الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014

هل ستعيدين لي وجهاً بلون الطفولة والأغنيات؟



ودمعةُ عشقٍ أسافر فيكي ... وتكبرُ حتى حدود الفجيعة


الحياة عبارة عن عبور طويل ..
كل شيء عابر حتى النهاية؛

صراخك حين ولادتك ..
وميض النور الأول داخل عينيك ..
بكاء أمك الأول فرحاً حين رأتك ..
دُعائك الأول .. صلاتك الأولى .. مناجاتك الأولى .. سرُّكَ الأول ..
وحده حضن أمك الذي يذكرك أنك لا تزال ولدها الصغير!

هي لا تناديك "بني" حتى في ساعاتها الأخيرة، بل تقول: " أين هم الأولاد؟ ... هل لحق أي أذى بالأولاد؟ "
لا تزال زلداً في عينيها لم تكبر حتى لو وطل طول لحيتك البيضاء للأرض، حتى لو غدى أبنائك أجداداً فأنت ولدها، لا تزال!
هي لا تسمح لك بالإبتعاد عنها حتى وأن أبعدتك الدنيا عنها، الدنيا وإن وهبتك أشياء تحبها فهي تسلب منك أعز الأشياء ...
هذا هو حالها الدائم الآثم كجريمة .. جريرة بحق نفوسنا ...


أعانق خصرك ..
أجدل شعرك ..
ألقي زماني على صدرك ..


اليوم في العاشرة من صباح يوم الثلاثاء توفيت والدة أحد الأصدقاء .. البارحة فقط كنّا نتحدث عنها .. البارحة فقط ...
في رمضان كانت لديها رغبة أن أجلب لها هدية من مدينة رسول الله، أحدى التوابل المسماة "دقة"، للمرة الأولى أشعر فيها أني كنت مقصر في حق أحدهم وكان حديثنا ذلك اليوم عن تلك الرغبة التي فشلت في تحقيقها، شعرت أني مكبل بدين لا يمكن قضاؤه أبد الذهر!

سامحني يا صديقي العزيز: أني فشلت في تحقيق الرغبة الأخيرة لأعز الناس لديك ...
سامحني يا صديقي العزيز: أني لم أبدو مختلفاً عن الناس الآخرين جولك ...
سامحني يا صديقي العزيز: أني لا أجد ما أفعله في هذه اللحظة، لا الرثاء يجدي ولا الأعتذار يغني، العزاء الوحيد هو المحاولة، فتقبل مني ...

هذه رسالة أعتذار وعزاء أعلم أنها لا تليق بمقام من فقدت، لكنها محاولة مني لمواساتك ومواساة نفسي معك!


أحنُّ إلى خبزِ أمّي .. وقهوةِ أمّي .. ولمسةِ أمّي
وتكبرُ فيَّ الطفولةُ يوماً على صدرِ يومِ
وأعشقُ عمري لأنّي إذا متُّ .أخجلُ من دمعِ أمّي


رحمها الله رحمة واسعة
وأسكنها فسيح جناته
أنه سميع مجيب

محرم 18 - 1436هـ
نوفمبر 11 - 2014م
الثلاثاء - كتبت الساعة 10:50 صباحاً


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق