعنى أو ضمنياً حتى، وهنا يبدأ الشقاق والنفاق أحيانا، النفاق الذي لربما يؤدي للخيانة .... خيانة النص طبعاً!
فما العمل؟ أعلم أعلم يا صديقي فنبينا لم يقتل المنافقين، لكنه حث على تعلم لغات أخرى، فهل تجد في نفسك تيهاً بين هذين المعنيين؟
لا تبتئس يا صديقي، فأنت ولله الحمد مؤمناً موحداً بهويتك الأولى، تقتحم عالماً اخر لتتعرف عليه وليس لتتلبسه، فأنت تعيش موروثاته .. تقاليده .. وقبوره .. دون ان تفقد ايمانك بهويتك التي ولد فيها على الفطرة، لا تنسلخ ولا تستنسخ، وان تلبست بلبوسات جديدة دائماً، هذا من باب الاستمرار في التعرف على هذا العالم الساحر كعالم أليس في بلادها العجيبة، كجاسوس يحاول التنكر من جديد في مهمة جديدة، هي بالنسبة لك محاولة ترجمة نص جديد، تكافح ان لا تخون النص القديم كقدم التوراة، عهد اليهود القديم!
لكنك احياناً عبثاً تحاول، فهذا التماهي بين لغتين - كشخصيتين لجاسوس - يجعل الفصل بين الأدوات ينتفي، ويتماهى كل شيء، كممثل محترف يدقن كل الادوار ولا يستطيع إدقان ذاته!
لكنك تحاول أن لا تقع في هذا الفخ، وهذا هو الجميل فيك يا عزيزي، فالنص مقدس، وناقله الى لغة اخرى هو فاني، ويبقى النص أبدياً حتى نهاية الزمان!
فلا تبتأس يا صديقي العزيز، فأنت من القلاقل الذين يساعدونا ان نتعرف على ببعضنا البعض اكثر كبشر، اولم نجعل شعوباً وقبائل لنتعارف، لكن لربما شيخ القبيلة لديه تصور أخر .... فهل تفكر بالتمرد ؟ .... مثلي!
بالنسبة لي: انا ثائر، والكلمة هي ثورتي والقلم سلاحي والنص بياني الأول والتالي والأخير وحتى وصيتي، أنت من سيعرفني لكل أولائك الثوار، أنني وإياك كنا سويةً نحاول أن لا نخون نصوص الآخرين بترجمتنا، او نموت فنعذرا!


تمت


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق