الجمعة، 4 يوليو 2014

من نحن ؟





من أنت ؟
من أنا ؟
من نحن ؟

سألني أحدهم هذا السؤال مرة، فما جال في خاطري حينها إلا أن أقول:
" أنا حفيد ذاك الرجل الذي كذَّبَ زرقاء اليمامة أنها رأت نخيلاً يتحرك نحو قومها!"
لكني هل أنا كذلك؟

أحب أن أعتقد أني كذلك، بل يجب أن أعتقد أني كذلك؛ فنحن إمتداد لؤلائك الناس الذين عاشوا هنا على هذه الأرض، فنحن نرثهم ونرث أرضهم وميراثهم، لنكتب فيه سيرتنا وسيرهم معنا!
الزمان فقط نقلهم في لحظة فارقة من الجزيرة العربية للجزيرة الأيبيرية، لكنهم لم ينسوا يوماً أنهم مشوا على الرمضاء في ذاك المكان القاحل، حتى اسموا أحد شهورهم به، ونحن ننساهم ولا نريد أن نتذكرهم!

نحن يا أعزائي أمة وشعب عاش كل تلك السنين حتى الآن، وعبر صفحات التاريخ، فكما زاحم البابليين، فهو الآن يزاحم الفرس! وكما زاحم الفراعنة قبلاً هو يزاحم الآن الترك!

نحن يا أعزائي أمة وشعب كان لديها أرثها الكبير من الآلهة والمتعقدات والأديان والعلوم والأدب والشعر والحكاية، وصنعنا حكايات أخرى بقيت حتى الآن، ليس ذنبنا أن كل هذا لم يدون، وصار هشيماً تذروه الرياح، بل ذنبنا أننا ننسى كل هذا ونتذكر إنتمائتنا الحالية التعيسة، وننسى أن أرضاً واحدة تجمعنا، ومصير واحد!

ولم لا، لنتذكر إنتمائتنا الصغيرة، فخليفة دمشق لم ينسى يوماً أنه قُرَشّي من مكة، وحملها معه إلى دمشق، وبنى قبة الصخرة، لكنه لم يقتل الناس لأنه  قُرَشّي من مكة؛ بل لأنهم خالفوا فكرته السياسية ليس إلا، كما خالفت جديساً طُسم!

وإذا يا أعزائي من نحن ؟

نحن قومٌ بُعِثَ فينا نبيٌ أتى ليتمم مكارم أخلاقنا، فنحن قومٌ بأخلاق إبتداءً، ولا توجد أمة بلا أخلاق وأرث قديم وأدب، يبعث فيها جذوة النهوض من جديد!

تمت أ.هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق