الأحد، 13 يوليو 2014

لعلي لا القاكم بعد عامي هذا!



كانت هذه كلماته الأخيره لهم،
ما إن خرج من مدينته، ورَكِبَ القصواء، ومشى متجهاً إلى مسقط رأسه، إلتفت خلفه ليرى مدينته، فرأى النخيل الأخضر، ثم إلتفت يمنةً ويسرى، فقال له أحد صحبه:" لم تنظر نظرة المودع المفارق؟" فقال له:"لعلك تمر بقبري ومسجدي في قابل الأيام!"
وقد كان!

وعندما ذهب نسينا كل شيء!

هو كان بيننا ليخلصنا من عبادة الـ"أنا" لنعبُدَ الـ"هو"، وما إن فارقنا حتى ارتددنا إلى ما كنا عليه أول أمرنا،
كان يمشي معنا، يصافحنا، يمنشي، ويعيش بيننا، نخاطبه بخطاب السوقة، ويخاطبنا بخطاب الأمراء،
كان يقول:" لا تطروني " ونحن نطريه، ولا نستشعره، نتغنى بمثاله ولا نتمثله،
وكأنه غدا شيئاً من الذاكرة!

فإلى متى هذا الجفاء؟
أم أن ما كُنّا عليه خير مما صرنا إليه الآن؟
كل ألائك الشهداء وكل تلك التضحيات وكل تلك المعانات لأجل ماذا؟
لنرجع عبيداً كما كُنّا، وكأن ليس لهذه العبودية من آخر؟ 
وهل نستحق أن نحيا على الأرض وفي البلد التي عاش فيها ومشى عليها ودفن بها؟

يدخل إلى بيته والتراب المنهال على رأسه، وفتمسح إحدى بناته التراب عنه وهي تبكي وهو يمسح دمعها ويقول:" لا تبكي يا بنية، والله ما نالت مني قريش شيئا أكرهه حتى مات أبو طالب "
فهل نحن الآن كقريش ننال شيئاً يكرهه ؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق